مبادرات حل الصراعات في الشرق الأوسط لا تؤسس لحالة استقرار دائم
25 مايو، 2016
414 3 دقائق
يمنات
د. فؤاد الصلاحي
للعلم جميع المبادرات الاقليمية والدولية الخاصة بحل الصراعات السياسية في منطقة الشرق الاوسط لم تؤسس لحالة استقرار دائم ولم تؤسس لدولة يتم اعادة بنائها وفق غايات وطنية.
و الدلائل من واقع مُشاهد ومُعاش كما في حالة لبنان واليمن والعراق وفلسطين وافغانستان؛ وحاليا يتم اعداد نفس الطبخة لسوريا وليبيا .. جميعها لامجال لدولة وطنية فيها.
في لبنان شرعنت اتفاقية الطائف بتوافق حزبي ومليشاوي للطائفية السياسية، الأمر الذي اضعف الدولة مقابل قوة الزعامات الطائفية، والتي ظهرت احداها لتحتل وظائف الدولة كلها وتهيمن على الفضاء السياسي والمدني.
و اليمن عام 1970، كان الاتفاق في اهم ايجابياته يتمثل في ابقاء اسم الجمهورية التي تم افراغها من الداخل وفق توافقات جهوية ولاحقا قبلية ومذهبية بالاستناد الى مراكز القوى، الامر الذي اضعف الدولة ومؤسساتها وهو الحال الذي ستؤول اليه الدولة وفق محادثات ومبادرات قادمة لا تستند على اسس وطنية، مثلما كانت مبادرة عام 2011 تستهدف وأد الثورة والانحراف بمسارها، وهو امر اصبح واضح لكل ذي عينين.
و اليوم يتم اعتماد مبادرات متعددة بإشراف اممي ورعاية الدول الكبرى، لكن مضمونها واحد لتؤسس لحالة من التشرذم واعادة الجهويات لتكون فاعلة سياسيا مقابل اضعاف الدولة الوطنية والشعور الوطني، وهو امر يؤسس لصراعات قادمة اشد مما هي اليوم..؟