مشروع الرؤية الوطنية للتجمع المدني الجنوبي الديمقراطي (مجد)

يمنات – متابعات
بتوفيق من المولى العلي القدير وبالعمل المثابر والاجتهاد المتفاني لنخبة من أبناء الجنوب الخيرين في داخل الوطن وخارجه تم إنجاز إعداد مشروع الرؤية الوطنية للتجمع المدني الجنوبي الديمقراطي (مجد) بعد أن تم التواصل بصورة موسعة لمسودة المشروع مع عدد كبير من القيادات والشخصيات الوطنية والبرلمانية والأكاديمية والمثقفين الجنوبيين في الداخل والخارج والذين ساهموا في إغناء الرؤية سعياً منهم لتأسيس تجمع يتجاوز كل مفردات الصراع وتصفية الحسابات ويتحاشى إجمالاً كل ما يمكن أن يلحق أي إضرار بالقضية الجنوبية ويشوه من مشروعية حلها بعد أن أصبح الإقليم والعالم يدرك أهمية معالجتها وتسويتها باعتبارها القضية المركزية وقطب الرحى في المشكلة اليمنية بكل أبعادها وتعقيداتها .
إن مسألة إقامة الكيان الوطني الجامع بدولته المدنية الحقوقية الحديثة على هذه الرقعة الهامة من شبه جزيرتنا العربية هي أطروحة جنوبية بامتياز ومنتج جنوبي المنشأ دون منازع. إن جيل الآباء الجنوبيين المؤسسين للقضية الوطنية الجنوبية استوعبوا منذ وقت مبكر أن مسألة مسمى الهوية أو الكيان الجامع تقترن أهميتها بالهدف الأكبر والأسمى المتمثل بأن تكون الدولة الجامعة لذلك الكيان الوطني مدنية وديمقراطية وحديثة تستوعب كامل أبعاد المواطنة الحقوقية المتكافئة والشراكة الحقيقة في السلطة والثروة وتأمين الفرص المتساوية لكل المواطنين في حياة حرة وكريمة تتعزز من خلالها كافة الحقوق والحريات الفردية والعامة في ظل سيادة القانون والاستقلالية التامة للسلطة القضائية (الدولة المدنية الحقوقية الديمقراطية الحديثة).
لقد فشلت دولة وحدة 22 مايو 90م في تأسيس إقامة تلك الدولة المدنية الحقوقية الديمقراطية الحديثة بكل ملامح مشروعها النهضوي واستبدلته، بصورة فجة ووفق منطق الحديث العقيم عن الأصل والفرع وعودتهما إلى بعض، بمشروع يشابه المشاريع الماضوية للكيان الجامع التي قامت على مفاهيم الغزو والتوسع والضم والإلحاق.
لقد أستنهض ما لحق بالجنوب من طمس بكل ما يتصل بإرثه المدني والوطني والحقوقي قيام ثورة الحراك الجنوبي السلمي المجيد بكل أطيافه ومكوناته والذي يعتبر التجمع المدني الجنوبي الديمقراطي (مجد) نفسه جزءاً أصيلاً منها. إننا في الهيئة التأسيسية لتجمع (مجد) وانطلاقا من واقع المسئولية واستشعاراً بأهمية حشد كل الطاقات والإمكانات وتحقيق الاصطفاف الجنوبي بين كل المكونات الوطنية الجنوبية بما يخدم إنجاز كل الاستحقاقات المشروعة للقضية الجنوبية نعلن عن إشهار قيام التجمع المدني الجنوبي الديمقراطي (مجد) إطارا مدنياً ديمقراطياً مستقلاً يعمل بالطرق السلمية والقانونية في سبيل انتزاع كل الحقوق والاستحقاقات المشروعة للقضية الجنوبية على طريق إقامة الدولة المدنية الحقوقية الديمقراطية الحديثة. إن مؤسسي تجمع (مجد) هم نخبة من الكفاءات الوطنية الجنوبية السياسية والأكاديمية والشخصيات الاجتماعية المدنية من داخل الوطن وخارجه، إننا بإعلاننا للهيئة التأسيسية لتجمع (مجد) بقوامه الأولي نؤكد حرصنا على مواصلة استكمال تنفيذ خطة النزول الميداني في الداخل والخارج لتوسيع القاعدة التاسيسية للتجمع وإغناء رؤيته الوطنية بما يتوافق وأهداف إستكمال التحضيرات نحو عقد المؤتمر التأسيسي للتجمع. إن باب الانتساب لعضوية الهيئة التأسيسية للتجمع سيبقى مفتوحاً حتى الانتهاء من خطة النزول الميدانية وإلى حين انعقاد المؤتمر التأسيسي للتجمع والذي بانعقاده يكتمل قوام الهيئة التأسيسية ليفتح بعدها باب الإنتساب للعضوية العامة للتجمع وفق ما ستقرره أحكام نظامه الأساسي.
