اليمن :القتال من اجل ميدالية أولمبية ورئيس جديد

يمنات – اذاعة امستردام
جوديت سبيخل من صنعاء – هو بطل في عين الشباب اليمني، بل بطل لكل العرب. يقول جلال العبدلي بنبرة يملؤها الفخر متحدثا عن صديقه ورفيقه لاعب الجودو على خسروف. رافقا بعضهما في التدريبات بالمركز القومي للجودو منذ أن كانا يافعين.
يطرح صديقه ارضا
التقيته في أحد أيام التدريب حيث عاد خسروف البالغ من العمر 22 عاما لتوه من معسكر للتدريب في اوزبكستان ويستعد للسفر إلى اليابان أيضا لقضاء ثلاثة أسابيع هناك بغرض التدريب. في الاستراحة بين رحلة وأخرى يزور أصدقائه بمركز الجودو للتحية وتبادل القفشات. يغير خسوف ملابسه ببدلة الجودو ، بعد دقائق يطرح صديقه أرضا ويعلو الغبار من البساط المفروش على الارضية. تقنيات مختلفة يجربها، رمية باستخدام الكتف، الوسط ، وخارج البساط. يبدو خسروف طيبا ومهذبا وحسن المظهر.
خسروف واحد من أربعة رياضيين سيمثلون اليمن في الألعاب الاولمبية، واحد منهم للمنافسة في رياضة التاكندو وأثنان في رياضة العدو أحدهما امرأة. شارك خسروف في أولمبياد بكين في العام 2008 حيث خسر في الجولة الثانية.
قطع جلال تدريبه ليتحدث بشكل مستفيض حول صديقه، لاهثا يغطيه العرق يسير ناحية الزائر المزود الذي يحمل قائلا بوجه ضاحك " اسمع هذه ، حين عودته من قطر كان طريق المطار مقفلا بالسيارات التي جاء أصحابها للترحيب بعلي خسروف .
الحكومة تنكث عهدها
كان هذا في ديسمبر من العام 2011 حين فاز خسروف بميدالية ذهبية في الألعاب العربية. كان الانجاز كبيرا نظرا لأنه كان يتعافى من إصابة طلق ناري في البطن. لم يكن خسروف مجرد لاعب جودو ولكنه واحد من ألاف الشباب الذين انضموا للثورة اليمنية.
أصيب خسروف في ربيع 2011 أثناء المظاهرات ضد نظام الرئيس السابق على عبدالله صالح معرضا بمشاركته هذه مستقبله كلاعب جودو للخطر ولكنه ينظر للأمور بشكل مختلف:
" يجب أن تتغير الأشياء في هذا البلد، هذا هو إيماني الراسخ" يقول هذا واضعا يده على موضع قلبه.
ليس من الصعب معرفة مصدر هذا الإيمان القوي. فمبني مركز الجودو الوطني يحمل اسما اكبر من مبناه المتهالك بسقف الزنك الحار في فصل صيف والذي يسرب مياه الأمطار في الفصل المطير. أما داخل المبني فيغطي الغبار كل شيء. رياضة الجودو مهملة مثلها مثل بقية الرياضات في اليمن.
وعدتنا الحكومة بمبنى جديد منذ سنوات مضت ، يقول خسروف ضاحكا لأنه يعلم بأن وعود الحكومة اليمنية لا تعني الكثير. لدينا حكومة سيئة و رئيس سيء والآن ننتظر لنرى إن كانت الحكومة الانتقالية ستهتم بالرياضة.
استعطاف
ليست الحكومة وحدها هي التي تتجاهل قطاع الرياضة ولكن البعثة الاولمبية اليمنية تجد صعوبة في العثور على راعي محلي. أرسلنا لهم خطابات مستعطفة من اجل دعمنا ورعاية فريقنا ولكنهم ابدوا عدم اهتمامهم. يقول عبدالله الكبسي نائب الأمين العام للجنة الاولمبية اليمنية.
يريد الناس شيئا مقابل المال الذي يدفعونه ولا يعتقدون أن الرياضة يمكن أن تنفعهم في شيء ، يضيف الكبسي. رياضيو اليمن غير مشهورين كما أن رياضات مثل التاكندو ليست جاذبة كي تبث من خلال التلفزة. بالنسبة لصديق خسروف فإن هذه العوامل غير ذات اهمية.
يغادر جلال بساط التدريب منجذبا نحو دفتر ملاحظاتي الذي احمله
" حينما فاز علي بالميدالية الذهبية أهداها لشباب الثورة اليمنية. في هذه الاثناء كان خسروف يتعلق على عمود معدني يمسك اثنان من زملائه بالقوائم المثبتة له كي لا ينهار.
يمني في اليابان
فرغ خسروف من تدريباته لينصرف للاستعداد لرحلة اليابان. أحب ثقافتهم وطعامهم. الجودو وحب اليابان يتم توارثهما في العائلة. كان عمه أول يمني يحصل على الحزام الأسود في العام 1988 وقد حصل عليه من اليابان.
هل سيكون خسروف أول يمني يفوز بميدالية أولمبية أو أي ميدالية في هذه المنافسة؟
" لا أفكر في ميدالية ذهبية في هذه اللحظة ، كل ما أفكر فيه هو التدريبات الشاقة حد استطاعتي، يعصر على بطنه حامدا الله أنه عاد مرة أخرى لبساط التدريب. يعلم أي سعادة سيجلبها لبلاده الغارقة في الفوضى والفقر وعدم الاستقرار
" أنا أعمل بكل ما أوتيت ، أرجوك الصلاة من اجلي".