ثلاثة من أمناء عموم المشترك يؤكدون أن بقاء المشترك ككيان موحد بات ضرورة لفترة أطول

يمنات – صنعاء
جدد أمناء عموم أحزاب تجمع الإصلاح والاشتراكي والتنظيم الناصري المنضوية إلى جانب ثلاثة أحزاب أخرى في تكتل اللقاء المشترك، اتفاقهم على بقاء اللقاء المشترك خلال الفترة المقبلة.
وأكدوا خلال استضافتهم في برنامج "في العمق" الذي تبثه قناة الجزيرة القطرية أن بقاء اللقاء المشترك خلال المرحلة المقبلة ضرورة وطنية، بهدف الوصول إلى الهدف العام المتمثل ببناء الدولة الحديثة.
واتفق الثلاثة على عدم وجود خلافات فيما بينهم، معتبرين أن المشترك تجربة فردية في العمل السياسي والوطني المشترك على المستوى العربي.
وأوضح د. ياسين سعيد نعمان، أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني أن هناك أمور كان من شأن تحقيقها منع تعطيل العمل السياسي، كتوحيد الجيش والأمن تحت قيادة واحدة، ثم البدء بعملية الهيكلة واستعادة الدولة لكامل المناطق الخارجة عن سيطرتها ونقل السلطة بشكل كامل.
ورأى ياسين أنه بعد انجاز ما سبق يجب أن تأتي عملية التهيئة لأجواء الحوار الوطني بما في ذلك توجيه خطاب جديد للجنوب.
وأكد أن المطلوب هو تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بخصوص توحيد الجيش تحت قيادة واحدة، واصفا الجهود التي تبذل في هذا الجانب بأنها تسير في الاتجاه الصحيح رغم تباطؤها.
وأرجع أسباب ذلك إلى معارضة الرئيس السابق صالح ونجله ووضعهم عدد من العراقيل أمام إجراء التغيير المطلوب.
ولفت إلى ضرورة أن تبقى الأسلحة الاستراتيجية تحت تصرف القائد الاعلى للقوات المسلحة، وهي نقطة التحول التي يراها نحو عملية توحيد الجيش. معتبرا بقاء هذه الأسلحة تحت قيادة الحرس وضع غير طبيعي.
وأكد أن أحمد علي صالح سيسلم في الاخير ولن يطول رفضه، معتبرا استبعاد صالح من المشهد السياسي أمر ضروري حتى للمؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح، والذي وصفه بأنه أصبح حزب برأسين.
وشدد على ضرورة أن يتخلص المؤتمر من ازدواجية السلطة حتى يستطيع ممارسة دوره بفعالية في الحياة السياسية.
ولفت ياسين نعمان إلى ضرورة مشاركة أبناء الجنوب في الحوار، موضحا أن الحراك الجنوبي ليس حزبا سياسيا وإنما حركة شعبية تضم مكونات مختلفة، لها رؤاها وتبايناتها المتنوعة، مؤكدا على بذل جهود لإقناع الناس بالمشاركة في الحوار.
وأشار الى أن المزاج العام في الجنوب فيه الكثير من التعقيدات ومن الصعب تحديد اتجاهاته وخياراته.
واعتبر نعمان انه في ظل غياب الدولة تكثر التدخلات الخارجية في شؤنها، مؤكدا في رده على سؤال عن التدخل الايراني في الشأن اليمني أنه يفرق بين ايران الدولة والنظام، معتبرا أن ايران كدولة وشعب يجب ان تستمر علاقتنا بهما، لكن عند الحديث عن إيران كنظام سياسي فالأمر متغير، وأشار أنه عندما تبدأ الانظمة بالتدخلات تسيء الى نفسها اولا ثم لعلاقاتها مع جيرانها والدول من حولها.
ونفى أمين عام الاشتراكي وجود أي تباين ايدلوجي عميق في اليمن، وزاد بقوله "كلنا غادرنا الايدولوجيا وبمجرد الانتصار للديمقراطية نكون قطعنا أول خطوة في هذا الاطار".
وأكد أن المشترك متماسك ولديه رؤية تم انجازها حتى اليوم بعد بلورتها في حوارات داخلية وهي معروفة باسم "رؤية الانقاذ الوطني"، معتبرا أن المهام القادمة أمام المشترك تختلف عما كانت في السابق.
