هل ستصبح “ظهران” عاصمة التهدئة الميدانية و”الرياض” عاصمة “الطائف اليمني”..؟
18 يوليو، 2016
391 6 دقائق
يمنات
حسين الوادعي
هل يحق لنا أن نتوجس خيفة ونحن نسمع المبعوث الأممي يقول أننا أمام “مفاوضات الفرصة الأخيرة”..؟
يبدو ذلك.
فلا الضغوط الدولية ولا المبادرات الأممية ولا الرعاية الإقليمية استطاعت أن تخترق المواقف المتصلبة لطرفي الصراع.
بعد التصريحات النارية لهادي في مأرب تكاد تتحول المفاوضات من طرف الوفد الحكومي إلى “مفاوضات حول هادي”.
فلم يعد وفد الحكومة إلى الكويت إلا بعد ضمان تأجيل بحث موضوع الرئاسة ونقل سلطة هادي الى نائب توافقي أو مجلس رئاسي.
وتبدو عقدة هادي العقدة الأكبر في مواقف الوفد الحكومي. فأول بنود الحل السياسي هو رحيل هادي، وهو ما يبدو صعبا ما دام هادي هو رئيس الوفد ومحدد اجنداته وخطواته.
وما تغيير أعضاء الوفد الحكومي وتقديم ثلاثة من “صقور الإخوان” إلا مؤشر على نوايا واضحة لرفع سقف المطالب والخلافات.
يضاف إلى ذلك معضلة تسليم السلاح إلى سلطة لا وجود لها في الميدان شمالا أو جنوبا.
أما الحوثي وصالح فلا زالوا مصرين على تحويل المفاوضات إلى مفاوضات حول “تثبيت الأمر الواقع”. وهو توجه يريد تحويل التفاوض إلى مساومة سياسية لن تغير شيئا في حقيقة سيطرتهم بالقوة على كل الشمال.
والحقيقة ان الحوثي وصالح لا زالوا واثقين من قدرتهم على إزاحة صف الشرعية على المدى الطويل وتحويل التفاوض الى تفاوض مباشر مع السعودية والإمارات.
ورغم التزام الجميع علنيا بالقرار 2216 كإطار للحل الا أن الواقع يقول أنه لا يمكن ان يحل النزاع دون تعديل في القرار يراعي تعقيدات الميدان
فالطريقة الوحيدة لـ”التنفيذ الفوري والمباشر” هي الانتصار العسكري وهو ما لم يتحقق خلال السنة والأرجح أنه لن يتحقق خلال السنة الجارية أيضا.
هل ستستمر جولات المفاوضات والجبهات المشتعلة دون حسم على الطريقة السورية..؟
أم أن عبء الملف اليمني سينتقل من الامم المتحدة الى الرياض، فتصبح الظهران عاصمة التهدئة الميدانية وتصبح الرياض عاصمة “الطائف اليمني” لتدخل اليمن سلام الوصاية والانتداب..؟
لا يمكننا ان نتفاءل بحل قريب او مثالي.
خاصة وأن المفاوضات حتى الآن “مفاوضات حول الشمال”. أما الجنوب فله مساره الخاص بحضور الانتداب الإماراتي والنزعة القوية للابتعاد عن الشمال ما أمكن.
ولا أتوقع مفاجئات قادرة على حلحلة جمود المشهد اليمني.
ونأمل أن تكون “كويت 2” مفاوضات الحل الممكن لا مفاوضات الفرصة الأخيرة.