ماذا وراء أنباء مغادرة القوات الاماراتية عدن..؟ و هل بدأت الاجندات الاماراتية تتضارب مع الاجندات السعودية في اليمن..؟
25 فبراير، 2016
1٬351 9 دقائق
يمنات – خاص
قالت وكالة “اسوشيتيد برس” إن القوات الإماراتية أخلت مطار عدن الدولي، الأربعاء 24 فبرائر/شباط 2016.
و نقلت الوكالة عن مسؤولين يمنيين، أن قوات من دولة الإمارات العربية المتحدة انسحبت الاربعاء، من مطار عدن، بعد يوم من اقتحام المطار من قبل مقاتلين موالين للحكومة.
و حسب الوكالة، قال المسئولون الذين تحدثوا بشريطة عدم الكشف عن هويتهم، ان السلطات أغلقت المطار الرئيس في البلاد، عقب انسحاب القوات الاماراتية من مطار عدن.
و نفت مصادر أمنية عاملة بمطار عدن الدولي، صحة الأنباء التي تحدثت عن انسحاب قوة عسكرية اماراتية ترابط بمطار عدن منذ أشهر. حسب ما أورده “عدن الغد”.
و نقل الموقع عن المصادر، أن القوة الاماراتية لاتزال متواجدة وتعمل بكل طاقمها.
و جاءت هذه الأنباء في وقت يزداد فيه المشهد في الجنوب تعقيدا، حيث غادر “هادي” و نائبه “بحاح” محافظة عدن، و تم احتجاز قيادات عسكرية و أمنية في قصر المعاشيق الرئاسي، بينهم قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء أحمد سيف اليافعي، و اللواء حسين عرب وزير داخلية هادي.
و تداولت الأربعاء مواقع اخبارية، توقعات بصدور قرارات بتعيين قيادات عسكرية جديدة، للمنطقة الرابعة و الثالثة و الخامسة و تغيير رئيس هيئة الأركان العامة المعين من هادي. غير أن المواقع التي روجت لتلك الأنباء تضاربت في تحديد الأسماء المعينة.
تشكيك
و فيما يشكك متابعون بما أوردته وكالة “اسو شيتيد برس” عن مغادرة القوات الإماراتية، كون هذه الوكالة، سبق أن تم التسريب عن طريقها أنباء تتعلق بالأزمة اليمنية و اتضح عدم صحتها، من بينها الافراج عن وزير الدفاع محمود الصبيحي، و قيادات عسكرية أخرى، و تحديد موعد مباحثات سويسرا و تحديد اثيوبيا لاستضافة الجولة الثانية من المفاوضات اليمنية. يرون أن الملف اليمني دخل مرحلة جديدة، بدأت بتعيين اللواء علي محسن الأحمر، و الذي سيتبعه تغيير قيادات عسكرية و أمنية.
تضارب اجندات
و لفتت إلى أن أبرز ما سيميز هذه المرحلة تضارب الاجندة الاماراتية و السعودية. معتبرين أن أنباء مغادرة القوات الاماراتية قد يكون تسريب، خاصة و أنه جاء عبر “اسوشيتيد برس”.
و نوهوا إلى أن تعيين علي محسن المحسوب على الإخوان، الذين تعاديهم الامارات، في منصبه الجديد “نائب للقائد الأعلى” سيؤدي إلى توتر العلاقة مع الامارات، خاصة إذا ما تم اقالة اليافعي من المنطقة الرابعة و تعيين عادل القميري، المحسوب على “علي محسن” بدلا عنه.
و لفتوا إلى أن سيطرة “علي محسن” على المنطقة الرابعة، ستخلق احتكاكات بين القيادات العسكرية الاخوانية المحسوبة على “محسن” و قيادة القوات الامارات في عدن.
مغادرة القوات الاماراتية
و اعتبروا ان تسريب خبر مغادرة القوات الاماراتية، قد يكون رسالة اراد الاخوان ارسالها إلى الامارات، بأن تواجدهم في عدن غير مرغوب فيه.
و يعتقد البعض ان احتجاز اليافعي و عرب في المعاشيق تقف خلفه القوات الاماراتية. و أن عملية الاحتجاز مردها تضارب الاجندات الاماراتية و السعودية في اليمن، و بالذات في عدن.
و اعتبروا ان تعيين “محسن” نائبا للقائد الأعلى للجيش، تقف خلفه السعودية، حيث يعرف “محسن” بأنه رجل السعودية في اليمن، و الذي ستنفذ عن طريقه اجندتها في اليمن، بعيدا عن الاجندات الاماراتية.
و نوهوا إلى أن محسن ستوكل له قيادة الجيش الموالي لـ”الرياض” في اليمن، و الذي ستتم غربلته من كل القيادات المحسوبة على أطراف أخرى، ما يضمن وجود قوات عسكرية تدين قياداتها العليا و الوسطية بالولاء لـ”الرياض”.
الدفع بالاخوان إلى الواجهة
و يرون أن تعيين “محسن” ناجم عن اتفاق تركي سعودي قطري، يهدف إلى الدفع بالإخوان إلى الواجهة في اليمن، بهدف تحجيم التواجد الإماراتي في عدن.
و يرون أيضا إلى أن تصريحات وزير خارجية الامارات، حول اشتراطهم المشاركة في عملية برية في سوريا، أن تكون تحت قيادة الولايات المتحدة، و ليس السعودية، مؤشر على حجم الخلاف بين الرياض و أبو ظبي في اليمن.