عندما يتحول الضحية إلى جلاد

يمنات

الإهداء إلى صديقي المعتدى عليه القاضي الثائر عبد الوهاب قطران..

يا أنصار الله إلى أين تهرولون؟! ستجدون الجميع وفي وقت قريب يهب في وجوهكم صارخين .. سيصطفون ضدكم حتى حلفاؤكم .. نريد أن نرى فرق بينكم وبين من قبلكم .. ستندمون وإن بدأ لكم أنكم أقوى من الجميع وإنكم لا تُهزمون وإن الهزيمة دونكم..

الغرور لا يصنع إلا انكسارات قاتلة وفادحة .. عالجوا أخطاؤكم قبل أن تأكلكم في وقت قصير .. تراكم الأخطاء وتبريرها لا يؤدّي إلاّ إلى فداحة تطيح بكم على نحو صادم وعنيف .. التعالي والتجاهل والتبرير السمج لا يصنع لصاحبه علاج بل هو من يمكِّن الداء من مخاتلة صاحبه حتى يصيبه في مقتل لا فيه عودة ولا نظر ولا رجاء.

الذين خسروا من قبلكم خسروا ليس لأنكم الأقوياء والأذكياء بل لأن خصومهم أزادوا وأخطاؤهم تكاثرت ونفذ الرصيد ودارت الأيام كما ستدور عليكم في وقت يبدو أنه قريب أو غير بعيد.

خرجنا معا من أجل حماية حقوق وحريات الناس واليوم تنتهكونها .. خرجنا معا ضد عسكرة الجامعة واليوم تعسكرونها .. خرجنا معا من أجل تحويل الفرقة إلى حديقة واليوم تحتلونها .. خرجنا من أجل الفساد كل الفساد واليوم تثأرون من بعضه وتعضدون بعضه .. لعنتي على السياسة عندما تقتات فسادا وثأر..

خرجنا معا من أجل الحرية والحق والناس ننشد ونغني ونحتج واليوم صار الغناء مكروها أو في حكم الحرام .. خرجنا معا من أجل أن يكون للقانون إنصاف ويد ولكن اليوم القانون ذبيح.

خرجنا معا من أجل مظلوميتكم ومظلوميتنا واليوم أنتم تظلمون .. خرجنا معا رفضا للسجون الخاصة والآن السجون تكاثرت ككثرتكم التي ستتلاشى وتزول عمّا قريب إن لم تدركوا فطنة وحكمة .. خرجنا معا من أجل دولة واليوم أنتم تقوضون ما بقي منها من صرح وساس..

لأنكم صعدتم من قعر الجرح مثقلين بمظلومية بحجم الأرض عولنا عليكم أن تكونوا منقذين ومخلصين للوطن والناس فوجدناكم تثأرون وتغترون وتنطحون السماء خيلاء وغرور وتحولون آمالنا العراض إلى هيئة فضيلة تشتم الخمر وتسأل عن عقد الزواج.