العرض في الرئيسةفضاء حر

تغاريد غير مشفرة (8)

يمنات

أحمد سيف حاشد

(1)

جريمة التطهير العرقي في عدن ولحج مستمرة وتتم بإيقاعات سريعة، و جميع المتفاوضين يتعمدون تنحيتها جانبا لتمرير مخطط تقف خلفه دول العدوان.

و إذا كان موقف وفد الرياض مستساغا كونه الأداة المحلية لتنفيذ الأجندة السعودية والإماراتية في اليمن، فأن ما هو غير مفهوم أن لا يستخدم أنصار الله قوة هذه القضية الأكثر من هامة؛ و التي يجب أن تكون محل أولوية ملحة، و طرحها على طاولة الحوار بنفس قوة هذه القضية العادلة، و عدم الزحزحة نحو الخوض بقضايا التفاوض قبل أن يتم وقف جريمة التطهير العرقي التي تجري في الجنوب؛ لا سيما في محافظتي عدن و لحج.

(2)

لـ”المقاومة”..

في الأمس كانوا في خندق واحد و اليوم أستحال بينهم التعايش؛ بسبب ضيق لا يألف فسحة، أو على حد قول الشاعر: “لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها، و لكن أخلاق الرجال تضيقُ “.

الظافر بنصف النصر يطهِّر الآخر عرقياً .. يهجّره ويرحّله مرغماّ و ينكل به و يذلّه..

و غدا كل يصفي الآخر في الفريق الواحد حتى يصل الأمر للبيت الواحد، و يصير الوطن الكبير بحجم حبة الخردل و أصغر.

(3)

تفاحش الظلم إلى حد ارتكاب المظلوم من فداحة الظلم أكثر مما أرتكبه ظالمه..

نحن في العصر الأكثر سوءاً لا يأتي بشيء إلا اسوأ من سابقه..

آخر السيئين الحراك العنصري الذي يمارس التطهير العرقي في الجنوب على نحو حثيث ومتسارع لينجز مهمة هذا التطهير العنصري الممهور بالحقد والحقارة واللؤم..

لكن ما نحن واثقون منه أن كل السيئين سيُهزمون .. وكما هُزم الأولون سيكون هزيمة من يليهم ألعن و أفدح..

الزمن بيننا و لن ننتظر كثيرا..

(4)

كل حزب أو حركة فتية أو جماعة دينية أو سياسية تصل إلى الحكم، يستلزم لسقوطها أولا أن تنكشف و تتعرى و تسقط اخلاقيا أمام مجتمعها و شعبها و محيطها .. بعد ذلك تسقط بسهولة مُلك و أبهة و يجرفها التأريخ إلى مزابله..

ينطبق هذا أيضا على الحراك الجنوبي، الذي اليوم ينكشف على نحو غير مسبوق، و يحث الخطى نحو السقوط المروع في مستنقع العنصرية و القمع و الجريمة و اللصوصية..

(5)

عندما لا يُطرح بقوة على طاولة المفاوضات قضية التهجير القصري و الممارسات العنصرية و التطهير العرقي الذي يتم ممارسته في عدن ضد أبناء الشمال، بل و أيضا أبناء الجنوب المنحدرين من أصل شمالي، يتضح لنا أن جميع أطراف التفاوض مداهنة و متواطئة مع هذه الممارسات بسبب الأجندة الضيقة لأطرافها، و ارتهانها لتلك الأجندة و من يقف وراءها من دول التحالف و العدوان.

و في المجمل تعكس بوضوح تام ليس عدم الشعور بالمسؤولية و قلة الحساسية الوطنية عند جميع أطراف التفاوض، و إنما التآمر على الوطن و الشعب و المستقبل، و التورط البالغ لتلك الأطراف بما لا يقل عن الخيانة العظمى و البالغة الخطر و الضرر على الوطن حد النكبة..

(6)

احجام أنصار الله على طرح قضية التطهير العرقي في الجنوب على نحو جاد و محوري في المفاوضات يثير كثير من الريبة و يمكننا أن نفترض الآتي:

1- معاقبة و تشفي أنصار الله بأبناء تعز لموقفهم أو موقف جلّهم في الحرب، لاسيما الحرب الداخلية.

2- غباء سياسي و خيم و جهل مطبق، لأن من السياسة و المبدأ و الفطنة أن يتبني أنصار الله بقوة هكذا قضية و بهذا البعد الوطني.

3ـ إن تفاهمات ظهران الجنوب قد أسدلت الستار على القضايا الكبرى بيعا و شراء، و أن هذه التفاهمات قد جاءت على حساب الشعب و الوطن و القضايا الرئيسية و منها قضية الجنوب.

زر الذهاب إلى الأعلى