عدن .. استمرار المواجهات وسقوط عشرات القتلى والجرحى وقصف بحري يطال قوات عسكرية وسيارات الاسعاف عرضة لنيران الطرفين
يمنات
نفذ الطيران السعودي، أمس، عدداً من الضربات استهدفت مقرات مفترضة للحوثيين والجيش في عدن، فيما دارت معارك عنيفة بين قوات عسكرية موالية للحوثيين و اللجان الشعبية المحسوبة على الرئيس عبد ربه منصور هادي، في خور مكسر و دار سعد، في الوقت الذي طالت قذائف ثقيلة منازل مواطنين، سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى.
و تحدث شهود عيان أن القصف شمل، أمس، أغلب مديريات عدن، وبصورة مكثفة، ما تسبب بحالة من الهلع والخوف بين المواطنين الساكنين في تلك المناطق.
و نقلت يومية “الأولى” عن شهود العيان إن القصف طال أحياء سكنية في مديريات المعلا و كريتر ودار سعد والمنصورة ومدينة الشعب وإنماء وبئر أحمد، فيما كانت منطقة العريش شهدت ضراوة في احتداد المواجهات.
كما نقلت الصحيفة، عن سكان محليون بمدينة خور مكسر، أن قصف مكثف بالدبات وقذائف “آر بي جي”، نفذ على مناطق سكنية بالمدينة، يعتقد أنها من قبل قوات الجيش والحوثيين، وتحدثوا عن سقوط جرحى، وتضرر منازل في حيي الأحمدي والسلام بالمدينة.
و بينوا أن قذيفة سقطت، ظهر أمس، على حي سكني بمدينة المعلا، وسقطت في الشارع العام، ولم تحدث إصابات بشرية، غير أن منازل مواطنين تضررت.
و نقلت “الأولى” عن مصدر طبي في أحد المستشفيات الخاصة، أن المستشفى استقبل، ظهر أمس، 8 حالات وصفت إصاباتهم بالخطرة، جراء تعرضهم لطلقات رصاص في أماكن متفرقة من أجسادهم، مبيناً أن جميعهم أدخلوا العناية المركزة، وما يزالون يرقدون في العناية حتى مساء أمس.
و تحدث مصدر طبي آخر بمستشفى الجمهورية الحكومي، عن وصول عشرات الإصابات إلى المستشفى، بينها 20 حالة أجريت لها عمليات جراحية مختلفة جراء إصاباتهم بالرصاص وكسور وغيرها من الإصابات، لافتا إلى أن هذه الحالات تم إسعافها من أماكن متفرقة من عدن، سيما مدينة خور مكسر التي تندلع فيها معارك عنيفة.
كما نقلت الصحيفة، عن شهود عيان إن رتلاً عسكرياً من عربات ودبابات تابعة للحوثيين والجيش، تقدم، صباح أمس، إلى وسط مدينة خور مكسر، وإن اللجان الشعبية خاضت مع هذا الرتل معارك، بهدف منعه من التوغل أكثر إلى عمق المدينة، مبينين أن الاشتباكات تركزت في كورنيش قحطان الشعبي، وحتى فندق ميركيور على الساحل.
و نقلت “الأولى” عن مصدر باللجان الشعبية الجنوبية في عدن، أن رتلاً من الجيش والحوثيين حاولوا التوغل إلى وسط مدينة خور مكسر، بهدف السيطرة عليها، وأن آليات عسكرية عبارة عن دبابات وأطقم عسكرية، قدمت من منطقة العريش، غير أن أسطول قوات التحالف البحري قصف هذا الرتل، ودمر عدداً من الآليات، كما سقط عدد من القتلى والجرحى.
و تحدث المصدر أن مواجهات عنيفة اندلعت، أمس، في خور مكسر، وتحديداً على ساحل أبين، مبيناً أن الجيش قصف بعض الأحياء، سيما حيي الأحمدي والسعادة، وأن مباني تضررت جراء ذلك القصف، فيما تسبب بعدد من الإصابات بين المواطنين.
و قال إن طائرات وبوارج قوات التحالف نفذت، أمس، عدة غارات جوية وبحرية، حيث نفذت عدة ضربات استهدفت مقر المجلس المحلي، والمدينة الخضراء بدار سعد، وفندق الاتحاد، حيث تتمركز قوة من الجيش والحوثيين، كما قصفت البوارج الحربية لقوات التحالف المرابطة في البحر العربي، المشروع السكني بالعريش، حيث يتمركز الجيش والحوثيون.
و تابع المصدر: كما نفذت قوات التحالف غارة من الأسطول البحري العسكري على منطقة المملاح الواقعة بين مدينتي الشيخ عثمان وخور مكسر.
و بحسب المصدر، فإن معلومات تفيد بأن القصف استهدفت مستودعات مشروع تجاري، من المرجح أن قوات الجيش والحوثيين يتمركزون فيه بآلياتهم العسكرية، حد قوله.
