عشية الذكرى السنوية الـ”54″ لثورة اكتوبر .. اليمن بأربعة رؤوس .. رئيسان وسيد وزعيم موزعون بين صنعاء وصعدة والرياض
يمنات – صنعاء – خاص
استقبلت اليمن الذكرى السنوية الـ”54″ لثورة 14 أكتوبر ضد المستمر البريطاني، هذه العام، كما استقبلته العام الماضي، في ظل حرب ضروس و حصار جوي و بحري.
و زاد هذا العام بأن حلت سنوية 14 أكتوبر في ظل حرب اقتصادية و ظهور المجاعة في اقليم تهامة و انتشار مرض الكوليرا في أكثر من محافظة.
و علاوة على ذلك بدت اليمن عشية الذكرى السنوية لثورة اكتوبر بأربعة رؤوس، كل منهم تحدث في المناسبة بخطابات حرب و مناشدات و تنديد و دعوات للتحشيد و القتال.
وجهت الخطابات الاربعة لعموم الشعب اليمني، و كلها تتحدث باسمه، في حين بات هذا الشعب الذي تحول قادته إلى ناطقين باسمه، بات مهددا بالموت جوعا جراء الحرب الذي تحصد ارواح المواطنين و الحصار الاقتصادي الذي نقل 7 مليون يمني إلى مستوى المجاعة.
و مع كل ذلك، بدت اليمن عشية ذكرى ثورة أكتوبر الـ”54″ بأربعة رؤوس، رئيس في الرياض و أخر في صنعاء و سيد في صعدة و زعيم في صنعاء.
أخر ورقة للعدوان
و بالمناسبة قال رئيس المجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد، في خطابه، إن التدخل الأمريكي المباشر الذي يتم الإعداد له، هو آخر ورقة سيستخدمها العدوان على اليمن.
و أشار إلى أن الأمريكان، لا يمكن أن يبرزوا بشكل مباشر إلا متى ما ضمنوا أن تدخلهم سيحقق نتائج في الميدان.
و نوه أن الامريكان قد حسبوا، حسب تقديراتهم، أن الفرصة أصبحت مواتية، و أن ثمانية عشر شهراً قد أنهكت الجيش اليمني و لجانه الشعبية، و سيكون تدخلهم حاسماً ليظهروا لمن سماهم عملائهم و خصومهم أنهم هم الأقدر على الحسم.
و استدرك بالقول: لكن كل هذه التقديرات هي في مخيلتهم.
و أردف: الشعب اليمني وقوته الدفاعية الضاربة سيفاجئون المعتدي بصمود قل نظيره و ضربات تسقط كل حساباتهم التي يعتمدون عليها.
و جدد الصماد الدعوة للشعب بالنفير و فتح المعسكرات لاستقبال المقاتلين لمواجهة التحديات التي تحدق بالبلاد.
و دعا العالم أن يصحو من غفلته و أن يقول كلمته لزجر هذا العدوان، إن كان بقي من ضمير في هذا العالم.
و أشار إلى أن المنظمات الدولية، و في مقدمتها الأمم المتحدة، لن تجرؤ على تبني أي موقف لوقف العدوان و رفع الحصار ما دام هناك رغبة أمريكية وإسرائيلية لاستمراره.
و لفت إلى أن مواقف الأمم المتحدة هو انعكاس للمواقف الأمريكية. مشيرا إلى أنه ما دام الامريكان مصممون على التصعيد، فلن تجد المنظمة الدولية موقفاً مغايراً للبوصلة الأمريكية.
احتلال الحديدة
و في السياق ذاته كشف زعيم أنصار الله “الحوثيين”، عبد الملك الحوثي، الولايات المتحدة بالتخطيط لاحتلال مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، غرب البلاد.
و قال الحوثي في بيان له نشرته قناة المسيرة مساء الخميس، قصف مراكز البحرية اليمنية جريمة أمريكية تمهد لعملية عدوانية تستهدف الحديدة بهدف إلحاق المزيد من الأذى والمعاناة لليمنيين.
