بعد تمشيط الأباتشي السعودية لساحل حضرموت .. مؤشرات على مساعي سعودية للسيطرة على المكلا وتسليم الوادي والصحراء للقاعدة
20 يناير، 2016
1٬790 10 دقائق
يمنات – صنعاء
بعد نقل عناصر القاعدة في مدينة المكلا، أسلحة الجيش من ثكناته في مدينة المكلا و محيطها، بساحل حضرموت، حامت الثلاثاء 19 يناير/كانون ثان 2016، مروحيات اباتشي سعودية، على مواقع إستراتيجية هامة في الساحل.
و كانت عناصر القاعدة، التي تسيطر على معظم ساحل حضرموت، منذ 2 إبريل/آذار من العام الماضي، قد بدأت منذ أكثر من شهر بنقل الأسلحة، إلى معسكر أنشأته في منطقة محصنة بالجبال ، في وادي حضرموت، بعد أن فرضت تشديدات أمنيه في محيطه.
و تعرف المنطقة التي نقلت إليها القاعدة أسلحة الجيش، بـ”الأدواس” وتقع في منطقة جبلية مكونة من تلال و مرتفعات جبلية محصنة، تعد طبوغرافيا منطقة محصنة من غارات الطيران إلى حد ما.
و اعتبرت وكالة خبر، التي نشرت الثلاثاء، تقريرا بعنوان (سيناريو “استلام وتسليم” بين القاعدة والسعودية في عاصمة حضرموت) أن ذلك يومئ إلى أن الرياض بصدد تفعيل مرحلة جديدة تشير إلى ما يشبه إجراء دور استلام و تسليم لمدينة و ميناء المكلا.
و كشفت الوكالة، أنه و للمرة الأولى، تحدث عناصر القاعدة و الإدارة المنصبة من قبلهم للميناء، للسفن الراسية فيه، بضرورة الحصول على تراخيص من “التحالف السعودي” لدخول الميناء.
يأتي ذلك الإجراء بعد أشهر من دخول شحنات أسلحة لعناصر القاعدة و استقبال عناصر أجنبية تابعة للتنظيم عبر الميناء.
و نقلت الوكالة، عن مصادر محلية في المكلا، إن طائرات أباتشي تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية قامت، الثلاثاء، بتمشيط سواحل وميناء المدينة والمنشآت النفطية، ومنطقة خلف (شرق المدينة) وسط معلومات تفيد بقدوم بارجة تابعة للتحالف، تتواجد قبالة سواحل حضرموت.
و حسب الوكالة، أبلغ عناصر تنظيم القاعدة، كافة السفن والبواخر، بمغادرة الميناء، عدا تلك التي تحمل تصاريح صادرة من قيادة التحالف السعودي.
و قالت الوكالة، أن عناصر القاعدة في مدينة المكلا، يتحركون لتنفيذ مخططات مموّلة من التحالف، لاقتحام مناطق في وادي و صحراء حضرموت التي تسيطر عليها الآن، نظرياً، المنطقة العسكرية الأولى المؤيدة لهادي.
يأتي ذلك بعد مغادرة قائد المنطقة العسكرية الأولى، اللواء عبد الرحمن الحليلي، إلى السعودية، قبل أيام. تزامنا مع تهديدات لزعماء في قاعدة المكلا، من على منابر بعض مساجد المكلا، باجتياح الوادي و الصحراء.
و تأتي هذه التطورات، عقب إصدار، هادي، السبت الماضي، قراراً بتعيين اللواء أحمد سعيد بن بريك، محافظاً لحضرموت، خلفاً لـ”عادل باحميد”، الذي قدم استقالته، بعد اتهامه لـ”خالد بحاح” رئيس حكومة هادي، بالتواطؤ مع تنظيم القاعدة وتضليل الرأي العام المحلي والإقليمي، في ما يخص سيطرة القاعدة على أجزاء واسعة من حضرموت في إبريل/نيسان من العام الماضي.
و يرى مراقبون إن نقل القاعدة لأسلحة الجيش من الساحل إلى الوادي، دليل على وجود صفقة بين التحالف السعودي، و عناصر القاعدة، يسبق مخطط تنتوي السعودية تنفيذه، يهدف إلى سيطرتها على ميناء المكلا، تحقيقا لمخطط سابق يهدف الحصول على منفذ بحري على البحر العربي، تستخدمه في تصدير نفطها، بعيدا عن التهديدات الإيرانية في مضيق هرمز.
و أشاروا إلى أن نقل الأسلحة دون تعرضها لقصف جوي من طيران التحالف السعودي من الساحل إلى الوادي، مؤشر واضح على بدء المخطط السعودي، و وجود صفقة بين القاعدة و الرياض.
و لفتوا إلى أن السعودية، ستروج لانتصار إعلامي جديد في اليمن، بسيطرتها على المكلا و ميناءها و مناطق ساحل حضرموت، من قبضة القاعدة، ما ستعده تحريرا للمدينة من عناصر القاعدة، و تحقيق نصر على الإرهاب.
و توقعوا أن عناصر القاعدة، لن تلجأ إلى السيطرة على وادي حضرموت، و إنما ستتراجع إلى معسكرها التدريبي، لفترة من الزمن، قبل أن تتحرك للسيطرة على مناطق وادي و صحراء حضرموت، و هو ما ستستخدمه السعودية لاحقا، ذريعة لبقاء قواتها في المكلا و ساحل حضرموت، بهدف تحرير الوادي و الصحراء من الإرهاب، و هي ذريعة جديدة للرياض، ستستخدمها في الوقت المناسب للسيطرة على الوادي و الصحراء الغنية بالنفط.
يبدو أن السيناريو السعودي سيكون متشابها في عدن و حضرموت، حيث ستستخدم من الإرهاب ذريعة لبقاء قواتها في المحافظتين، تحت يافطة محاربة الإرهاب ظاهريا، و احتلال المحافظتين و محافظات الجنوب ضمن الأجندة التي تعمل عليها. و التي ستتكشف بقية جوانبها مستقبلا، و لا يستبعد أن يكون من ضمنها، الترتيب لفصل الجنوب عن الشمال.