عدن التي مثلت مدينة للتعايش بين الأديان والطوائف .. طائفة البهرة تتعرض لتهجير قسري بعد تزايد عمليات القتل والخطف والتهديد لأبنائها
27 يناير، 2016
1٬129 8 دقائق
يمنات – صنعاء
تقول تقارير صحفية إن عملية تهجير واسعة و ممنهجة يتعرض لها المواطنين المنتمين للطائفة الإسماعيلية في مدينة كريتر القديمة، بمحافظة عدن، جنوب البلاد، و المعروفين باسم البهرة.
و تشير إلى أن عملية تنكيل يتعرضون لها، في ظل انفلات أمني تشهده المحافظة، ما عشرات الأسر على مغادرتها إلى الخارج، و خصوصا إلى الهند.
و في تقرير نشره موقع “المشاهد” بعنوان “بهرة عدن بين الموت و التهجير قسرا”، أن مدينة عدن شهدت مؤخرا تطورا خطيرا لـ”فرق الموت” في تهجير ممنهج لسكان مدينة كريتر القديمة، من سكانها المنتمين إلى طائفة البهرة “الاسماعيلية” و التنكيل بهم وسط تخاذل رسمي و عجز فاضح عن مواجهة الانفلات الأمني المرعب، الذي اجبر عشرات الأسر إلى مغادرة مدينة جسد تاريخها تعايش إنساني بين مختلف الطوائف والأعراق و حتى الديانات.
و نقل الموقع روايات لسكان المدينة القديمة تحكي قصص رعب يعيش تفاصيلها المنتمون لطائفة البهرة.
يقول عبدالله ثابت 50 عاما: أحد جيرانه أجبرته الاستهدافات المتكررة “للبهريين” على البقاء داخل منزله و لم يعد يعرف الشمس مذ أشهر خوفا من عملية خطف أو اغتيال، و إن من تبقي من الطائفة أصبح تحركهم محدود.
و نقل أن أحد الناشطين الحقوقيين المهتمين حمل السلطات الرسمية مسؤوولية التقصير في حماية المدنيين توفير الأمن.
و ذكر ان تهديدات المنتمين للطائفة تزايدت بعد مناشدة وجهت الى رئاسة الجمهورية الواقع مقرها على بعد مئات الامتار من المدينة القديمة.
و قال التقرير: مطلع الأسبوع الجاري تعرض شاب مقرب من أحد التجار المنتمين للطائفة للإصابة بطلق ناري عقب إفلاته من محاولة اختطاف نفذها مسلحون ملثمون مجهولون.
و أضاف: في نوفمبر الماضي نفذت جماعة مسلحة عملية خطف لأحد العاملين في متجر لبيع البهارات “الكشي للبهارات” و اقتادوه معصوب العينين من جوار زوجته وأطفاله إلى جهة مجهولة و أخضعوه لتحقيقات مطولة قبل الإفراج عنه بعد ان تبين لهم أنه مجرد عامل لا علاقة له بأي انتماء طائفي.
و كشف أن هناك حالات خطف عديدة، يتم فيها الافراج عن المختطفين مقابل “فدية مالية “.
و أضاف: يميل المواطنين العدنيين من طائفة البهرة الى العزلة وعدم الحديث عن معاناتهم.
و نوه التقرير، إلى أن بعض البهرة يتعرضون لتهديدات مستمرة وفقا لمعلومات وثقها ناشطون حقوقيون قاموا بزيارات تضامنية ولقاء عددا من الأسر العدنية من أتباع الطائفة،عبروا خلالها عن مخاوفهم من استمرار تعرضهم لتهديدات من قبل “متطرفين”.
و اوضح التقرير أن المواطنين العدنيين المنتمين لطائفة البهرة يمارسون حياتهم وطقوسهم الدينية تحت رقابة أعين السلطات الحاكمة للمدينة ولم يسلم عدد منهم من المضايقات غير أن تطور احداث ما بعد عاصفة الحزم ودحر المسلحين الحوثيين من مدينة عدن في أغسطس الماضي جعلت حياتهم ووجودهم عرضة للخطر.
و أشار إلى أن سكان المدينة أفاقوا أواخر العام الماضي 2015م على دوي تفجيرات نفذها متشددون بمادة (تي ان تي ) سوت جامع الخوجة، التاريخي التابع للطائفة بالأرض بعد اشهرمن استهدافه بغارة جوية نفذتها مقاتلات تابعة للتحالف السعودي الذي تقوده المملكة السعودية بمبرر تمركز مسلحين حوثيين، وفقا لروايات متطابقة لسكان الحي.