الصحفي والقيادي الاعلامي الكبير الدكتور عبدالحفيظ النهاري

يمنات
محمد شمسان
الدكتور عبدالحفيظ النهاري، من كبار الصحفيين والاعلاميين ، ومن أبرز القيادات الاعلامية التي أسس مناخ واقع الصحافة اليمنية عقب تحقيق الوحدة ، وله بصماته الكبيرة في الكثير من الصحف والمؤسسات الاعلامية الوطنية التي ساهم في تأسيس بعضها وتطوير البعض الآخر ، إضافة إلى جهوده المتواصلة في تدريب العديد من الصحفيين والاعلاميين اليمنيين خلال العقدين الماضيين وحتى الان ، حيث لايزال يمثل أحد أركان الصحافة التي يستند عليه الكثير من الصحفيين الشباب والاعلاميين الناشئين .
نشأ الصحفي القدير الدكتور عبدالحفيظ النهاري في محافظة ريمة مديرية الجبين ، وتلقى تعليمه في علوم الدين عن جده الحاج/ أحمد ياسين النهاري، رحمه الله ، والحساب والعلوم الأخرى على يد العلامة علي غالب أنفه رحمه الله، ثم على يد ابنه المحامي/ عبد الله علي غالب أنفه “رحمه الله”( الذي كان من أوائل المبتعثين للدراسة إلى جامعة الأزهر، ثم إلى فرنسا )
بحكم وظيفة والده مع الدولة في ذلك الوقت ، وبعد سنوات إنتقل النهاري، للدراسة في صنعاء تحت رعاية خاله الأديب والشاعر القاضي/ محمود حسن الجباري ، واستكمل على يديه علوم اللغة العربية ، وتأثر به شعريا وادبيا، وكانت مكتبته العامرة المعين الأول الذي نهل منه النهاري، إلتحق بمدرسة جمال جميل الابتدائية ، وبعد تخرجه من ثانوية الكويت ، التحق بجامعة صنعا كلية التربية عام 1985م، قسم الدراسات الإنجليزية، واستكمل دراسة الأدب الإنجليزي، بكلية الآداب، على يد كوكبة من الاساتذة، البريطانيين، وآخرين من الجامعات الهندية، ونخبة من الأساتذة الزائرين من الجامعات البريطانية والأميركية.
خلال سنوات دراسته الجامعية انخرط بالحركة الطلابية ورأس الإاتحاد العام لطلاب اليمن في كلية التربية، وكان قد أصبح من شعراء المنبر الجامعي المعروفين أثناء دراسته، وحصل على عضوية اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
عاد إلى ثانوية الكويت مدرسا للغة الإنجليزية، بعد تخرجه، ثم عين مديرا لمدارس حبابة/ ثلا، ثم نائبا لمدير شؤون الموظفين في مكتب التربية بمحافظة صنعاء، ثم مديرا لشؤون الموظفين، وكان ممن عملوا على يمننة الكادر التدريسي، وأسهم في التطوير الهيكلي والإداري لجهاز التربية، تنقل في إدارات الشؤون الإدارية والمالية. وكان من مؤسسي نقابة المهن التعليمية والتربوية.
التحق بالدراسات العليا في كلية التربية ” الدبلوم الخاص في العلوم التربوية، تخصص (بناء وتصميم مناهج اللغة الإنجليزية)، وتخرج منه عام 1991 ثم التحق بعد ذلك بدبلوم الصحافة ،على إثر تأسيس القسم بكلية الآداب جامعة صنعاء، على يد الدكتورة/ رؤوفة حسن، رحمها الله، وتخرج منه عام 1993م ، في الوقت الذي كان دشن فيه قبل سنوات تجربته الصحفية وتحديدا في مواكبة إرهاصات قيام دولة الوحدة، من خلال عمله سكرتيرا لتحرير صحيفة الحقيقة ، حيث شهدت مرحلة عمله الثانية بعد حصوله على ” دبلوم صحافة ” نشاطا مكثفا لمواكبة التطورات السياسية والحراك الجماهير والزحم الديمقراطي الذي ساد تلك السنوات عقب الوحدة اليمنية ، حيث برز اسم الصحفي عبدالحفيظ النهاري كواحد من المشاريع الصحفية الواعدة بالعطاء الجزيل عبر كتاباته الواسعة في عدة صحف ومجلات رسمية وحزبية ومستقلة. إضافة إلى المواد المختلفة التي نشرت له كتغطيات صحفية لمجريات الاحداث في تلك المرحلة.
بدأت تجربته الصحفية بالتزامن مع نشاطه السياسي ، حيث انخرط في العمل السياسي والحزبي كعضو في الحزب الاشتراكي اليمني ، وكانت جهوده ونشاطاته الصحفية بارزة في الصحف التابعة للحزب ( الثوري والمستقبل وصوت العمال ) وكان خلال عمله في مجال التعليم قد انتخب سكرتيرا لمنظمة الحزب في حقل التربية والتعليم بتلك الفترة ، وقد اسهم عمله الصحفي ونشاطه السياسي في تقوية ارتباطه بالحزب ، ليصبح من خلال ذلك أحد الصحفيين والكتاب المعبرين مواقف الحزب وسياسته ، وفي صيف حرب 94م وبعد اعلان نائب الرئيس علي سالم البيض انفصال الجنوب – قدم النهاري استقالته من الحزب – احتجاجا على قرار الانفصال ، متبرئا (حسب تعبيره) من ذلك الإعلان وانعكاساته على الوحدة الوطنية.
