العم جون كيري، لم يقل أي شيئ جديد على الاطلاق، فقط كرر ماتقوله حكومته منذ اليوم الأول للعدوان السعودي على اليمن.
يفصل الخطاب الامريكي، بين العدوان السعودي على اليمن، وبين الصراع السعودي الايراني، ففي الثاني، يقف دوما مع السعودية ويقول انه ملتزم بأمنها، ويجدد مخاوفه من تحالف ايراني حوثي، وليس ايراني يمني، فالمسألة نختلفة حين يكون عناك تحالف بين دولة وجماعة، وبين تحالف دولة ودولة.
ولكن امريكا للان تقول للسعودية: الحوثيون ليسوا ايرانيينأما في الحرب السعودية على اليمن، فامريكا، ليست مهتمة كثيرا، هي تقول للسعودية: المهم تحاربي بشكل ذكي، عادي اقتلي كم ماتشتي من اليمنيين، بس بشوية ذكاء، لاتحرجي حلفائك، فعنندنا موسم انتخابات والعداء للسعودي يتنامى في امريكا، فلاتضطري حلفائك لاثبات انهم أفضل منك، ويعلنوا كل يوم ادانة حربك.. وكل يوم يتنصلون عنك، وكل يوم يقولون للعالم، هي حرب السعودية وليست حرب امريكا..
امريكا أكثر الدول تعاملا مع حقيقة أن العدوان السعودي شيئ، والحرب اليمنية اليمنية شيئ آخر.. لذا هي تترك الحديث عن العدوان السعودي للسعودية، وبالكثير تعمل معها كمستشار.
وبشأن الصراع اليمني اليمني، فان واشنطن، ومنذ تخلى سفيرها السابق عن دوره، للمبعوث الأممي جمال بن عمر، تواصل ذات الدور، تكتفي بالعمل مع ولد الشيخ، ولهذا أعاد كيري التأكيد على خطة “الولد”، باستثناء طفيف، تعلق بعدم الفصل بين المسارين.
وسأقول لكم، سرا، أن سؤالا قادما من واشنطن، وجه لصنعاء قبل أيام، يستسفر عن سر رفض وفد صنعاء التوقيع على اتفاق ينص على الحكومة ولجنة مستقلة امنية وعسكرية، فكان رد صنعاء: الاتفاق لاينص على الحكومة الا كمرحلة ثانية، ويبدو أن الخبراء المعنيين في الخارجية الامريكية بالشأن اليمني، توصلوا لرؤية تستوعب ذلك، واعلن كيري انحياز بلاده لها، وهي عدم الفصل في المسارات، بل حكومة وحدة وطنية، ولجنة مستقلة للسلاح والامن، وهي التي عبر عنها كيري بوصفها “الطرف الثالث”.
وهذا كان خلافا لم يحسم، من قبل اطراف التفاوض، هل تكون اللجنة العسكرية والامنية مستقلة من الجميع أم ممثلة للاطراف، وفي الحقيقة فان الحديث عن لجنة مستقلة هو قفز على واقع اليمن، فنحن لسنا في السويد حتى يكون المستقل قويا بذاته، لاقوة لأي لجنة لاتكون معبرة عن الاطراف القوية خارجها..
حرصت بلاد العم جون كيري، أن تذهب الى الرياض لتتحدث عن كل شيئ، الا مزيدا من الحرب على اليمن وعاصمتها تحديدا، فان كان هناك حل سياسي، ستكوم قد تحدثت عنه، وان واصل العدوان السعودي قتله اليمنيين وتمزيق اليمن، تزيد هي من ثمن بيعها السكوت للجار الغني، دون أن تلتزم له بشيئ، وتتكر القرار الميداني لقوة اليمنيين وصمودهم..