كانوا يلموننا على زيارة لم نبع فيها، واليوم هم يبيعون في عواصم كل الدول وأولها عاصمة قلعة الرجعية العربية كما كانوا يسمونها .. هذا يحدث في ظل عدوان و ليس في ظروف اعتيادية .. و من يدري حتى من يحاربوها اليوم ربما يركعوا لها اليوم أو غدا..
هم يتغيرون و لكن إلى الأسوأ .. و يلوموننا أننا لم نتغير؛ و ربما غدا يصفدوننا كـ”شياطين”.
(2)
كنت أتصفح صحيفة 26 سبتمبر فأكتشفت أن أكثر من يعمل ضد أنصار الله “الحوثيين” هم أنصار الله “الحوثيين” أنفسهم.
(3)
كل النظريات التي أرادت أدلجة المجتمع فشلت .. تجريب المجرَّب خطأ مرتين.
(4)
كل من يأتي للحكم يسيّج نفسه بالخطوط الحمراء .. و لكن هذه الخطوط حتى المقدسة منها لا تصمد طويلا و خصوصا في عصر ثورة الاتصالات والمعلوماتية .. يفترض أن يسيِّج الحكام أنفسهم بالعدالة و الحق و الحريات.
(5)
“اليسار” لم يعد متصالحا مع نفسه، على عكس اليمين.
(6)
عندما ارنو إلى أعمدة الكهرباء وأشاهد الصور في جنباتها أقول في سرِّي: كلهم مرّوا من هنا، و لكن لا متعظ..
(7)
ما حدث مع صديقي محمد المقالح جعلنا نتحسس رؤوسنا و نشعر بالرعب .. هذا الرعب ليس فقط من قبل سلطات الأمر الواقع، و إنما أيضا من قبل القطعان ونخبها المفسبكة .. غير أن الأهم في تقديري عدم الاستسلام .. دور المثقف الطليعي يكمن في كشف الفساد و مجابهة تزيف الوعي و مواجهة القمع كان من السلطات أو من القطعان .. مع التأكيد أن من ذهب إلى الرياض لن يكن البديل بأي حال، بل هم الخيار الأكثر سوءا و وبال.
(8)
الصادقين أو المخدوعين عندما يكتشفون الحقيقة كانوا مع هذا الطرف أو ذاك سنجدهم مع بعض في المستقبل بعد الانكشاف العظيم..
لذلك نقول للصادقين و المخدوعين حاولوا أن لا تفقدوا بعضكم أو تنالوا من بعض .. فالمستقبل سيجمعكم و إن فرق بينكم الحاضر بما يخدع و يلتبس.
(9)
ذبحوا تعز من الوريد إلى الوريد .. ساهموا في ذبحها .. حرضوا لذبحها و سلخها .. لم يسمعوا رجاءنا و لا توسلاتنا بتجنيبها الدم و الموت و الخراب .. كانوا يتحفزون لذبحها و كأنهم ذاهبين إلى عرس و ليس إلى حرب..
الأهم الآن حاولوا أن لا تستمروا .. توسلاتنا و كل رجاءنا.. قللوا من الكلفة التي تدفعها تعز..
تعز نحتاجها من أجل المستقبل فلا تدمروها حتى آخر عقل و آخر حجر..
(10)
مفاوضات..
يبدو أن المطلوب من اليمن أكثر بكثير مما يتحدثوا عنه في العلن .. إنه يصل إلى حد التاريخ و الجغرافيا.
(11)
عندما كنت أتحدث بوجع عن النفس العنصري للحراك في الجنوب قبل الحرب و أثناءها و اليوم، بل و قد تحدثت عن ذلك منذ سنوات فإن الواقع اليوم يشهد أنني لم أكن واهما بل كنت أتحدث عن واقع الحال، و الذي يزداد وضوحا كل يوم بل و اليوم صار الواقع بما تحدثت صارخاً.
(12)
نكبة وطن..
تذكروا قاتل أبناء القبيطة في ردفان .. القاتل الذي رفض أن يسقيهم شربة ماء قبل قتلهم .. قاتل الطفل الذي عمره 13 عام .. الخبجي محافظ لحج يعين القاتل مساعداً لمدير الأمن في محافظة لحج..
نكبة الوطن أن يتحول المظلوم إلى أظلم من ظالمه .. و ضد من..؟ّ! ضد الضحايا الذي كانوا بالأمس و لا زالوا ضحايا إلى اليوم.
(13)
سقطرى غالية يا سقط..
سقطرى وطن يا “بياعين القلعة ببلعة”.
(14)
من يتخلى عن سقطرى اليوم سيتخلي غدا عن حضرموت..
تذكّروها فقط..
