أرشيف

«سندس» طفلة توشك أن تفقد أباها المحكوم  بالإعدام

بوجه وردة فقدت رونقها وقلب طفلة بات يخفق بقوة من شدة الخوف .. وبصوت متحشرج اختلط بدموع عينيها الباكيتين قالت باكية سوف يعدمون أبي، أنا سمعت والدتي تقول ذلك، سمعتها تقول إني سأصبح يتيمة دون أب يرعاني.. أنا لا أريد أن أصبح يتيمة .. لا تدعوهم يعدموه .. لمَ أكون دون أب .

سندس ثلاثة أعوام عمر بسيط شاهدت خلاله وجه والدها لمرات قليلة فقط حين كانت تصطحبها والدتها معها لزيارته..

لسندس أب يدعى "مطهر الدرويش" يحاكم من أعوام بتهمة قتل .. منذ أيام أيدت محكمة الاستئناف حكم الإعدام الصادر ضده من المحكمة الابتدائية .

لسندس شقيق في الخامسة من عمره يدعى «نصار»، يوم صدور الحكم خرج مفزوعاً يجهش بالبكاء ويطلب من نساء الحي الحضور الى عند والدته في حين هي لم تطلب منه ذلك وإنما أقدم على فعل ذلك محاولاً اصطحاب النسوة إلى دارهم لتهدئة والدته التي جن جنونها حين بلغت خبر تأييد محكمة الاستئناف لحكم الإعدام الصادر من المحكمة الابتدائية ضد زوجها السجين.

سندس ونصار طفلان تسير الأيام بهما لأن يودعا أباً إن رحل لن يعود.. فمن تنصب مشنقته ويساق لساحة الإعدام لن يعود أبداً.. وجه طفلين حرما من حنان والدهما منذ سنوات ولادتهم الأولى .. عينان ترنوان نحو الأفق البعيد تبحثان عن أمل بأن يأتي من يوقف هذا الكابوس الذي يؤرق مضجعيهما ويحرمهما الكثير من حب الحياة المتصالحة مع النفس والمجتمع، سندس ونصار دموع حسرات وتنهدات طفولة بريئة .. وكلمات يصدع بها لسان طفلين يصرخان لا تحرمونا من والدنا .. لا تتركانا لحياة اليتم دون أب يرعانا .. ترى هل  تجد دموع سندس ونصار صدى لدى آل البوني ..؟

 

          [email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى