أخبار وتقارير

الحكومة تعترف بوجود جنود مارينز لحماية السفارة الامريكية في صنعاء

 نشرت وكالة " اسوشييتد برس" الامريكية ، امس، مقطع فيديو قالت انه " لم يتم تداوله بعد، ويظهر ما يبدو انه هبوط طائرة نقل حربية امريكية في مطار صنعاء ". ويظهر الفيديو" اشهار المارينز الامريكي اسلحتهم في وجوه المتظاهرين دون اطلاق النار عليهم ".

ويبين مقطع الفيديو جنود المارينز الامريكيين اثناء تعرضهم للرشق بالحجارة من قرب من قبل المتظاهرين الغاضبين وهم في فناء السفارة الامريكية في صنعاء.

واعلن ، امس ، عن وصول دفعة جديدة من مشاة البحرية الامريكية المارينز الى العاصمة صنعاء فيما جدد اعضاء في البرلمان مطالبتهم بترحيل المارينز من اليمن.

واستمرت قوات الامن ، امس ، فرض التشديد الامني في محيط السفارة الامريكية لليوم الثالث على التوالي قاطعة الطرق المؤدية اليها ؛ فيما شددت القوات الامنية من اجراءاتها الامنية حول العديد من السفارات الغربية في العاصمة صنعاء ؛ في خطوة اعتبرها دبلوماسيون احترازية لتامين وحماية الدبلوماسيين، غداة بيان اصدره جناح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب طالب فيه مسلحيه وانصاره بتصعيد الاحتجاجات واستهداف الامريكيين ".

 

وقالت صحيفة " الخليج" الاماراتية ان سفارات غربية دعت رعاياها في اليمن الى توخي الحذر وتجنب التواجد في التجمعات وخصوصا بعد دعوة القاعدة في اليمن انصاره الى تصعيد الاحتجاجات وقتل مزيد من الدبلوماسيين الامريكيين في الدول الاسلامية ، معتبرا الفلم المسيء الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فصلا جديدا في الحروب الصليبية " ضد الاسلام.

 

من جانبه ؛ قال عضو البرلمان ، الشيخ نبيل الباشا ، ان " وجود قوات مارينز في العاصمة صنعاء سيسقطها بيد القاعدة ويحولها إلى ساحة صراعات ".

وفيما اكد الباشا ، في جلسة البرلمان ، امس ، ان " وصول عشرات من جنود المارينز الى صنعاء ليس له اهمية عسكرية "، قال ان ذلك " يجرح مشاعر اليمنيين ، ويكسب القاعدة تعاطفا قد يسقط صنعاء بيدها ، ويحولها إلى ساحة صراع مسلح ، كما حدث بعد انسحاب المارينز من الصومال والعراق واللذين ما زالا يعانيان الصراعات".

وطبقا لـ" مرصد البرلمان " فقد " اشاد الباشا بموقف السودان الرافض استقبال اي جندي امريكي على اراضيه ، وكذا رفض قائد الجيش الحر بسوريا اقامة منطقة حظر جوي كون ذلك يمثل انتهاكا للسياد السورية".

من ناحيته، طالب النائب منصور الزنداني باستدعاء الحكومة الى البرلمان لمساءلتها حول تواجد قوات امريكية في اليمن ، مناديا بمقاطعة البضائع الامريكية. وذكر الموقع ان النائب علي عبد ربه القاضي دعا ، في جلسة امس رئيس الجمهورية الى ترحيل الجنود الامريكيين المتواجدين في اي مكان باليمن ، اضافة الى وقف ضربات الطائرات الامريكية بدون طيار".

 

وكانت وسائل اعلام تداولت ارسال الولايات المتحدة لجنود مارينز الى اليمن لحماية سفارتها التي تعرضت لاقتحام الخميس الماضي من المتظاهرين على خلفية فيلم امريكي مسيء للنبي محمد.

وفي الجلسة واصل البرلمان استماعه لتقرير اللجنة البرلمانيه الخاصة والمكلفة بدراسة الحسابات الختامية للموازنات العامة للعام المالي 2008م، وتضمنت مخالفات قانونية من عدة جهات حكومية ".

 

من جانبها ؛ اعترفت الحكومة ، مساء امس ، بوجود جنود مارينز في العاصمة صنعاء ، وقالت انهم مجرد " وحدة صغيرة من الجنود الامريكيين " يتواجدون " داخل السفارة الامريكية بصنعاء ".

ونسبت وكالة "سبأ" الرسمية لمصدر رفيع في الحكومة قوله :" ان ما هو قائم بتواجد وحدة صغيرة من الجنود الامريكيين داخل السفارة الامريكية بصنعاء هو حالة استثنائية مؤقته ومهمتها محصورة في حماية الموظفين داخل السفارة وبمجرد انضباط الحالة الامنية في البلاد ستغادر تلك الوحدة فورا".

وافاد المصدر لوكالة الانباء الصينية " شينخوا" ان" بداية تواجد افراد من قوات مشاة البحرية الامريكية ( المارينز) لحماية موظفي السفارة الامريكية يرجع الى عهد النظام السابق، وتم تعزيزهم مؤخرا بما لا يزيد عن 50 جنديا ، بعد دخول محتجين الخميس الماضي الى محيط السفارة وقيامهم بأعمال شغب وتخريب ".

