مغرد سعودي شهير يكشف عن تبعات توتر العلاقات الايرانية السعودية وانعكاساتها على اليمن والتخوفات الأمريكية من سقوط جيزان
7 يناير، 2016
5٬030 18 دقائق
يمنات – صنعاء – خاص
قال المغرد السعودي الشهير “مجتهد” إن الداخلية السعودية، لا تستبعد رد فعل مسلح على تبعات قتل رموز القاعدة، سواء في فترة قريبة أو بعيدة، في اشارة للإعدامات الأخيرة، التي تمت بالتزامن مع اعدام الشيخ الشيعي نمر النمر.
و أوضح مجتهد في تغريدات له على صفحته في “تويتر” أنه كانت لدى الداخلية السعودية، معلومات أن عناصر القاعدة لديهم رغبة شديدة بالانتقام، لكن ليس لديهم القدرة على تنفيذ هذه الرغبة، بسبب محاصرتهم على مر السنين.
و كشف عن توفر معلومات جديدة لدى الداخلية السعودية، بعد توسع نفوذ القاعدة في اليمن، تدل على أنهم الآن أقدر على تنفيذ التهديدات، منوها إلى أنه لم تكتمل الصورة عن طريقة التنفيذ.
و لفت إلى أن الداخلية السعودية، لا تقلق من عمليات تسهدف رجال أمن أو أهداف مدنية سواء سعودية أوغربية. مرجعا ذلك لأن هذه الأهداف ستضر القاعدة أكثر مما تنفعها وتقوي السلطة ضدها.
و كشف مجتهد، أن الداخلية السعودية، تخشى من استهداف العائلة الحاكمة، لأن مثل هذا الهدف قد يربك التوزان في العائلة، و ربما يحظى بتعاطف شعبي بعد تململ الناس بسبب تردي الأوضاع.
و أضاف: هناك هدف آخر تخشاه هو المنشآت النفطية، لأنه سيحرج السلطة، كونها لم تتمكن من تأمين تدفق النفط، و هي المهمة الأساس لإرضاء القوى الكبرى في العالم.
و بخصوص ردة الفعل من اعدام الشيخ، نمر باقر النمر، قال مجتهد: الحديث عن ذلك معقد و متداخل و مرتبط بالتطورات الزمنية و الدور الإيراني وتوجه الطائفة الشيعية.
و أشار إلى أنه من المستبعد أن تستخدم إيران قوتها العسكرية في حرب مباشرة، لكن لديها أوراق تسرب ما يدل على أنها تريد تحريكها ضد السعودية.
و كشف أن إيران كانت قد تلقت تطمينات غير مباشرة أيام الملك عبد الله، أن النمر لن يعدم، و حتى بعد استلام سلمان كان تقديرهم أن الإعدامات لن تشمل نمر النمر.
و لفت إلى أنه لهذا السبب لم تكن إيران متهيئة دبلوماسيا و سياسيا و مخابراتيا بشكل جيد للتعامل مع الحدث، و تصرفت بعجلة و ارتباك بتصرفات حمقاء منها حرق السفارة السعودية في طهران. مشيرا إلى أن إيران متحسرة لصدور هذا الفعل، ليس احتراما للسعودية، لكن لأنها ظهرت بمظهر المتهور العاجز الذي خرق قوانين دولية بسبب غضب مستعجل.
و قال: المعلومات تقول إن هذا التصرف صدرعن جناح انفعالي في المؤسسة الإيرانية، له نفوذ و حصانة، لذلك رغم اعتذار إيران فلن يتعرض من حرق السفارة للعقاب.
و نوه إلى أن الخطورة لا تأتي من هذا الجناح المتشنج بل من الجناح الأقوى و الأكثر نفوذا و الذي يعمل بطريقة استراتيجية هادئة، و يعرف كيف يستخدم أدواته ضد الخصم.
و أشار إلى أن السعودية لم تحمل هم الجناح المتشنج، لأنه ضر و يضر إيران أكثر مما ينفعها، و كل تركيز السعودية كان و لا يزال منصبا على حساب ردة فعل الجناح الآخر.
و لفت إلى أن تقدير السعودية، هو أن الجناح الهادئ، لا يريد أن يربك التعاون غير المباشر بين السعودية و إيران في محاربة “داعش”.
و أضاف: اعتقدت السعودية أيضا أن النمر ليس غاليا على إيران، لأنه عارض بعض سياساتهم، و يقال إنه أُبعد منها، بعد أن كان فيها لدراسة العلوم الشيعية.
و ذكر مجتهد، أن السعودية لم تدرك أن إيران لاتنظر له بصفته مؤيد أو معارض لسياستها، بل بصفتها مدافعة عن الرموز الشيعية في السعودية حتى لا يتجرأوا على غيره.
