أخبار وتقارير

“القاعدة” تتبنى هجمات انتحارية وقودها الشباب المعدم

 

كشف الهجومان الانتحاريان الأخيران اللذان نجح فيهما تنظيم القاعدة خلال سقف زمني لم يتجاوز الشهر ونصف الشهر على تجمعات عسكرية غير محاطة بالحد الأدنى من التدابير الاحترازية في كل من ساحة العروض بميدان السبعين ومقر كلية الشرطة بصنعاء، عن لجوء التنظيم الاصولي إلى تجنيد عناصر شابة تنحدر من مناطق قبلية معدمة لتنفيذ هجمات انتحارية ذات طابع ارتجالي .


 

واعتبر الأكاديمي اليمني المتخصص في دراسة تاريخ الحركات الاصولية في اليمن الدكتور عبد العزيز أحمد الشيبه في تصريح ل”الخليج” أن اسلوب تنفيذ الهجومين اللذين نفذهما انتحاريان تتراوح اعمارهما بين “18-25” عبر تفجير أحزمة ناسفة في تجمعات للعسكر غير محاطة بإجراءات حماية كافية، يكشف بوضوح أن تنظيم القاعدة تمكن خلال العامين الماضيين من استقطاب العديد من الشباب القبلي، الذي يتسم بالتدين والفقر ومحدودية التعليم والاستعداد للانقياد . منوهاً بأن كلا الانتحاريين اللذين نفذا هجومي السبعين وكلية الشرطة بصنعاء لجئا إلى استخدام اسلوب ارتجالي يتمثل في الانحشار وسط تجمعات عفوية لمجاميع من الجنود والعسكر واستهدافهم بتفجير احزمة ناسفة . واشار الشيبة إلى أن “الارتفاع المطرد لمعدلات الفقر في المناطق الريفية مقارنة بالمناطق الحضرية والافتقاد لمنظور للحياة نتيجة البطالة وانعدام الحد الأدنى من فرص العمل التي يفترض أن توفرها الدولة للشباب في هذه المناطق خلق بيئة مواتية مكنت تنظيم القاعدة من استقطاب الكثير من الشباب المعدم الذين تحول بعض منهم إلى قنابل متفجرة تقتل الناس بلا تمييز وبدم بارد جراء التعبئة الدينية المتطرفة” .


 

من جهته حذر الاكاديمي المتخصص في دراسة ظاهرة تنظيم القاعدة “عبدالرحمن احمد زيد المطاع في تصريح ل”الخليج” من إمكانية تحول تنظيم القاعدة إلى ورقة بيد بعض الاطراف التي تحاول إحباط مساعي التسوية السياسية الناشئة في البلاد معتبرا أن ثمة انحراف طارئ في توجهات التنظيم الذي تحول في النموذج اليمني من تنظيم جهادي مناهض للوجود الأجنبي في البلاد إلى ما يشبه العصابة المتطرفة تعتمد العنف والقتل والنهب والسلب دون ادني مراعاة لاعتبارات الدين والشرع . وقال المطاع “العمليات الأخيرة لتنظيم القاعدة والتي استهدفت مجاميع من الجنود لاعلاقة لهم بالحرب التي تخوضها الحكومة ضد التنظيم في ابين وبعض المدن المجاورة كشفت حقيقة الانحراف الطارئ في توجهات الأخير الذي تحول من تنظيم جهادي يتبني مبدأ مناهضة الوجود الأجنبي في اليمن والمنطقة إلى جماعة مسلحة تمارس سلوك العصابات المتطرفة ومثل هذا التحول قد يجعل من تنظيم القاعدة في اليمن ورقة في يد بعض الاطراف التي تسعى إلى إفشال التسوية السياسية القائمة في البلاد وإعادة اليمن إلى مربع العنف من خلال توظيفه للقيام بهجمات تستهدف إضفاء المزيد من الفوضى والانفلات الأمني لإحباط أي محاولات للتقدم خطوة للأمام” .


 

الأكاديمي اليمني المتخصص في علم الاجتماع الدكتور سيف عبد الكريم البناء اعتبر من جهته في تصريح ل”الخليج” أن انصراف الحكومة إلى انتهاج الخيار العسكري في مواجهة الإرهاب وتنظيم القاعدة وإغفالها الجوانب المتعلقة بمكافحة البيئة الحاضنة لمثل هذا التنظيم المتطرف يبرز عدم وجود استراتيجية حكومية فاعلة ومدروسة من شأنها الحد من الظهور اللاحق لتنظيم القاعدة في مناطق أخرى . وقال البناء “لا يمكن التفاؤل بإمكانية تطهير اليمن من حضور وتهديدات تنظيم القاعدة في ظل ماهو سائد من قصور في الرؤية الحكومية ازاء تحديد آليات المكافحة الفاعلة لهذا التنظيم الارهابي . . وهو ما تبرزه اتجاه الحكومة إلى حشد كافة الإمكانات صوب تحقيق الحسم العسكري في المواجهات المسلحة ضد القاعدة في أبين دون أن يترافق ذلك مع بدء تنفيذ استراتيجية مضادة على الارض تتمثل في تلبية الاحتياجات العاجلة للسكان في المناطق القبلية النائية التي يتوقع أن توفر بيئة مواتية لعودة التنظيم من جديد إلى الواجهة . . لقد أغفلت الحكومة في برنامجها الانتقالي المزمن بعامين الذي تطلب من المانحين تمويل تنفيذه بعشرة مليارات دولار توفير آليات فاعلة لمكافحة الفقر تستهدف المجتمعات المحلية الأشد فقراً والتي في العادة ينطلق تنظيم القاعدة من داخلها .


المصدر: الخليج – عادل الصلوي

زر الذهاب إلى الأعلى