(15)
مستنقعات العنصرية تتفجر في عدن..
(16)
الحراك يصنع اليوم في عدن مقدمات زواله.
ما يجري في عدن يكشف قبح عنصرية الحراك و انسداد مستقبله السياسي..
الممارسات العنصرية لا تخدم غير حزب الإصلاح و القاعدة و داعش..
سيدفع الحراك ثمن ما يقوم به من تمييز عنصري..
(17)
الزعم أن شلال والزبيدي غير موجدين وأنهما بالإمارات عذر أقبح من ذنب وتبرير مهترئي و ضعيف و لا يمر حتى على خروف غبي .. هل في فمهما حجارة؟! ما يحدث من ممارسات عنصرية و ترحيلات إجبارية و انتهاكات يومية ضد أبناء الشمال في عدن كافي أن تستنطق الحجارة و ليس محافظ أو مدير .. على الأقل دافعوا و أكذبوا بما في إمكانه أن ينطلي حتى على الأغبياء لا العقلاء.
(18)
افهمونا فيما ليس بحاجة إلى إفهام.
عندما يتولى علي سيف قاتل بائع الحلاوة ورفقته ومن ضمنهم طفل عمره 13 سنة و يتم تعينه مساعدا لمدير الأمن في محافظة لحج .. ومن الذي يعينه؟! القيادي الحراكي ناصر الخبجي محافظ لحج؛ الذي أستنكر بشاعة الجريمة أيام ما كان يلعب سياسة و يضحك علينا..
عندها من حقنا أن نصاب بالهلع و نشعر أننا نخوض معركة وجودية ضد العنصرية .. و ضد الحراك الذي يريد طردنا و تهجيرنا إلى الشمال.
(19)
لا يريدون إيقاف اطلاق النار لأن هناك مشروع يتم تنفيذه على الأرض .. و ما التهجير العنصري للشماليين من عدن و الإمعان في التنفيذ إلا أحد مفرداته و ملامحه..
إن لم يتم إيقاف اطلاق النار و التمسك بهذا الشرط قبل الدخول بأي تفاوض معناه إن الحرب ستستمر حتى يتم تنفيذ الأركان الرئيسية للمخطط و للأجندة الرئيسية المطلوب تنفيذها على الأرض.
ما يحدث في عدن هو بدرجة من الأهمية تجعل جميع اليمنيين يندمون؛ و لكن ندم بعد فوات الأوان.
(20)
عدم إيلاء أطراف التفاوض أهمية قصوى لما يحدث في عدن من تهجير عنصري يحمل أحد الاحتمالين:
1- غباء سياسي مركب ومكثف لدى أطراف التفاوض أو بعضها.
2ـ تواطؤ مع مخطط يستهدف اليمن أرضاً و إنساناً و جغرافيا من قبل تلك الأطراف أو بعضها بإدراك أو بدون إدراك المألات.
الخلاصة هي أن اليمن يمر في خطر عظيم و غير مسبوق.
(21)
صمت القوى السياسية و الأحزاب اليمنية و المجتمع الدولي عمّا يحصل في عدن من تمييز عنصري يثير ألف سؤال و سؤال.
(22)
ما يحدث في عدن من تمييز عنصري أسماه عبد الباري عطوان تطهير عرقي..
تصوروا أي مستقبل سياسي للحراك عندما تلصق به هذه الصفة و الأفعال..
الحراك يتعلم بكلفة باهضة أقلها مستقبله السياسي.
غباء باهض الكلفة..
(23)
انكشاف القُبح و الدمامة و النوايا الخبيثة قبل أن نُخدع، يجعلنا فيما بعد الانكشاف يقضين و حريصين على أن لا نقع وقعة لم نقم بعدها أبدا..
في المحصلة .. للمعرفة حق علينا و لها كلفتها بقدر يقظتنا و رغبتنا في البحث و المعرفة..
(24)
أكثر من يخدم حزب الإصلاح أو الإخوان المسلمين في الجنوب اليوم هي الإمارات و الحراك العنصري .. الغباء يأتي ثماره و نتائجه عكسية .. الغباء يحيق بأهله.
العنصرية التي مارستها الإمارات و الحراك العنصري خلال الأربع الأيام الماضية في عدن، كشف خبث الطوية و الأجندة الآجلة و العاجلة للإمارات، و هذا الحراك، و في مجملها أفعال تثير التوجس و المخاوف بل و الصراع من أجل البقاء لأبناء الجنوب من أصول الشمال، و تقوض نفوذ الإمارات و الحراك العنصري على صعيد الواقع الاجتماعي و الوعي لصالح حزب الإصلاح أو الإخوان المسلمين التي تدعي الإمارات أنها تحاربهم.