و فيما تحدث المصدر عن وجود تنسيق بين قيادات اللجان الشعبية في عدن، وعمليات قوات التحالف، بشأن تنفيذ عمليات ضربات جوية وبحرية على أهداف ومواقع تواجد قوات الجيش والحوثيين بمدينة عدن وفي أطرافها، وتحديدا بمناطق العلم والعريش ودار سعد؛ قال إن نحو 30 أسيراً من اللجان بيد الجيش والحوثيين، وإن هناك أسرى من الأخيرين في أيدي اللجان.
و كان اللواء أحمد عسيري، الناطق الرسمي لقوات التحالف، تحدث، في مؤتمر صحفي، عن تنفيذ قوات التحالف المتواجدة في البحر العربي وسلاح الجو، ضربات مكثفة، أمس، على عدة مناطق يتمركز فيها الحوثيون، إضافة إلى ضرب أي إمدادات للحوثيين.
و على الرغم من استهداف طيران التحالف وبارجاته الحربية في البحر العربي، أي إمدادات للحوثيين والجيش، إلا أن الحوثيين والجيش تمكنوا من الوصول بآليات عسكرية بينها دبابات، إلى وسط مدينة خور مكسر.
و يشير سكان محليون إلى أن انتشار الدبابات في المدينة يأتي أغلبها من بعض المعسكرات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، في محافظة عدن.
و نقلت “الأولى” عن الدكتور الخضر لصور، مدير عام الصحة بمحافظة عدن، إن أكثر من 23 إصابة و9 قتلى سجلت في عدد من مستشفيات عدن، حتى عصر أمس، مؤكداً أن أعداد المصابين والقتلى أكثر من ذلك الرقم، وقد يصل للعشرات بين قتيل وجريح، نتيجة للقصف المكثف والعنيف في مناطق المواجهات بعدن.
و تحدث الدكتور لصور عن أن أغلب المستشفيات في عدن، وخصوصاً المستشفيات الحكومية، تشكو من نقص الكادر الطبي المتخصص، سيما في تخصصات جراحية الصدر والأوعية الدموية والأعصاب والتخدير، ناهيك عن نقص في الكوادر الطبية الأخرى، نتيجة لعدم تمكن أطباء تلك المستشفيات، والذي أغلبهم من النساء، من الخروج من منازلهم، نتيجة للأوضاع الأمنية السيئة في المدينة.
و لفت إلى أن مكتب الصحة بعدن وجه نداء للمنظمات الدولية، وتواصل بالهلال الأحمر بعدن، لإمدادهم بأطباء لسد النقص الحالي في عدد من المستشفيات الحكومية، غير أنه لم يصلهم، حتى مساء أمس، أي رد من تلك الجهات.
و فيما أبدى عدم تخوفه، حتى أمس، من حدوث نقص في الأدوية والأدوات الطبية، إلا أنه قال إن غرف العناية المركزة في المستشفيات الحكومية تفتقر إلى التجهيزات المطلوبة.
كما أبدى مدير عام الصحة بعدن، مخاوفه من استمرار المواجهات واشتدادها في عدن، والذي قد ينجم عنه امتناع الأطباء الذكور عن الحضور إلى المستشفيات الحكومية على وجه الخصوص، ناهيك عن تعرض طواقمها الإسعافية التي تتحرك في الميدان، إلى استهداف بالرصاص الحي من الأطراف المتحاربة بعدن.
و نقلت الصحيفة عن مصدر في غرفة عمليات الطوارئ الصحية بعدن، أن نحو 4 سيارات إسعاف تابعة لهم تم احتجازها، خلال الأيام ال4 الماضية، من قبل طرفي المواجهات بعدن، كان أخرها احتجاز سيارة، أمس، من قبل قوات الجيش، كانت في طريقها لنقل أحد المصابين بمدينة خور مكسر.
و قال إن “سيارتين تم احتجازهما من قبل اللجان الشعبية الجنوبية، وثالثة من قبل الجيش خلال الايام الماضية”، ولفت إلى أن تلك الأطراف تستخدمها بنفسها لنقل مصابيها أثناء المواجهات، وبين أن طواقم الإسعاف التابعة لهم تتعرض لإصابات بالرصاص الحي، وأن العاملين عليها مهددون بالقتل أو الإصابة في أية لحظة.
و شكا المصدر مما وصفها بالظروف الخطيرة وغير الملائمة لعمل طواقمهم الطبية، لاسيما في ظل النقص في سيارات و تعرضها لأعمال تفتيش وإطلاق نار من جهة أخرى، إضافة إلى عدم توفر نفقات التشغيل اللازمة لهذه الطواقم وغرفة العمليات ذاتها التي قال إن ” تلفونها مفصول”.
و تحدث المصدر عن سابقة تزيد من معاناة طواقم الإسعاف الطبية بعدن، وقال إن “اللجان الشعبية تتهمنا أننا نعمل لصالح الجيش فيما يخص مهامنا، فيما الأخيرون يتهموننا بأننا نعمل للجان، وبهذه الحالة فإننا أصبحنا ضحية الطرفين، رغم أن عملنا محايد وإنساني صرف”.