باسندوة يصعد في وجه هادي ويتهم وزارتا الداخلية والدفاع بالفشل واللجنة العسكرية بمراضاة المخربين بموافقة الرئيس

يمنات – خاص
بدأت الخلافات بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة تظهر إلى السطح، ما قد ينذر بتردي الأوضاع وانزلاقها نحو الهاوية.
انسحاب رئيس الوزراء من الاجتماع الاسبوعي للحكومة يوم أمس وإلقائه كلمة عاصفة في الاجتماع، بعد تعرض أبراج الكهرباء وأنبوب لعمليات تخريب جديدة، هو بداية هذا المنحدر الخطير الذي قد تنزلق فيه البلد.
غياب رئيس الحكومة من افتتاح مؤتمر الحوار، ومعارضة شخصيات قبلية ودينية وعسكرية للمؤتمر، ومن ثم تصعيد باسندوة وحميد الأحمر والقوى التقليدية، مؤشرات أولية لإفشال الحوار، ومحاولة للتملص من نتائجه، وما الخلاف الذي يثار حول قضية صعدة، إلا مقدمة لتفخيخ الحوار، الذي ترى مراكز القوى النافذة، أنه يجب احتواؤه وتحديد مخرجاته مسبقا، بما يضمن هيمنتها وحكمها البلد مرة أخرى.
تعتقد هذه القوى أن قضية صعدة عقبة كأداء أمامها، ولهذا تسعى للسيطرة عليها من الداخل، ومن ثم تحديد مخرجاتها وشرعنتها باسم الحوار، بغض النظر عن مدى حل القضية من عدمها، فقد تعودت هذه القوى على حكم البلد بالأزمات.
تأتي الخلافات على قضية صعدة، والتهديد بإفشال الحوار، بعد أن تمكنت هذه القوى من التواجد في القضية الجنوبية، وربما السيطرة عن بعد على نتائجها، كما يرى مراقبون، خاصة وانهم يعتبرون أن اللجنة الحالية للقضية الجنوبية ستكون نتائجها غير ملزمة للشارع الجنوبي، خاصة وأن أكثر فصائل الحراك الجنوبي تأثيرا في الشارع، لا تعترف بالحوار.
ويذهب المراقبون إلى أن تصريحات رئيس لجنة القضية الجنوبية رجل الأعمال أحمد الصريمة وتصعيده ضد ايران، لا يخدم القضية الجنوبية، كون تصريحاته يفهم منها التصعيد مع تيار البيض الذي بات تواجده على الأرض واضحا، فضلا عن أن التسريبات الاعلامية التي تتناولها بعض وسائل الاعلام والمتمثلة برفض نقل لجنة القضية الجنوبية إلى الخارج، يشير إلى رفض اشراك معارضة الخارج الجنوبية، والتي تعني في النهاية فرض مخرجات مسبقة للجنة القضية الجنوبية.
وبالعودة إلى تصعيد باسندوة تجاه الرئيس هادي، قالت يومية :الشارع" الصادرة اليوم نقلا عن مصادرها أن باسندوه قال: "ليس من مهمة الحكومة اصدار بيانات التنديد، بل اتخاذ اجراءات رادعة، وأن تضرب بيد من حديد على المخربين".
جاء ذلك بعد أن طلب بعض الوزراء اصدار بيان ادانة لعمليات تخريب طالت أمس ابراج نقل الكهرباء، وأنبوب النفط في محافظة مأرب.
وحسب "الشارع" اتهم باسندوة وزارتا الدفاع والداخلية بالفشل، كما اتهم اللجنة العسكرية والأمنية باتباع سياسة المهادنة والاسترضاء مع المخربين، والأخطر من ذلك قوله ان ذلك يتم بموافقة رئيس الجمهورية، الذي قال ان هذه السياسية أوصلتنا إلى هذه الحالة.
باسندوة أوجد مبررات لضعفه قائلا: لا توجد معي صلاحيات والصلاحيات كلها بيد رئيس الجمهورية، وأنا مش قادر أصلح حاجة، والكهرباء والنفط تحتاج حزم.
ويتخوف مراقبون من تصعيد رئيس الوزراء في هذا الوقت ضد رئيس الجمهورية، من أن يكون مقدمة لتعطيل جلسات مؤتمر الحوار، التي ستبدأ السبت القادم، خاصة وأن الحوار لا يزال مكهربا بالمشاكل والخلافات في قضية صعدة.