التحق بعد ذلك بعضوية المؤتمر الشعبي العام ، وأصبح عضوا في اللجنة الدائمة ، ثم أصبح في صدارة الكتاب والصحفيين العاملين في صحف المؤتمر الشعبي العام ( الميثاق، 22 مايو ، وكذلك الصحف الرسمية مثل صحيفة الجمهورية، وغيرها ) وتدرج في المسؤوليات التنظيمية والاعلامية داخل المؤتمر خلال تلك الفترة في عدة مواقع منها :
* مديرا لمكتب الأمين العام المساعد لقطاع الفكر والثقافة والإعلام والتوجيه والإرشاد، ثم مستشارا للقطاع، ثم نائبا لرئيس الدائرة الإعلامية.
وعلى المستوى الصحفي عين مديرا لتحرير صحيفة “العمال” 1995 ـ 1996م.
ثم عين رئيسا لتحرير مجلة “الثقافة” الصادرة عن وزارة الثقافة، في 1997م – 2001م وأسس عبرها سلسلة “كتاب الثقافة”.
تفرغ الزميل القدير عبدالحفيظ النهاري بعد ذلك للدراسات العليا في الجامعة التونسة ، وحصل على درجة الماجستير في الإعلام 2007م – عن رسالته “الصحافة الإلكترونية السياسية في اليمن” ، وبعد عودته إلى ليمن عين مستشارا لوزارة التربية والتعليم ، إضافة إلى عمله التنظيمي والسياسي كأحد الناطقين الرسميين للمؤتمر الشعبي العام ، وخاض معترك الحراك السياسي بعد ٢٠١١، في صف المؤتمر الشعبي العام، مدافعا عن النظام والمرجعية الدستورية والديمقراطية، والحوار، حتى ما بعد الانتخابات الرئاسية الانتقالية، 2012م ، ليتفرغ مرة أخرى لإنجاز أطروحة الدكتوراه في الجامعة التونسية، وذلك في الفترة من 2013 ـ 2016 في مجال الإتصال السياسي بعنوان ” الإعلام والحداثة السياسية في اليمن 1990 ـ 2014م .
ثم استقر بالعاصمة المصرية القاهرة عقب احداث 2017م ، ليعمل إلى جانب رفاقه في المؤتمر الشعبي العام على إعادة ترتيب صفوف الحزب ، ويواصل موقعه التنظيمي كنائب لرئيس الدائرة الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام ، إضافة إلى عمله كمستشار سياسي لقناة اليمن اليوم التابعة للمؤتمر .
خلال مراحل تجربته المهنية الطويلة ، اصدر الدكتور عبدالحفيظ النهاري عدة مؤلفات شعرية وادبية واعلامية وسياسية من ابرز الاصدارات الأدبية:
1ـ أشواق في كف الريح، 1994 عن دار اليمن للطباعة والنشر.
2ـ الجبال التي أنكرتني: 1997: عن مطابع مؤسسة الثورة للصحافة والنشر.
3ـ وجه البنفسج: 2003 : عن سلسلة مطبوعات اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
وعلى مستوى الاصدارات السياسية والإعلامية صدرت له الكتب الآتية:
١ـ الصحافة الإلكترونية السياسية في اليمن: دار جامعة صنعاء للطباعة والنشر، 2010.
٢ـ الإعلام والانتقال الديمقراطي في العالم العربي. فصل عن حالة اليمن، مجموعة مؤلفين، سوتيميديا للنشر، تونس. 2019.
٣- الإعلام والكراهية الطائفية في اليمن: تحليل للخطابات الطائفية. الملتقى الدولي للصحافة، تونس، 2020 ) منشورات الملتقى(
٤ـ الإعلام والحداثة السياسية بعد الوحدة 1990 ـ 2010. مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر. القاهرة. 2023.
٥ـ الربيع العربي والحداثة السياسية: تحليل خطابات النخب اليمنية في الإعلام الفضائي. مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر. القاهرة. 2023م
ويضاف إلى رصيده المهني والثقافي ايضا إسهاماته الكبيرة في تحرير عدة كتب لشخصيات سياسية منها :
1ـ حكيم الثورة اليمنية: الرئيس، القاضي عبد الرحمن الإرياني: صدر عن مطابع التوجيه المعنوي.
2ـ الأستاذ: أحمد محمد نعمان: صدر عن مطابع التوجيه المعنوي.
3ـ الشيخ الحكيمي مفكرا ومناضلا: صدر عن قطاع الفكر والثقافة والإعلام بالمؤتمر، مطابع التوجيه المعنوي.
4ـ الجاوي نبراس الحرية والوحدة: صدر عن سلسلة كتاب الثقافة، وزارة الثقافة.
أصدر عن سلسلة كتاب الثقافة عدة كتب منها:
الجاوي: نبراس الحرية والوحدة، و “زرياب” مجموعة شعرية للشاعر الراحل نبيل السروري، وكتب في النقد الأدبي .
ولم تخل تجربته وسنوات عطائه من المشاركات الفاعلة في مؤتمرات وندوات علمية وفعاليات ثقافية وفكرية وأدبية متعددة داخل اليمن وخارجها ، كما أنه قدم العديد من الأبحاث والدراسات المتعلقة بالجوانب التعليمية والاكاديمية والسياسية والصحفية والاعلامية.