صحيفة بريطانية تكشف معلومات عن الحرب جنوب السعودية: نجران مدينة أشباح والصواريخ اليمنية تضرب عمقها وأحدها استهدف قيادة المنطقة العسكرية
16 يناير، 2016
2٬611 7 دقائق
يمنات – صنعاء
كشفت صحيفة “ذي ايكونوميست” البريطانية، في تقرير لها معلومات تنشر للمرة الأولى، عن الحرب في الجنوب السعودي.
و أكدت الصحيفة، أن الصواريخ اليمنية تضرب في عمق مدينة نجران، جنوب السعودية.
و أكدت الصحيفة، في تقريرها الذي أعده مراسلها من داخل مدينة نجران، أن الجيش اليمني و الحوثيين دفعوا القوات السعودية من بعض المراكز الحدودية، و أجبروها على إخلاء أكثر من 7000 من المدنيين من القرى السعودية بالقرب من الحدود.
و قالت الصحيفة، إن أحد الصواريخ اليمنية سقط على بعد أمتار من مقر الجنرال سعد العليان، قائد منطقة نجران، و دمر نوافذ مكتبه، و أصاب الصاروخ جدران مكتبه بشظايا، و الواجهة الزجاجية لفندق جديد من المقرر افتتاحه بعد بضعة أيام.
و شارت إلى أنه و على الرغم من القصف المدفعي السعودي المكثف على الحدود اليمنية لمنع القوات اليمنية و المقاتلين الحوثيين من التقدم، إلا أن الصواريخ اليمنية تطلق بانتظام على نجران و البلدات الحدودية الأخرى دون أن تتوقف، ما أسفر عن مقتل 80 شخصاً، 25 منهم في نجران.
و أوضحت أن سكان المنطقة فروا إلى مناطق أكثر أمناً في المدينة. منوهة إلى أن رياض الأطفال و المنازل بالقرب من القاعدة العسكرية في حالة خراب. و شوارع نجران أصبحت كأنها شوارع مدينة أشباح.
و قالت الصحيفة، إن الأمير الشاب محمد بن سلمان، يصر أنه انتصر في هذه الحرب، و سيطر على 80 في المئة من الأراضي اليمنية، و على مدينة عدن الجنوبية، إلا أن أكبر ثلاث مدن و محافظات يمنية، هي: صنعاء و تعز و إب، لا تزال في قبضة الحوثيين، و هو ما وصفته الصحيفة بتناقض للحقيقة.
و أشارت، أن السعودية تواجه قوة مزدوجة “قاتلة” من حليفين، الأول يضم قوات حوثية تملك مقاتلين أشداء و تشكلت على غرار حزب الله اللبناني، والآخر يمتلك جيشاً يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي يمتلك خبرة قتالية عالية في الحروب، و هذا الجيش يمتلك دبابات و صواريخ باليستية.
و لفتت الصحيفة، إلى أن هاتين القوتين الهائلتين تشكلان ترسانة من الدبابات و الصواريخ الباليستية، إضافة إلى الجنود الذين يمتلكون خبرة قتالية عالية في حرب العصابات.
و كشفت الصحيفة، أن السعودية غير قادرة على صد هجوم هاتين القوتين، ولذا استعانت بقوات خليجية لحماية حدودها، و منها أرسلت الكويت قوات برية إلى حدود المملكة العربية السعودية مع اليمن للتصدي للهجمات التي تشنها هاتان القوتان.
و أضاف تقرير الصحيفة، أنه على الجزء الخلفي من مطار نجران، زود الأميركيون بطاريات صواريخ “باتريوت” للتصدي لصواريخ “سكود” التي تطلق إلى المدن الجنوبية للمملكة.
و تابع: السعودية تواجه معضلة، فبالإضافة إلى مواجهة القوتين المزدوجتين، التكاليف المادية والسياسية والبشرية الهائلة للمملكة العربية السعودية في تصاعد مستمر، وتدفق نصف مليون يمني عبر الحدود السعودية بحثاً عن العمل والأمن، وتورط السعودية في تحمل مسؤولية 25 مليون يمني آخر في زمن انخفضت فيه أسعار النفط، وتآكلت ميزانيتها.