إختيار المحررالعرض في الرئيسةفضاء حر
عندما يصير الأمر سيان
يمنات
أحمد سيف حاشد
لو كان لها عقل يعمل، أو بعض من عقل أو حتى شبهة عقل، ما كان الطَمَعُ أكل الطُعم، وما كان السفر الموحش إلى أطراف الأرض وحيدا، من دون ماء أو زاد أو تفكير..
لو كان لديها حكمة، أو بقايا من حذر أو نظر، ما أستدرجها فخ فاغر فاه.. فخ بحجم جهنم أو أكبر..
لو كان لديها رشد أو بعض من نعمة تفكير ما قطرت هذا الشعب إلى كوارث حربٍ بعدد دقات القلب، وما قطرت وطن مثخن بجراحه نحو مهول مجهول.
لو كانت تفهم معنى شراكة، ما كانت بحثت عن أقزام، ونسخ يتبعه اللصق، ودكاكين ولاء تتكاثر كالفطر، تتربح فتات من مال، القنطار بقرشين.
لو كان فيها عقل ولو بحجم رأس ذبابة، كانت فهمت إن الشعب عريض جدا لا يوضع في بودقة أو قبضة يد.. شعب لا تختزله صرخة مجنون..
لو كانت تعقل ما تفعل ما جلبت لعقر الدار خراب لا يجلبه إبليس في لحظة غضبه والطيش، وما كانت ذبحت وطنا في لحظة نشوة نصر ولحظة شهوة سلطة.
لو كان لديها بقايا ضمير ينبض، وفساد الدنيا ألد عدو، ما فرشت له سجاد أحمر، ولا عاقرته في مجون قط، ولا خطت خطوة نحو معاشرته، أو مدت ليديه اليد، أو أستقوت به في وجه الحالم والمظلوم، ومنعت عنه مكافحته، وما أرتكب دهاقينه في عام، صارت هي تأتيه في يوم..
نلوذ بها هربا من داعش.. باتت داعش هلعا فينا ونقطة ضعف تستعمرنا.. يلزمنا التحرير من هلع فينا اسمه داعش.. داعش موت قاطع، بذبحة سكين أو تفجير لا تلحق تسمع صوته.. داعش قتل دون عذاب.. فيما الموت في عهد الصرخة بطيئا جدا، أبطاء من سلحفاة تحمل أطنان فساد، وحبلى بفساد البيض.
عندما يصادر عهد الصرخة مستقبل جيلين، ويتعمم وطني بالجهل.. عندما يدركنا القاحط والقحط وتتصحر أوردة القلب.. عندما يُحرم أولادي من طلب العلم، وتلاحق صمتي اللعنة إلى أبواب القبر.. عندما يسحقنا الفقر المدقع ويدفعنا الموت نحو برميل قمامة باسم كرامة يأسرها الذل.. عندها يصير الأمر بين داعش والصرخة سيّان، ويبقى الفارق إن كذبة “ثورة” أكبر من كل الأوطان.. أكبر من زحلٍ والأرض.
صفحة الكاتب على الفيسبوك