و دعا الجيش و اللجان الشعبية إلى إلى اليقظة العالية و الاستعداد التام لدحر المعتدين الغزاة.
و أكد على أهمية رفد و تحشيد جبهات القتال بهدف إجبار المعتدين على وقف عدوانهم، منوها إلى أن ذلك يعد مسؤولية دينية و وطنية و إنسانية.
و لفت إلى أن ذكرى ثورة أكتوبر تأتي هذا العام متزامنة مع ملحمة تاريخية أخرى يخوضها اليمنيون، في مواجهة العدوان و الغزو الأمريكي السعودي الذي يسعى إلى تدمير و احتلال البلد واستعباد الشعب، مرتكبا أبشع الجرائم و التي كان أخرها مجزرة الصالة الكبرى بصنعاء.
تدويل الصراع
من جانبه قال الرئيس السابق علي عبد الله صالح، إن نظام آل سعود وبعد فشله في تحقيق أهدافه التي رسمها لعدوانه الظالم الغاشم على اليمن أرضاً وإنساناً عاد اليوم محاولا إشعال المنطقة من خلال تدويل الصراع المسلّح في منطقة البحر الأحمر و مضيق باب المندب.
و أشار في كلمة له بالمناسبة، أن السعودية استدرجت الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة الفعلية و المباشرة في العدوان على بلادنا تحت ذريعة الرد على ما زعم أنه اعتداء على البوارج الأمريكية، بقصف الشواطئ و استهداف المناطق الحيوية و السكنية على الشريط الساحلي اليمني و إقلاق الملاحة الدولية.
و أكد أن ما حدث من اعتداءات مزعومة على بعض السفن الحربية الأمريكية كما يدّعون لم يكن للجيش و اللجان الشعبية أي ضلع فيها.
و اعتبر أنهم يريدون بذلك إيجاد ذرائع للتدخل الأمريكي العسكري المباشر في العدوان على بلادنا.
و ناشد صالح المجتمع الدولي و كل الدول المحبة للسلام و في المقدمة الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي إلى تحمّل مسؤولياتهم في إيقاف هذا التهوّر غير محسوب العواقب للنظام السعودي و حليفه وداعمه الأساسي الولايات المتحدة، و وضع حد لهذا العبث الذي يُراد من خلاله الإمعان في قتل الشعب اليمني و تدمير البلاد و الزج بالمنطقة في أتون صراع مسلّح و حرب غير متكافئة في منطقة البحر الأحمر و مضيق باب المندب بهدف عرقلة الملاحة الدولية و تحميل اليمن تبعات تلك الأحداث.
أخر الحروب
إلى ذلك قال الرئيس عبد ربه منصور هادي، في خطاب له بالمناسبة، إن الشعب اليمني يخوض اليوم معركته الأخيرة التي لن يتراجع عنها.
و أضاف أن هذه المعركة ستكون آخر الحروب بإذن الله و فيها سيلفظ الشعب ما سماها “القذارات” الى مزابل التاريخ.
و أكد أن الشعب اليمني سيمضي لاضاءة دروبه بدماء الشهداء و تضحيات الرجال.
و لفت إلى أن التاريخ يمضي الى الأمام و الشعب لايمكن أن يركع لنزوة فرد مريض أو جماعة بلا أخلاق أو ان يكون مرتهاً لإيران و أطماعها و نهجها .
و قال: لا يمكن مطلقا ان يتقبل الشعب اليمني الحر و الكريم التجربة الايرانية.
و نوه هادي إلى أنه بصدد دعوة الهيئة الوطنية للرقابة على مخرجات الحوار الوطني للانعقاد في الفترة القريبة القادمة و ممارسة مهامها المناطة بها لمراجعة مسودة الدستور.
و لفت إلى أن السلام سيبقى هدف لا مجال للحياد عنه، اذا ما انصاعت ما سماها بـ”المليشيات” للمرجعيات المتفق عليها . منوها إلى أنه لا تراجع عن المرجعيات مطلقا، و الممثلة بقرار مجلس الأمن الدولي 2216 والمبادرة الخليجية واليتها التنفيدية ومخرجات الحوار الوطني.