وفيما قال المصدر :" ان الخيارات التي كانت مطروحة امام السلطات الرسمية عقب حادثة اقتحام السفارة خيارات صعبة من ضمنها اغلاق السفارة "، اشار الى انه " في حال تقبل اليمن خيار اغلاق السفارة الامريكية كان سيترتب على ذلك انعكاسات سلبية عديدة من بينها اقدام سفارات اخرى على اغلاق ابوابها ، الامر الذي كان سيشكل اضرارا بالغة على المصالح الوطنية ، :" ولذلك كان الخيار الاقل ضررا قبول هذه الوحدة الصغيرة من ( المارينز) بشكل مؤقت ".

 وافاد المصدر ان " مهمة افراد المارينز هي محصورة فقط في التامين الشخصي لأعضاء البعثة الدبلوماسية الامريكية العاملة باليمن داخل السفارة ، وبما يسهم في تعزيز الطمأنينة لدى موظفي السفارة ".

وقال :" ان حالة الانقسام القائم في المؤسستين الأمنية والعسكرية تسبب في ضعف الفاعلية في حماية السفارة الامريكية، ومكن عددا من المحتجين من اقتحامها وهو الامر الذي استدعى تعزيز حماية موظفي السفارة ".

ودعا المصدر الحكومي الى " تضافر كافة الجهود المخلصة في سبيل توحيد المؤسستين الامنية والعسكرية في البلاد واعادة هيكلتها وبنائها على اسس وطنية بعيدا عن الولاءات الضيقة ، وبما يضمن كفاءتها وفاعليتها في توفير الامن والطمأنينة والحماية ، لكافة المواطنين والمقيمين على حد سواء ، بما في ذلك البعثات الدبلوماسية الاجنبية في البلاد".

ونفى المصدر " نفيا قاطعا ما تناولته بعض وسائل الاعلام المحلية عن وصول 200مدرعة عسكرية تابعة لقوات (المارينز)الامريكية لصنعاء.

وقال :" السيارات التي دخلت هي سيارات شخصية تابعة لموظفي السفارة وتقدر بحوالي 20 سيارة مدرعه ، وهي بديلة عن بعض تلك السيارات التي تم اتلافها اثناء اقتحام محتجين لمبنى السفارة الخميس الماضي".

 

من جانبه ؛ عبر عضو اللجنة الدائمة في المؤتمر الشعبي العام ، زيد محمد الذاري، عن خشيته ان يكون ارسال جنود مارينز لليمن عقب اقتحام السفارة الامريكية بصنعاء بمثابة مبررا لتواجد امريكي دائم في بلاده".

ولفت الذاري الى ان "عملية اقتحام السفارة بالشكل الذي تم يوحي بان هناك اهدافا كبيرة من ورائها ، ما يعني انها كانت لخلق مبررات وشرعنة التواجد والحضور الامريكي المباشر تحت مبرر حماية السفارة ".

واضاف لوكالة " يو بي الامريكية":" الامر الذي يجعلني ابدي خشيتي من ان يكون للادارة الامريكية اجندة خفية في السيطرة والتحكم بمركز القرار في الجمهورية اليمنية ".

مؤكدا انه " بعد ان تمكنت امريكا تحت مبرر مكافحة الارهاب من التواجد في سواحلنا جنوبا وغربا والتحكم بالممرات المائية ، وليس بعيدا عن ذلك تحليق الطائرات الامريكية بدون طيار في سماء العاصمة صنعاء بعد يوم واحد من مهرجان او مسرحية اقتحام السفارة ".

واتهم الذاري امريكا بخلق " المبررات لتواجدها في اليمن برا وبحرا وجوا بدليل ان السفارة الامريكية بصنعاء لم تتخذ اي حماية رغم وجود قوات مارينز وعناصرامنية امريكية مهمتها حراسة السفارة ". وتابع :" الهدف كان ايجاد مبرر من اجل ارسال المزيد من قوات المارينز لأهداف كبرى تتجاوز اقتحام السفارة الامريكية بصنعاء الى احتمالية ان يكون هناك قرار امريكي للتدخل المباشر ، فيما لو اتجهت الامور في اليمن باتجاهات اخرى واتخذت مناحي اخزي".

 

قناة فرانس 24 " نشرت ، امس، تقريرا تحت عنوان : " اليمن : تصفية حسابات ام خطوة لاعادة بناء اليمن ؟"، تساءلت فيه عن مغزى القرارات التي اصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي ، الخميس الماضي ، وقضت باقالة عدد من المسؤولين في الاجهزة الامنية يعتبرون من الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح.

ونفت القناة ان يكون صدور هذه القرارات مسالة تصفية حسابات " طبقا لـ" متابعين للشأن اليمني "، مشيرا الى ان " الامر يتعلق بتطبيق بنود مبادرة اتفقت عليها مختلف الاطراف ، كما ان حزب المؤتمر مازال يقود اليمن".

عن: صحيفة الشارع17/09/2012

زر الذهاب إلى الأعلى