تواصل محادثات شرم الشيخ بشأن غزة.. وأنباء عن تقدم إيجابي وسط انضمام وفود فصائل فلسطينية

يمنات
تتواصل في منتجع شرم الشيخ بمصر المحادثات حول خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وسط أجواء وصفتها وسائل إعلام عربية ودولية بالإيجابية.
بدء اللقاءات مع الوفد الاسرائيلي
وقال مصدر قيادي فلسطيني إن لقاءات الوسطاء مع الوفد الفلسطيني انتهت قبل قليل، وإن الوسطاء انتقلوا إلى لقاء مع الوفد الإسرائيلي، موضحًا أن اللقاء يهدف للحصول على إجابات نهائية بشأن الملفات العالقة، وفق ما أوردت قناة الجزيرة القطرية.
تقدم
وأضاف المصدر أن تقدمًا تحقق في ملفات تبادل الأسرى وضمانات عدم العودة للحرب بعد الإفراج عن أسرى الاحتلال، لافتًا إلى أن حماس وافقت على الإفراج عن الأسرى دفعة واحدة وتأجيل الإفراج عن الجثامين حتى توفر الظروف الميدانية المناسبة.
موعد نهائي
وأشار إلى أن الوسطاء طلبوا من الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي أن يكون يوم الجمعة السقف الزمني النهائي للمفاوضات.
ايجابية
من جانبه، وصف مدير تحرير صحيفة الأهرام المصرية، محمد أبو الفضل، أجواء المفاوضات بأنها “إيجابية نسبيًا”، مشيرًا إلى أن مجرد حضور المبعوثين الأميركيين إلى شرم الشيخ يحمل دلالة على وجود “تقدم فني” في المحادثات.
تحرك جاد
وقال أبو الفضل في حديثه لبرنامج “ستوديو وان مع فضيلة” على قناة “سكاي نيوز عربية” إن “وصول ويتكوف وكوشنر وديرمر إلى شرم الشيخ لم يكن ليحدث لولا وجود إشارات على تحرك جاد في المفاوضات”، مضيفًا أن “مصر حريصة على تحقيق اختراق سياسي يحسب لها، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة”.
استعادة الدور المصري
ويرى أبو الفضل أن القاهرة تسعى لاستعادة دورها كوسيط رئيسي في الملف الفلسطيني، مستندة إلى رمزية شرم الشيخ التي وصفها بأنها “مدينة السلام التي شهدت لقاءات عربية وفلسطينية وأميركية مفصلية”.
وأكد أن “مصر تنطلق من قناعة بأن الصراع لا يمكن حسمه عسكريًا، وأن الحل السياسي هو الطريق الوحيد الممكن”، مشددًا على أن “القضية الفلسطينية تبقى جزءًا من الأمن القومي المصري والعربي”.
مفاتيح
وأشار إلى أن “التوترات التي شابت العلاقة بين القاهرة وتل أبيب خلال الفترة الماضية، خصوصًا بشأن مخططات التهجير في غزة، جعلت مصر تتحرك أكثر عبر القنوات الأميركية”، موضحًا أن “مصر تمتلك مفاتيح دبلوماسية للتعامل مع إدارة ترامب، وقد أجرت بالفعل حوارات خلف الكواليس مع واشنطن”.
اتفاق قريب
من جهته، نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن هناك تقدمًا جيدًا في محادثات شرم الشيخ، وإن بالإمكان التوصل إلى اتفاق خلال أيام، مع هدف الإعلان عن الاتفاق هذا الأسبوع والبدء في إطلاق سراح الأسرى الأسبوع المقبل.
كما نقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن هناك تقدمًا في المفاوضات، وإنه يشعر بتفاؤل حذر.
ورأى أبو الفضل أن “قبول حماس بالمبادرة الأميركية لم يكن ليحدث دون الدور المصري والقطري والتركي”، مشيرًا إلى أن “واشنطن أبدت استعدادًا جدّيًا للتعامل مع المقترحات المصرية رغم الرفض الإسرائيلي الأولي”.
ارادة ترامب
وأضاف أن “الضمانة الحقيقية لأي اتفاق هي الإرادة السياسية للرئيس ترامب، الذي يبدو أكثر انخراطًا من المرات السابقة، باعتباره الطرف الوحيد القادر على الضغط على نتنياهو”.
وأوضح أن “إسرائيل كسبت عسكريًا لكنها خسرت دبلوماسيًا”، في إشارة إلى موجة الاعترافات الدولية المتزايدة بالدولة الفلسطينية، مضيفًا أن “المسار السياسي وحده كفيل بإقناع إسرائيل والعالم بخيار السلام”.
وفود جديدة
وقال مصدر قيادي في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية إن وفودًا فصائلية من حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين انضمت إلى مفاوضات شرم الشيخ، وفقًا لقناة الجزيرة، موضحًا أن الهدف هو التوصل إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني ويوقف ما وصفه بالإبادة الجماعية.
وأشار المصدر إلى أن الفصائل الفلسطينية ستكون أمينة على أولويات الشعب الفلسطيني في هذه المعركة، وهي إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من غزة، وأن إشراك الفصائل إلى جانب حركة حماس مطلب وطني فلسطيني حظي بترحيب الوسطاء.
تشدد
من جانبه، رأى رئيس مركز صفدي للدبلوماسية الدولية، مندي الصفدي، أن الموقف الإسرائيلي لا يزال متشدّدًا تجاه المفاوضات، مؤكّدًا أن “المعركة مستمرة في غزة، وأن الاتفاق لم يدخل حيز التنفيذ بعد”.
وأوضح الصفدي أن “الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته ضد عناصر حماس الذين يخرجون من الأنفاق لمهاجمة الجنود، لذلك لا يمكن الحديث عن وقف إطلاق نار قبل تحرير جميع المختطفين”.
محاولات التعديل
وأضاف أن “الاتفاق الجاري بحثه تم التوصل إليه بتوافق مع الإدارة الأميركية وبعض الدول العربية، ولا مجال لصيغة جديدة”، وفق قناة سكاي نيوز الإماراتية، مشددًا على أن أي محاولات من قطر أو تركيا لتعديل البنود قد تهمّش الاتفاق.
وأشار الصفدي إلى أن مهمة ويتكوف وكوشنر هي “ضمان الالتزام بخطة ترامب دون تغييرات جوهرية”، وأن إسرائيل تثق بالإدارة الأميركية وتعتبرها الشريك الوحيد في تنفيذ الاتفاق.
ترحيب حذر
وفي ما يتعلق بدور مصر، أبدى الصفدي ترحيبًا مشوبًا بالحذر، مؤكدًا أن “القاهرة تؤدي دورًا مهمًا في التوسط، لكن لا يمكن الثقة بقطر وتركيا بسبب مواقفهما السابقة ودعمهما لحماس”.
وبيّن أن “أحد البنود الحساسة هو منع حماس من إدارة غزة بعد الحرب، لأن استمرار وجودها يعني فشل أي اتفاق سلام”.