آفاق يمانية: هل تتصالح القبيلة مع الدولة

يمنات – متابعات
في البرنامج الشهري المشترك بين إذاعة الشباب في اليمن وإذاعة هولندا العالمية كانت القبيلة هي المحور الاساسي للحوار الذي شارك فيه شباب مأرب و الذي توزع على عدة محاور:
ملامح المجتمع الهولندي ومضاهاتها بملامح المجتمع اليمني – ظاهرة اختطاف الاجانب في اليمن وتفجير خطوط النفط والكهرباء – دور الشباب في التنمية وفي احداث التغيير في تبني موقف ولغة وسط بين القبيلة وبين الدولة وذلك لكسر الحلقة المفرغة التي تحكم العلاقة بينهما.
المجتمع اليمني مجتمع قبلي بامتياز والقبيلة وقيمها متجذرة بشكل كبير في المجمتع اليمني والقبائل اليمنية كثيرة لدرجة اخلتف حتى ضيوف الحلقة حولها فمنهم من يقول بأن عددها حوالي 200 قبيلة بينما يقول آخر بأن بمديرية العابدية وحدها بها 15 قبيلة ولكن الناس يركزون على ذكر القبائل الكبيرة مثل بكيل وحاشد وغيرها.
الربيع العربي
يرى المشاركون في البرنامج أن هنالك تغييرات في طور الحدوث فيما يتعلق بالقبائل وثقافتها وذلك من خلال الربيع العربي الذي القى شباب القبائل اسلحتهم حينما بدأت الاحتجاجات في اليمن، ونزلوا للساحات العامة متظاهرين ومحتجين في مشهد انسجموا فيه مع باقي الفئات المدنية الاخرى التي تطالب بالتغيير من خلال الاحتجاج السلمي المدني.
تفجيرات واختطاف
تتكرر حوادث تفجير انابيب النفط وخطوط الكهرباء في منطقة مأرب مما يتسبب في اضرار بالغة ويرفع من المعاناة ويرفع من وتيرة التصعيد بين السلطات وبين رجال القبائل ضمن الحلقة المفرغة التي تحكم العلاقة بينهم والمتمثلة في تنفيذ القبائل وافرادها لضربات ضد البنى التحتية من كهرباء ونفط للاحتجاج أو للمطالبة بقضاء حاجة ما. يترتب على ذلك استبعاد المنطقة وحرمانها من الخدمات الاساسية وازدياد عزلتها بالتالي.
كان التساؤل إن كانت مثل هذه العلاقة ستتحسن أو إن كانت ثمة صيغة تحقق المصالحة بين القبيلة والدولة بحيث تساهم الاولى في بناء الثانية ومن ثم الاحساس بأنها جزء منها. في الاجابة على هذا السؤال تطرق المشاركون لذات الشروط الواجب توفرها وهي سيادة القانون والعدالة في توزيع الخدمات وتحققت العدالة الاجتماعية والمشاركة السياسية.
يتم التركيز في هذه الجزئية على أن الدولة لا تقوم بالواجبات التي يفترض أن تكون من صميم مسئوليتها مثل توفير الخدمات كالتعليم والصحة وشق الطرق وتفير الكهرباء. غياب هذه الخدمات هو السبب الرئيسي في الاحساس بالغبن والاهمال من قبل المواطنين في هذه المناطق.
اسباب شخصية
تطرق أحد المشاركين الى عامل آخر غير الغبن المرتبط بالقضايا العامة لتنمية المنطقة وهو العامل الشخصي. الصورة العامة لدى الناس أن رجال القبائل هم الذين يمارسون عمليات الاختطاف وتفجير المنشأت كجزء من عملية تبادل الثارات مع الحكومة ولكن في عدد من هذه الحوادث يكون المسئول عن العملية فرد تصرف لأمر يخصه . فأحد اللذين فجروا ابراج الكهرباء كان حانق على مقتل إبنه وافراج السلطات عن الجناة دون تعريضهم للمحاكمة، وهو أمر لا علاقة له بالبنية التحتية أو بأي مطالب ذات طابع عام.
بارقة أمل
الشباب المشاركين في البرنامج والذين يمثلون عدد من منظمات المجتمع المدني يمثلون بارقة ا لامل في ايجاد صيغة جديدة للتعامل بين القبيلة والدولة وباعتبارهم الناطق باسم المواطن العادي المغلوب والمتضرر في اغلب الاحيان من العمليات التي تنفذ ضد البنى التحتية في بعض مناطق اليمن. هذه الحوادث التي يريد البعض انكار حدوثها تحدث باستمرار ويجب ان يعمل الجميع من اجل ايقافها.
اجمع المشاركون على رفض مثل هذه الاعمال التخريبية التي سماها بعضهم بالدخيلة، واشار البعض الآخر انها مصدرة اليهم من صنعاء من قبل جهات سياسية بعينها ولاغراض سياسية ايضا.
كما كشفوا عن التقدم الحادث في سبيل جعل مناطقهم اكثر امانا من خلال المواثيق التي وقعتها القبائل في منطقة مأرب حيث افلح الشباب في اقناع شيوخ القبائل بالتوقيع على وثيقة لمكافحة قطع الطرق بحيث يتنقل الجميع بأمان في منطقة تسكنها 15 قبيلة كل قبيلة لها مشاكلها مع الاخرى ولها ثأراتها. هذه الخطوة تكشف عن مدى مقبولية الشباب كفئة تضطلع بعملية التغيير من قبل شيوخ القبائل وهو أمر يبشر بدور أكبر للشباب المتعلم في منطقة مأرب والمناطق الاخرى.