تحاول امريكا منذ فترة ان يكون لها موطئ قدم في اليمن، و قد حاولت عدة مرات تحت ما يسمى مكافحة الارهاب؛ لكنها فشلت خصوصا بعد دخول انصار الله صنعاء، و بالتالي غادرت صنعاء؛ اعقبها مغادرة جنودها لقاعدة العند.
و في هذه الايام عادت امريكا من جديد الى اليمن عبر بوابة قاعدة العند و المكلا بعد ان تم التمهيد لذلك بحرب شاملة على اليمن، و التي ادت الى زيادة نفوذ القاعدة و داعش في اليمن، خصوصا في محافظات الجنوب، فوجد الامريكان الفرصة مواتية لهم لدخول اليمن المثخن بالجراح نتيجة الحرب و العدوان، ورأت امريكا عدم وجود ممانعة لدى معظم ابناء الجنوب في وجود الاجنبي، فما كان منها الا الدخول الى اليمن من جديد تحت مبرر محاربة داعش و القاعدة.
و من هنا بدأ سيناريو تقسيم الجنوب الى اقليمين، ثم فصله عن اليمن و يتلخص السيناريو في الاتي:
الايعاز الى هادي بالبدء بتطبيق الاقاليم و تعيين حاكمين لإقليمي عدن و حضرموت، يتضح ذلك من خلال وفد الحزب الاشتراكي اليمني الذي وصل الرياض، قبل فترة قصيرة و لقاءه بهادي، كون الحزب الاشتراكي هو من كان يحكم الجنوب قبل الوحدة، و هو من عارض فكرة تقسيم الجنوب الى اقليمين أثناء مناقشة الاقاليم بعد مؤتمر الحوار، و كان يصر على بقاء الجنوب موحدا في اقليم.
من خلال الزيارة الأخيرة لوفد الاشتراكي إلى الرياض ستحاول قوى العدوان اقناع قيادة الاشتراكي بفكرة تقسيم الجنوب الى اقليمين، ما يعني أن العدوان يهدف الى تقسيم الجنوب و السيطرة عليه عبر القوة التي دخلت المكلا، و المشكلة من الاماراتيين و أبناء حضرموت الذين جندهم الاماراتيين في معسكرات رماة و المسيلة، و هو ما سيطلق عليه جيش اقليم حضرموت.
و في عدن الامارات دعمت شلال شائع و عيدروس الزُبيدي لإنشاء قوة عسكرية و أمنية على اساس أن تكون جيش لإقليم عدن.
و من هنا تكون الامارات قد ضمنت السيطرة على جزء من الجنوب، و هو اقليم عدن، مع وجود الحماية الأمريكية في قاعدة العند، و تكون السعودية ضمنت السيطرة على اقليم حضرموت، مع وجود الحماية الامريكية بمطار الريان، و الذي سوف سيصبح قاعدة أمريكية فيما بعد.
فيما يخص الانفصال عن الشمال، اتوقع ان تقوم الامارات و السعودية بالإيعاز الى حلفاءها الجنوبيين بعمل مظاهرات عارمة، تطالب بفك الارتباط عن الشمال، و بدورها ستتبنى أمريكا الطلب دوليا، و ليتم اصدار قرار بحق تقرير مصير ابناء الجنوب.
فيما يخص الشمال سوف تضع الحرب اوزارها، و ستحاول السعودية الخروج من المأزق، و ان فشلت في محاولة فرض حلفاءها الشماليين عندها سوف تقوم بحوار مباشر مع انصار الله و القوى الشمالية الفاعلة، و ستعترف السعودية بجوار انصار الله، و ما تصريحات الجبير ببعيدة.
أما ما يخص المرتزقة من ابناء الجنوب سوف يقال لهم ارجعوا الان قمتم بدوركم عودوا مواطنين في الجنوب، اما مرتزقة الشمال فستستمر استضافتهم إلى حين عمل سيناريو جديد يلعبوا فيه دور الكومبارس.