فضاء حر

فلاحان من الحيمة… أطلقا الكاشف فأيقظا روح سبتمبر

يمنات

عبدالوهاب قطران

في ليالي سبتمبر المقمرة، حين ينام الكثيرون على صمت الخوف، نهض فلاحان بسيطان من أبناء بيت معيض بالحيمة الداخلية، يحملان بندقيتين عتيقتين، وقلوبًا أوسع من الجبال.

يحيى أحمد معيض وعبده داعر… اسمان صغيران في ظاهر الأمر، لكنهما في تلك الليلة كانا بحجم الوطن كله.

لم يجلسا ينتظران خطابًا رسميًا ولا مهرجانًا ضخمًا، بل عبّرا عن حبهما للجمهورية على طريقتهما البسيطة: أطلقا “قرنين كاشف” في سماء القرية، فارتجف الليل فرحًا، وارتفعت أرواح الأجداد الشهداء تبتسم لهما من علياء التاريخ.

فعلٌ عفوي، لكنه كان أعظم من كل الخطب والشعارات. لقد قالا للبشرية كلها بلغة الطلقات المضيئة: إن سبتمبر لم يمت، وإن الجمهورية ما زالت تنبض في عروق الفلاحين والبسطاء.

غير أن يد السلطة لم تحتمل هذا الضوء، فأرسلت أطقمها المسلحة لتطفئ البريق. اعتُقلا ثلاثة أيام في معتقل “العر”، لكنهما عادا مساء البارحة إلى قريتهما أكثر إشعاعًا، وقد خرجا بوسامٍ لم يمنحهما أحد: وسام الوفاء لثورة ٢٦ سبتمبر.

تحية إجلال وإكبار لابني الحيمة الثوريين، اللذين أثبتا أن الثورة لا تحتاج إلى منصات ولا جدران عالية، بل تحتاج إلى قلب مؤمن بالحرية، وبندقية تطلق رصاصًا في سماء الوطن لا في صدور أبنائه.

سلامٌ على الفلاحين الثوريين…

سلامٌ على سبتمبر حين يسكن قلوب البسطاء…

سلامٌ على كل يد ترتجف فرحًا وهي تطلق طلقاتها في سماء الحرية.

زر الذهاب إلى الأعلى