أخبار وتقارير

يهود اليمن يأملون المشاركة بالحوار الوطني

 

يمنات – متابعات

يبدو أن الثورة اليمنية والانفتاح السياسي الذي أفرزته وخصوصا دعوات الحوار بين مكونات الشعب اليمني دفعت بجميع أطيافه وفي مقدمتهم الطائفة اليهودية إلى المطالبة بالمشاركة في صياغة مستقبل اليمن وتشكيل نظامه السياسي.

وطالب حاخام الطائفة اليهودية باليمن يحيى يوسف موسى، بإشراك أبناء طائفته في مؤتمر الحوار الوطني، المقررعقده نهاية الشهر الجاري، والذي سيناقش مستقبل اليمن ونظامه السياسي وشكل الدولة، وحل المشاكل العالقة في الجنوب وفي صعدة بالشمال.

ويقدر عدد اليهود المتبقين في اليمن بنحو ثلاثمائة بينهم أكثر من سبعين يعيشون في المدينة القديمة بالعاصمة صنعاء، بعدما طردتهم جماعة الحوثي من محافظة صعدة عام 2007، موجهة لهم تهمة العمالة للصهيونية.

وأمل موسى في حديث للجزيرة نت المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، "كوننا من أبناء الشعب اليمني" وأضاف أنهم يريدون طرح قضاياهم ومشاكلهم التي يعانون منها، للمساهمة "في بناء وتقدم البلاد".

 

تعويضات التهجير
وأضاف أن لليهود مطالب، أهمها التعويض عن منازلهم وأراضيهم وممتلكاتهم التي فقدوها في منطقة آل سالم بمحافظة صعدة، والتي "نهبها مسلحو الحوثي".

وشكر الحاخام الحكومة التي وفرت لحوالي 17 عائلة من اليهود بينهم نساء وأطفال، السكن في المدينة السياحية بالعاصمة صنعاء منذ عام 2007، واعتماد مرتبات شهرية ومعونات ثابتة، في أعقاب تهجيرهم من منطقتهم بصعدة.

وقال موسى إن اليهود يتمتعون بحرية الحركة في صنعاء، وهم مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات، إلا أنه تخوف من تعرضهم لاعتداءات فردية.

وكانت منظمة حقوقية يمنية، قد دعت في تقرير لها إلى إنهاء التمييز الذي يعاني منه اليهود اليمنيون، وذلك عبر إصدار تشريعات تتيح لهم المشاركة السياسية.

ويمنع على اليهود الترشح لأي منصب حكومي، فيما يتاح لهم حق التصويت في الانتخابات فقط.

إلغاء التمييز

من جانبه قال رئيس منظمة "سواء" لمناهضة التمييز فؤاد العلوي، إن التشريعات اليمنية لا تتيح لليهود الترشح لأي مناصب، وهو ما يعد انتهاكا لحقوق المواطنة ومخالفة صريحة وواضحة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وللدستور اليمني الذي يؤكد على المواطنة المتساوية، بين جميع اليمنيين.

 

وعبّر في حديث للجزيرة نت عن الأمل في قيام مؤتمر الحوار الوطني بإلغاء القوانين التي تمنع اليهود من الترشح للمناصب الانتخابية باعتبار أن ذلك حقا أساسيا من حقوقهم التي يجب أن يحصلوا عليها لتحقيق مواطنة متساوية، ودعا إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لليهود وتنميتهم تعليميا واقتصاديا.

وأشار العلوي إلى أن اليهود اليمنيين يخشون التحدث لوسائل الإعلام، كما يتخوفون من مقابلة المنظمات المدنية نتيجة الضغوط الأمنية التي تفرضها وزارة الداخلية على إقامتهم بحجة الحفاظ على أمنهم، إذ تشترط السلطات الأمنية على وسائل الإعلام أو المنظمات تصريحا من وزارة الداخلية لمقابلة اليهود وهو ما يعد انتهاكا صارخا لحقوق المواطنة، وأشبه بفرض إقامة جبرية على اليهود.

وبشأن قيام منظمات يهودية أميركية بتهجير يهود اليمن إلى أميركا وإسرائيل، قال إن هناك تعقيدات في هذا الملف، أهمها أن اليهود أنفسهم لا يرغبون في الحديث عن مشاكلهم خشية التعرض لهم بأذى، كما أن الكثير منهم هاجروا مضطرين إلى أميركا ومن ثم إسرائيل، لكن بعضهم عاد مجددا إلى وطنه.

يشار هنا إلى أن جمعيات يهودية تمكنت في السنوات الماضية من ترحيل عدة عائلات يهودية تقيم في منطقة ريدة بمحافظة عمران شمال صنعاء، حيث يعيش معظم أبناء الطائفة اليهودية.

الجزيرة نت

زر الذهاب إلى الأعلى