وزير الخارجية الروسي يحدد موقف بلاده من الخطة “ب” التي اعلن عنها وزير الخارجية الامريكي
26 فبراير، 2016
374 11 دقائق
يمنات – وكالات
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه لا توجد أي خطة بديلة للبيان الروسي الأمريكي المشترك حول وقف إطلاق النار في سوريا.
و قال لافروف للصحفيين الخميس 25 فبراير/شباط 2016، “لقد قلنا كل شيء فيما يخص الخطة (ب)، لا توجد ولن تكون أبدا عند أي جهة ( روسيا والولايات المتحدة)”.
و أضاف الوزير الروسي قائلا: “أعول على أن يضمن التسلسل الرأسي للسلطة الموجود في أمريكا التزام هذا البلد بالمعاهدات بعدما توصل رئيسا الدولتين إلى الاتفاق”.
من جهته، قال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، في مؤتمر دولي مكرس لقضايا الشرق الأوسط ينظمه نادي “فالداي” الدولي للنقاشات، الخميس، إن موسكو قلقة من أنباء تحدثت عن وجود “خطة ب” أمريكية بديلة لاتفاق الهدنة في سوريا، لكنها لا تعرف تفاصيل هذه الخطة.
و وصف الدبلوماسي الروسي عقد الاتفاق الروسي-الأمريكي حول وقف إطلاق النار في سوريا بـ”لحظة الحقيقة”، مضيفا أن هذا الاتفاق في حال تطبيقه سيصبح مثالا جيدا على العمل الجماعي الفعال للمجتمع الدولي.
و تابع بوغدانوف أن موسكو “تقوم بالعمل الضروري مع دمشق (في سياق تطبيق الهدنة)، وتنتظر من الولايات المتحدة أن تحذو حذوها لدى التعامل مع أطراف الصراع الأخرى”، داعيا إلى بذل أقصى الجهود من أجل التطبيق النزيه للمبادرة الروسية-الأمريكية حول وقف الأعمال العدائية.
وأكد بوغدانوف أن الجانب الروسي يسعى لتحويل الاتفاق الخاص بالهدنة في سوريا إلى قرار دولي يتبناه مجلس الأمن. وأضاف أن موسكو قلقة أيضا من محالات إنشاء “منطقة عازلة” على الحدود السورية- التركية وتشكيل “تحالفات عسكرية جديدة”. كما أعاد إلى الأذهان أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سبق أن طرح فكرة تشكيل جبهة واسعة لمواجهة الإرهاب، بمشاركة الجيشين، السوري والعراقي، والقوات الكردية والمعارضة المسلحة الوطنية في سوريا، وبدعم اللاعبين الإقليميين والدوليين، ومع دور محوري للأمم المتحدة.
و أردف قائلا:” التطورات الأخيرة تشير إلى أن مهمة تشكيل مثل هذه الجبهة الواسعة تزداد إلحاحا. ونشعر بقلق بالغ بسبب الخطوات الرامية إلى تصعيد الأزمة السورية، بما في ذلك محاولات إقامة منطقة عازلة على الحدود التركية-السورية وتشكيل تحالفات عسكرية لإجراء عملية برية في سوريا، على الرغم من أنه من غير الواضح إلى أي هدف سترمي مثل هذه العملية، وكيف ستتوافق مع القاعدة الدولية القانونية (للتسوية)”.
وفي اليوم نفسه، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن واشنطن ستقيم مدى ضرورة الانتقال إلى “الخطة ب” البديلة حول سوريا، استنادا إلى نوايا جميع أطراف عملية التسوية في غضون الشهر.
وقال كيري في خطاب أمام الكونغرس: “إذا تحقق الحل السياسي، فإن الطريق الوحيد للتوصل إليه هو توافق جميع الأطراف، وبالأخذ في عين الاعتبار تواجد كل المشاركين عند طاولة المفاوضات لأول مرة، نأمل في أننا سوف نتمكن من دفعه (الحل السياسي) خلال شهر واحد على الأقل… ومن فهم ما إذا كانوا جديين أم لا.. وإذا كانوا غير جديين، فسوف نتحدث عن تفاصيل الخطة ب”.
وأشار كيري إلى ضرورة المضي قدما على طريق البحث عن حل سياسي من أجل الحفاظ على وحدة سوريا.
بدورها ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن كبار المستشارين العسكريين والامنيين للرئيس الأمريكي باراك أوباما لا يؤمنون بأن “روسيا ستلتزم بوقف إطلاق النار في سوريا”، ويحثون الإدارة الأمريكية على وضع خطط لتشديد الضغوط على موسكو عن طريق تقديم مساعدات خفية لخصوم الأسد.
وحذرت الصحيفة من أن المبادرة الخاصة بـ”الخطة ب” التي يقف وراءها وزير الدفاع آشتون كارتر ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان، قد تجر واشنطن بشكل أعمق إلى الحرب بالوكالة الجارية في سوريا.
ولم يستبعد المسؤولون أن يقترح كارتر خيارات عدة “لزيادة الضغوط على موسكو”، منوهين بأن الحديث يدور ليس عن توسيع برنامج تسليح المعارضة فحسب، بل وعن تقديم الدعم الاستخباراتي للمعارضين “المعتدلين” لتمكينهم من تفادي التعرض لغارات روسية، ومن شن هجمات أكثر فعالية ضد قوات الحكومة. كما أشارت الصحيفة إلى وجود خيار آخر يتعلق بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا، إلا أنها اعتبرت لجوء واشنطن إلى هذا الخيار أمرا قليل الاحتمال.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أن كيري، بقبوله البيان المشترك حول وقف إطلاق النار في سوريا، أراد اختبار موثوقية موسكو. وفي حال لم تلتزم روسيا بالاتفاق سيكون من الضروري الاعتماد على “الخطة ب”.