وكالة فرنسية: مرتزقة كولومبيون تمردوا على الإمارات ورفضوا القتال في جنوب اليمن
19 ديسمبر، 2015
2٬018 11 دقائق
يمنات – فرانس برس
صرح ضابطان سابقان وخبير أمني لوكالة فرانس برس السبت 19 ديسمبر/كانون الأول أن دولة الإمارات العربية المتحدة أرسلت سرا نحو 300 من المرتزقة الكولومبيين للقتال نيابة عن جيشها في اليمن.
وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها إن خبرة الجنود الكولومبيين السابقين في قتال المليشيات اليسارية وتجار المخدرات في بلدهم شجع الإمارات على الاستعانة بهم نظرا لقلة خبرة جيشها نسبيا.
وتشارك الإمارات في التحالف العربي الذي يقاتل المتمردين الحوثيين في اليمن.
وقال ضابط سابق في الجيش الكولومبي لفرانس برس في بوغوتا: “الجنود الكولومبيون معروفون بمهاراتهم القتالية نظرا لأنهم تدربوا على قتال المليشيات”.
وأضاف :”الكولومبيون لديهم سنوات عديدة من الخبرة في خوض الحروب”.
ويزيد دخول الجنود الكولومبيين في النزاع اليمني الدامي، من تعقيد الوضع بسبب الحرب التي خلفت منذ استيلاء الحوثيين على مناطق شاسعة من اليمن في يوليو/تموز عام 2014، نحو 6000 قتيل و28 ألف جريح أغلبهم من المدنيين، وفقا للأمم المتحدة.
وغالبا ما تلجأ شركات الأمن الخاصة في العالم لتوظيف الجنود الكولومبيين في مناطق النزاع ومن بينها العراق وأفغانستان والسودان.
والضابط المذكور يبلغ من العمر 48 عاما ترك الجيش الكولومبي في أواخر تسعينات القرن الماضي، وعمل في شركة “بلاك ووتر” التي أثارت الجدل والتي غيرت اسمها إلى “أكاديمي”.
و كانت وزارة الدفاع الأمريكية تعاقدت مع الشركة لتوفير الخدمات العسكرية والأمنية في العراق.
و انضم الضابط إلى الشركة في العام 2004 وسط ما وصفه بـ”الطفرة في تجنيد الكولومبيين للقتال في العراق”، وعمل في أفغانستان والإمارات وقطر وجيبوتي.
و يعتبر جنود أمريكا اللاتينية مفضلين لدى شركات مثل “بلاك ووتر”، حيث يقول الضابط السابق: “بلغ عدد المتعاقدين مع الشركة في العراق في الفترة من 2004 و2006 نحو 1500 من كولومبيا، و1000 من البيرو، و500 من تشيلي، و250 من السلفادور”.
و أضاف أنه ابتداء من 2010 تقريبا بدأت الإمارات في تجنيد الكولومبيين لتشكيل جيش خاص في قاعدة وسط الصحراء تدعى مدينة زايد العسكرية.
و يحصل الكولومبيون من قادة القوات الخاصة أو قائدي المروحيات في شركة “بلاك ووتر” على مبلغ 3300 دولار شهريا، أي أقل بخمس مرات من المبلغ الذي يتلقاه المتعاقدون الأمريكيون، ولكنه يعتبر ثروة بمعايير كولومبيا.
و أضاف الضابط أنه “لم يتم تجنيدهم لخوض مهمات قتالية بل للقيام بمهام الأمن والحماية. ولذلك فإنهم لا يعتبرون مرتزقة”.
120 دولار إضافية يوميا
و لكن قبل شهر قرر نحو 300 من بين هؤلاء الذين تجندهم الإمارات “التطوع” للمشاركة في القتال كمرتزقة في جنوب اليمن، ونشروا في ميناء عدن، بحسب المصدر.
و جاء ذلك بعد مقتل 30 جنديا إماراتيا في اليمن في هجوم صاروخي ألقيت مسؤوليته على المتمردين الحوثيين.
و قال المصدر إن الإمارات خططت في البداية لإرسال 800 كولومبي، إلا أن المجندين رفضوا ذلك، واشتكوا من أن القتال في اليمن يتجاوز شروط عقودهم الأصلية.
و أضاف: “كان من المفترض أن يشارك الكولومبيون في تلك المعارك دون أن يلاحظهم أحد بوصفهم جنودا إماراتيين، وقد دفع ذلك عددا كبيرا منهم إلى رفض الخدمة (..) وقالوا إن عقودهم تقضي بعملهم في الإمارات وليس القتال في حروب نيابة عن آخرين”.
و قال إن الإمارات حاولت إغراء هؤلاء المجندين من خلال اقتصار مناوباتهم على ثلاثة أشهر، وعرض مبلغ 120 دولارا إضافية عن كل يوم قتال.
و لم يقتل أي كولومبي في اليمن حتى الآن، بحسب المصدر الذي نفى تقارير نشرتها وسائل إعلام مرتبطة بالحوثيين بأن كولومبيين قتلوا في اليمن.
و ذكر مصدر كولومبي آخر هو خبير الشؤون الأمنية جون مارولاندا أن الراتب السخي الذي تدفعه جهات خارجية يتسبب في فقدان الجيش الكولومبي للخبرات العسكرية المدربة بسبب ضعف الرواتب. وقال “في العام 2011 بدأ الأشخاص المدربون بشكل جيد في المغادرة”.
و أضاف “الإمارات تشارك في التحالف من خلال إرسال مرتزقة بشكل سري إلى اليمن. وصحيح أن من بين هؤلاء المرتزقة جنودا سابقين في الجيش الكولومبي”.
و ذكر ضابط كولومبي سابق طلب عدم الكشف عن هويته أن ذلك “خلق عددا كبيرا من المشاكل” لوزارة الدفاع الكولومبية.
و صرح لفرانس برس بأن “أفضل الضباط يتوجهون إلى الإمارات التي لا تجند مواطنيها وتفضل تجنيد الأشخاص الجاهزين والمتخصصين”.
و خاض الجيش الكولومبي على مدى خمسة عقود نزاعا ضد الجماعات اليسارية المتمردة.
و أدى النزاع إلى مقتل أكثر من 220 ألف شخص، وكانت كتائب الإعدام ومهربي المخدرات أطرافا فيه.