إن إنجاز إقرار حقنا كجنوبيين بالتمثيل بالمناصفة في كل مسارات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وكذا إقرار مبدأ بأن ما يخرج به مسار حل القضية الجنوبية لا يمكن تجاوزه من قبل بقية مسارات وهيئات الحوار الوطني الأخرى وكذا القبول بمبدأ أن يكون التوافق الإيجابي ضابطاً لمخرجات الحوار… إن كل ذلك يتطلب منا كجنوبيين العمل الجاد والدؤوب لتحقق اصطفاف جنوبي واسع بين مختلف مكوناتنا ومشاريعنا المتعددة على أرضية وحدة التماسك والشراكة مع القبول بالتباين في الرؤى والحلول العادلة للقضية الجنوبية وفق ما يرتضيه شعبنا في الجنوب ودون تخوين أو إقصاء أو إلغاء أو تهميش لأي طرف أو إدعاء باحتكار الحقيقة من قبل أي طرف آخر مع الحرص الكامل على تعزيز النهج الرافض لثقافة العنف ضد الآخر.
إن تحقيق شرط المناصفة في التمثيل في مؤتمر الحوار الوطني الشامل وإقرار مبدأ التوافق الإيجابي كناظم لمخرجات الحوار الوطني وكذا الإقرار بمبدأ عدم طغيان أي مسار أو هيئة من هيئات مؤتمر الحوار على قرارات مسار القضية الجنوبية لم يكن ليتحقق لولا صمود شعبنا وتصاعد حراكنا الجنوبي السلمي بكل فصائله ومكوناته على مدى السنوات العجاف المنصرمة منذ الاجتياح الظالم للجنوب في صيف عام 94م.
لقد كان لأعضاء تجمعنا شرف الريادة بالمطالبة بإحقاق تلك المبادئ منذ مطلع نشاطهم وبواكير مشاركاتهم ولقاءاتهم مع وزراء وسفراء وممثلي شركائنا الإقليميين والدوليين في مختلف لقاءاتهم في الداخل والخارج ومن ضمنها موقفهم المتقدم والصريح والمؤكد على أهمية إقرار تلك المبادئ أثناء لقاء القيادات الجنوبية مع ممثلي الدول العشرة المشرفة على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية في القاهرة في 11 يونيو 2012م وكذا في لقائهم مع لجنة الاتصال الرئاسية الخارجية في القاهرة في 22 يونيو2012م
إن إقرار تلك المبادئ الثلاثة وبعدها صدور قرارات رئيس الجمهورية، التي نقف بجانبها ونؤيدها، والتي تؤسس لتوحيد مؤسستي الجيش والأمن يهيئان الأساس لإصدار مصفوفة جدول زمني لتنفيذ النقاط العشرين التي تقدمت بها اللجنة الفنية للحوار، والتي كانت وثيقة رؤيتنا قد أكدت على مضامينها منذ وقت مبكر، وبما يفتح الباب لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل تحت رعاية دوليه وإقليمية كاملة. ولعلنا لا نجافي الحقيقة إن أشرنا إلى أن إقرار تلك المبادئ الثلاثة وكذا قرارات التوجه نحو توحيد إعادة هيكلة مؤسستي الجيش والأمن يمثلان أساساً متيناً للتوجه نحو إقامة الدولة المدنية الحقوقية الحديثة على أساس دولة اتحادية بين إقليمين وبمقاطعات فيدرالية في كل من الإقليمين وبنظام حكم برلماني وسلطة تشريعية من غرفتين.
إننا في هذا المقام نود التأكيد على أننا نتقدم ببيان الإشهار هذا مع مشروع الرؤية الوطنية لتجمع (مجد) نحو تحقيق الاصطفاف الجنوبي وإنجاز الاستحقاقات العادلة للقضية الجنوبية وفقا ونضالنا السلمي ووحدة الشراكة الوطنية لكل المكونات الجنوبية وذلك بهدف وضعهما على مسار تحقيق وإنجاز التوافق والتماسك الجنوبي الفاعل والمطلوب حاليا في خضم ملامح وآفاق التغييرات الشاملة التي أصبحت تشكل واقعاً لا يصح تجاهل أبعاده الوطنية والإقليمية والدولية في إطار المشهد الكلي بصورة عامة والقضية الجنوبية بصفة خاصة وبما يتيح تحقيق الحل العادل لها وتسويتها على النحو الذي يرضى ويقبل به شعبنا الصامد في الجنوب.
… والله ولي التوفيق،،،
اللجنة التحضيرية للتجمع المدني الجنوبي الديمقراطي (مجـــــد)