عام 70 انتهت المفاوضات بتسلم اليمين الجمهوري سلطة الدولة و الاعتراف بالجمهورية و تشكيل مجلس وطني و حكومة من كل الاطراف و تولى ذلك الطرف الجمهوري – اليمين كبار السن .. جناح المشائخ و ازلامهم عسكريا – افراغ الجمهورية من مضمونها مع بقاء الشعار و العلم و النشيد، و كان هذا كافيا لبداية الجمهورية الاولى التي اقتنع غالبية اليمنيين بها و عملوا في اطار مؤسساتها و شرعيتها.
اليمين الجمهوري عبر جيلين من كبار السن و صغاره استولوا على سلطة الدولة و مواردها مدعومين بالخارج الاقليمي و احيانا الدولي لذا استمر ذلك التحالف 33 سنة.
و اليوم يعاد نفس النهج بحوار بين الطرفين بتسميات تمثيلية جديدة و ستكون النهاية اعادة تنصيبهما في السلطة مع طرف ثالث و حضور تجميلي لأفراد يتم اختيارهم ليضفوا شرعية على التحالف السلطوي الجديد.
ستظل الجمهورية علما و شعارا و ربما يغيب النشيد الوطني و هو اجمل نشيد عرفته اليمن.
هنا تظهر الصورة التي اكدنا على رسم مسارها بين اطراف الصراع و حلفائهم من الخارج في اطار محاصصة و غنيمة لا مجال معها للوطن.
المراهنة على ان الشعب لم يعد يتحمل المعاناة و لا المعيشة القاسية و ان العامة ستقبل بأي تسوية لهذا؛ فان حصار المدن و تعميم التفجيرات و تكثيف عملياتها كانت تكتيكا لقبول العامة بحل يضع اليمين الجمهوري في السلطة – و هو تكتل فيه لاعبون جدد – و تهميش يساره من شباب ارادوا مجدا لليمن و تهميش حقه اختيار طبيعة النظام الذي يحكمهم وفق قناعة تأصلت بالجمهورية و دلالاتها الثقافية و السياسية.
قد لا تبقى الجغرافيا موحدة و ستكون الفوضى أفضع مما هو حاليا و قد تبقى موحدة لصالح نخبة معادية للشعب تتخذ من الوطن مجالا للغنيمة و الفيد..؟