كما كشف مجتهد، أيضا، أن الأمريكان ابلغوا السعودية أن الأمر أخطر مما يتصورون، و أن الإيرانيين لديهم أوراق خطيرة، منها تحريك الشيعة و منها تغيير برنامج وخطة الحوثيين و التيارات الحركية المؤثرة في الشارع الشيعي السعودي، و هي متعددة بطيف كبير، سواء في خياراتها للعمل المسلح أو السلمي، أو في قربها وبعدها من إيران.
و لفت إلى أن إيران لا تؤثر إلا على جزء من هذه التيارات، لكن الجزء المنظم و المدعوم دائما أكثر قدرة على صناعة الحدث من التيار غير المدعوم.
و أوضح أن التيارات المتأثرة بإيران فيها السلمي و فيها المسلح، و المسلح عدده ليس بقليل، و لديه من التدريب و التسليح ما يكفي للتأثير في بعض مدن المنطقة الشرقية في السعودية.
و قال: كانت إيران على مدى سنين، قد أقنعت التيارات المتأثرة بها بكبح جماح غضبها لأن السعودية تقوم بدور جيد في تمكين إيران من العراق ومحاصرة السنة.
و أضاف: من المفارقات أن إيران لم تكن متحمسة للتظاهرات و التجمعات التي حصلت قبل سنتين في السعودية، رغم تغطيتها بوسائل إعلامها و التعاطف معها كان يندرج في سياق المجاملة.
و تابع: لكن إيران لم تقف مكتوفة اليدين بل تهيأت للمستقبل و نظمت و دربت عددا من الشيعة السعوديين في سوريا و لبنان و العراق لتحريكهم عسكريا عند اللزوم.
و أشار إلى أن الداخلية السعودية لديها علم بوجود متدربين شيعة داخل السعودية بسلاحهم و عتادهم، لكنها لا تستطيع تحديد هوياتهم و انتشارهم و لا تقدير قوتهم الحقيقية.
و في سياق، التبادل المعلوماتي بين الرياض و واشنطن، قال مجتهد إن الأمريكان أوصلوا للحكومة السعودية حديثا أن عدد الشيعة القادرين على التحرك عسكريا يكفي لخلخلة الوضع، بل ربما احداث فوضى في أجزاء من المنطقة الشرقية.
و لفت إلى أن أمريكا نصحت السعودية أن تخفف التصعيد و تسحب التوتر و لا تراهن على احتياطاتها الأمنية. غير أن السعودية أكدت أنها قادرة على احتواء الموقف أمنيا.
و أشار إلى أن الداخلية السعودية تراهن على أن التحدي الشيعي المسلح محدود وقابل للاحتواء، لكن دوائر المباحث تعترف أن هناك قلق حقيقي من خطأ في التقدير و خوف من وقوع مفاجآت.
و قال مجتهد إنه لم تتوفر معلومات عن ما إذا كان الأمريكان مبالغين في تحذيراتهم للسعودية، بهدف تحقيق أجندة أمريكية أو أن نصيحتهم صادقة. مشيرا إلى أن الوقت كفيل بالإجابة على ذلك.
و أوضح أن الورقة الثانية التي يستطيع الإيرانيون تحريكها هي (اليمن)، حيث كانت استراتيجيتهم أن يتمكن الحوثيون داخل اليمن، دون حاجة لاجتياح مدن سعودية.
و قال إنه عملا بذلك، اكتفى الحوثيون في مناوشاتهم الحدودية باختراقات محدودة لأجل تقوية موقفهم في المفاوضات، و ليس بهدف التقدم باتجاه جيزان أو نجران.
و نوه إلى أنه يبدو أن الوضع تغير الآن. كاشفا أن أمريكا أبلغت السعودية أن إيران ربما تضغط على الحوثيين لشن هجوم واسع، و تحديدا باتجاه جيزان و ليس نجران.
كما كشف أن الاستعداد العسكري و المعنوي و الفني و التنسيقي لايضمن إيقاف اجتياح حوثي قد يصل إلى جيزان.
و أضاف: إيران لا تريد من هذا الاجتياح تشبث الحوثيين بجيزان و البقاء عليها محتلة بل تريد استخدامها كوسيلة تركيع للسعودية للقبول بالمطالب الإيرانية.
و ارجع سبب القلق على جيزان تحديدا، لأن بين مدينة جيزان و الحدود سواتر تحمي الحوثيين من الطيران من قرى و مزارع و أدغال و تضاريس غير موجودة في جبهة نجران.
و أعتبر أنه لهذه الِأسباب تقلق أمريكا من التصعيد، و تخشى فقدان التركيبة الهشة التي حققت لها قدرة في جمع السعودية و إيران في خندق واحد ضد داعش و القاعدة.
و أشار أن تقدير امريكا صحيح فلولا مشاركة السعودية في التحالف العالمي عسكريا و سياسيا و إعلاميا و استخباراتيا و دعمها للثورات المضادة لسقطت بغداد بيد داعش.
و نوه إلى أن أمريكا لا تلام على هذا القلق، لأنه لولا التفاهم السعودي الإيراني غير المباشر لاجتاحت داعش العراق و الخليج و لاجتاحت القاعدة اليمن.