عضو في الكونغرس يشكّك في مهنية الفريق الذي أنشأه التحالف السعودي لأغراض التحقيق في انتهاكات حقوق الانسان في اليمن
يمنات – وكالات
تناول موقع “ذي هيل” مضمون الرسالة التي وجّهها أحد أعضاء المؤسسة التشريعية الأمريكية إلى مندوبة بلاده في الأمم المتحدة من أجل دعم التصويت المقرّر في مجلس حقوق الإنسان الأممي هذا الأسبوع، على قرار يسمح بـ “إجراء تحقيق مستقل في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن”.
وقد نشر الموقع المقرّب من البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي، فحوى رسالة النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا، تيد ليو، التي قال فيها إن “القتل المتكرر للمدنيين من جانب قوات التحالف السعودي، المدعومة أمريكياً، لا يشكّل انتهاكاً لضميرنا الأخلاقي وحسب، بل إنه يحطّ من شأننا وسمعتنا ومكانتنا في العالم”، مناشداً السفيرة الأمريكية في المنظمة الدولية، سامنثا باور، توفير الدعم لإجراء “تحقيق دولي” مستقل ومحايد بشأن الأوضاع في اليمن.
وقد شدّد التقرير الذي جاء بعنوان: “نائب ديمقراطي يضغط في اتجاه دعم قرار مجلس حقوق الإنسان الأممي حول اليمن”، على أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يناقش إصدار قرار من شأنه أن يدعو إلى إيفاد “بعثة مستقلة” للأمم المتحدة تحظى بمساعدة من الخبراء المعنيين لرصد وتقديم تقرير عن وضع حقوق الإنسان في اليمن، إلى جانب جمع وحفظ معلومات عن الانتهاكات والاعتداءات هناك، مذكّراً بالحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن منذ العام 2015، وبالدعم الذي تحظى به من الولايات المتحدة على أكثر من صعيد، لا سيما لوجستياً واستخبارياً، فضلاً عن صفقات الأسلحة المعقودة بمليارات الدولارات بين الرياض وواشنطن.
كذلك، لفت التقرير الذي أعدّته ريبيكا كيل، إلى “الانتقادات المتزايدة” داخل أروقة الكونغرس الأمريكي للحرب في اليمن التي تدعمها إدارة الرئيس أوباما، وإلى نجاح بعض أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين والديمقراطيين في تحقيق “انتصار” على صعيد “لفت الأنظار” إلى الانتهاكات الحاصلة في تلك الحرب، وذلك خلال جلسة المجلس الأسبوع الماضي، التي فشلت في منع وقف مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى الرياض.
كما عرّجت الكاتبة على حصيلة الضحايا المدنيين جرّاء تلك الحرب، التي وصلت، ومنذ انهيار محادثات السلام في أغسطس الماضي، إلى 329 مدنياً، وهي حصيلة تشمل سقوط 149 مدنياً في شهر سبتمبر الحالي، 129 منهم ذهبوا ضحية نيران التحالف، وفق مسؤولين في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، علماً أن إجمالي عدد المدنيين القتلى في حرب اليمن، يبلغ 3980، في حين يصل إجمالي عدد الجرحي إلى 6909، وذلك منذ مارس 2015.
كما ورد في التقرير أن تيد ليو، الذي كان في عداد النواب الـ 60، ممن وجّهوا رسالة إلى الرئيس الأمريكي الشهر الماضي من أجل حثّه على وقف صادرات الأسلحة إلى السعودية، شكّك في مهنية الفريق الذي أنشأه التحالف السعودي لأغراض التحقيق في المعلومات الواردة بشأن وقوع إصابات بين المدنيين اليمنيين، وفي أعمال لجنة التحقيق اليمنية التي خوّلها النظر في صحة وجود انتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن، معتبراً أن اللجنة المذكورة “ثبت عدم كفايتها وأهليتها”.
وأضاف ليو، المعارض لحرب السعودية في اليمن، بالقول “إنه من الواضح تماماً أن كلا الكيانين فشلا في إثبات نزاهتهما وحياديتهما، وفي تعزيز المساءلة والمحاسبة، وفي وقف المزيد من الأعمال الوحشية”، مشدّداً على أنه “هناك حقيقة ماثلة أمامنا الآن، وهي أن المملكة العربية السعودية، التي واصلت، على نحو متكرر، قتل المدنيين في اليمن، واستهداف مستشفيات ومدارس هناك، لا يمكن لها أن تحقق بنفسها، وبنزاهة، في العديد من الفظاعات وانتهاكات حقوق الانسان، التي ترتكبها” داخل ذلك البلد.
إلى ذلك، تساءل ليو حول ما “إذا كان استهداف المدنيين من قبل طيران التحالف، يتم عن عمد، أو إذا كان ناجماً عن الفشل في التمييز بين المدنيين، والأهداف العسكرية”، الأمر الذي يعد، في الحالتين “جريمة حرب”، وفق عضو الكونغرس الأمريكي.
إلى ذلك، أوضح ليو في رسالته إلى باور، أن الشعب اليمني، يتعرض لـ “مختلف أشكال المعاناة الإنسانية التي يمكن تخيّلها”، متوقفّاً عند ما لحظه خلال عمله مع عدد من الهيئات والبعثات الأممية بشأن تحميل العديد من اليمنيين للولايات المتحدة “المسؤولية عن أعمال وتصرّفات التحالف السعودي” في بلادهم، قبل أن يحذّر من أن “كل قنبلة أمريكية الصنع تسقط على الأطفال والمدنيين في اليمن” تسهم في خلق “عدد لا يحصى من الفرص لتجنيد إرهابيين”.