ونوه إلى أن الفترة المقبلة ستشهد حوارات داخلية في صفوف احزاب المشترك كي تحدد طبيعة هذه المهام بعد عملية التغيير.
من جانبه أرجع عبد الوهاب الأنسي أمين عام التجمع اليمني للإصلاح، سبب التأخر في تنفيذ المبادرة الى أن الاتفاقية وقعت بين طرفين يفترض ان يصبحوا طرفا واحدا بعد التوقيع عليها، معتبرا أن هدف المشترك من التوقيع عليها أن تصبح بوابة لتحقيق اهداف الثورة الشبابية.
وأتهم المؤتمر كطرف في التسوية بعدم الوفاء بالتزاماته، وأنه اتجه لعمل ثورة مضادة.
وأكد الآنسي أن الحصانة اعطيت لصالح مقابل التخلي عن العمل السياسي طبقا لفحوى المبادرة.
وطالب بإبعاد صالح عن العمل السياسي نهائيا، كونه وقع على المبادرة مرغما وليس برغبته، مستدلا بمماطلته ستة اشهر.
وأوضح أن خطواتهم المقبلة في تكتل المشترك تتمثل في المطالبة بتوحيد الجيش باعتباره الذراع الاقوى الذي بيد صالح.
وشدد أمين عام الإصلاح على أهمية دور الرئيس هادي الذي يمتلك الشرعية في وضع حد لتدخلات صالح والتسريع بعملية توحيد الجيش.
ولفت إلى هناك قرارات مرتقبة لهادي واصفا اياها بالأمر الوارد والمتوقع، منبها الى وجود عقبات حقيقية في هذا الجانب، قال أن المراقبون والمهتمون بالشأن اليمني لا يلتفتون لها.
وأشار أن من هذه العقبات أن الرئيس هادي لايزال يمارس عمله من منزله وليس من دار الرئاسة.
وأكد أن التدخل الايراني في اليمن واضحا، وأبدى ألمه على السياسة التي تنتهجها ايران في اليمن.
وأوضح أنهم انهم منفتحون في علاقاتهم مع ايران، ولكن في الاطار الرسمي بشرط عدم وجود مثل هذه التدخلات. معتبرا أنه يجب النظر الى المستقبل لأن استمرار التدخلات الايرانية سيكون له ضرر على اليمن وإيران.
ولفت إلى أن هناك اتفاق بين أحزاب المشترك على بقاؤه ككيان موحد، وأن المهمة الاساسية للمشترك هي القضايا العامة مع ترك المهام التنظيمية لكل حزب بصفة منفردة.
وقال الأنسي انه عند الحديث عن طبيعة الدولة المدنية لا ينبغي أن نروج انها تتناقض مع الاسلام.
وأضاف: المشكلة في مصطلحات الايدولوجيا غير واضحة ولابد من ان نتساءل هل تعني مضامين الدين أم شيء اخر، مؤكدا أن المرحلة القادمة ستشهد حوارات داخلية معمقة بين أحزاب المشترك.
ورأى سلطان العتواني، أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، انه كان يفترض أن يتم انهاء انقسام الجيش عقب التوقيع على المبادرة الخليجية.
وأعتبر أن أداء الحكومة لا يزال متعثرا نظرا للصعوبات التي تواجهها، معتبرا أن المؤتمر هو المسئول عن هذا التعثر لأن وزرائه يتلقون أوامرهم من صالح، إلى جانب أن الجهاز الاداري لايزال هو الاخر مصبوغ بلون المؤتمر.
ودعا العتواني الدول الراعية للمبادرة الى تحمل مسؤولياتها والضغط على صالح لترك العمل السياسي.
وأشار الى ان السلطة لم تنتقل بشكل كامل، مستدلا بأن الجزء الأكبر من الجيش ما يزال تحت قيادة عائلة صالح.
وطالب الرئيس عبدربه هادي أن يعلن للرأي العام من هو الطرف المعرقل لتنفيذ المبادرة، وأن على الدول الراعية اتخاذ الاجراءات المطلوبة في هذا الشأن.
وأشاد أمين عام التنظيم الناصري، بتجربة اللقاء المشترك، واصفا اياها بأنها رائدة ومتميزة في اليمن والوطن العربي.
وأكد أن هناك اتفاق بين جميع احزاب المشترك على الهدف العام المتمثل في بناء الدولة الحديثة، معتبرا أن بقاء المشترك كتكتل سياسي بات ضرورة لفترة أطول.