محاولات من داخل التحالف السعودي لإجهاض معركة الساحل الغربي..!
يمنات
عبدالعزيز ظافر معياد
ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها السعودية وحلفائها عن عملية عسكرية هدفها السيطرة على مدن الساحل الغربي الممتد من باب المندب الى ميدي القريبة من جيزان، فقد تكرر الاعلان عن مثل هذه الرغبة خلال الاشهر الماضية، الا انه تم التراجع عنها بصورة غامضة، ومع ذلك يبدو الامر هذه المرة أكثر جدية لعدة أسباب منها:
الأول: التصريحات العديدة من قبل قيادات عسكرية موالية لهادي وتسريبات إعلامية مكثفة ومتواصلة منذ الأسبوع المنصرم جميعها تتحدث عن حشد كميات هائلة من الاليات العسكرية تجاوزت 500 مركبة عسكرية ونحو 90 دبابة لشن عملية واسعة للسيطرة على الساحل الغربي لليمن، علاوة على تكثيف طائرات التحالف غاراتها على اهداف بامتداد الساحل خاصة قبالة موانئ المخا، الخوخة، الحديدة، الصليف، و ميدي، وكذلك محاولة قطع طرق التواصل والامداد بين مدن الساحل والعاصمة والمحافظات الاخرى.
الثاني: تسبب التحول الذي كان قد طرأ في الموقف الدولي مع الكشف عن خارطة ولد الشيخ، في جعل هادي وحكومته اكثر استنفارا ورغبة في احداث تغييرا على الارض من شأنه إعادة الموقف الدولي الى ما كان عليه قبل اعلان مسقط، ويبدو جليا اقتناع هادي ومن معه بان السيطرة على الحديدة و حجة و تعز سيفي بالغرض، او حتى إسقاط احداها ربما يكون كافيا في حال كانت هناك عوائق او حسابات أخرى تحول دون السيطرة على ثلاثتها حاليا.
ارباك وتشويش
– مع ذلك ظهرت مؤشرات بأن هناك شيء ما يحدث لإجهاض عملية الساحل، و عادت الشكوك بحدوث تراجع جديد غير معلن في تنفيذ العملية او ان هناك عوائق مصطنعة تسببت في تأخير موعد اطلاقها سواء من داخل التحالف او المجتمع الدولي، و كل ذلك احدث حالة من الارباك والتشويش على الخطة، و من ذلك:
1- مغادرة هادي للإمارات بذريعة المشاركة في الاحتفال بالعيد الوطني وحضور قمة حماية التراث، في حين أن الاشراف المباشر على عملية عسكرية بحجم واهمية معركة الساحل، يفترض انه مقدم على حضور قمة محورها قضية لا تستدعي حضور هادي شخصيا لأعمالها وكان يكفي انابته لوزير خارجيته.
2- تراجع ولد الشيخ ضمنيا عن خطة كيري وذلك في تصريحاته الصحفية عقب لقاءه هادي في عدن قبل أيام، بصورة ربما جعلت هادي يتراجع عن قراره بضرورة حسم معركة تعز، و تفضيل ابقاءها كما هي نقطة للاستنزاف ولإشغال الشمال عن الترتيبات الجارية على قدم و ساق لإعادة بناء دولة في الجنوب.
3- الظهور الغريب والمفاجئ لـ”ابن مبارك” سفير هادي في واشنطن و خالد يماني مندوب هادي في نيويورك في حفل انفصالي بشيكاغو في ذكرى الاستقلال المجيد، وبصورة اقل ما يمكن وصفها بانها مثيرة لمشاعر اليمنيين، وربما انه تم إخراجها بهذه الصورة المستفزة بشكل متعمد لضرب المعنويات واخماد حماس القوات المنضوية تحت شرعية هادي واجهاض معركة تعز الفاصلة قبل ان تبدأ.
4- من غير المستبعد ان تكون هناك أسباب أخرى غير مباشرة الى جانب الفساد، تقف وراء تفجر الخلافات بين القيادات العسكرية المحسوبة على الإصلاح و هادي و الحراك الانفصالي بشأن كشوفات صرف المرتبات، فالخلاف بشأن الاسماء الوهمية والتشكيلات المحسوبة على المقاومة الجنوبية والمسلحين المحسوبين على الاصلاح ليس بالأمر الجديد، وكان يفترض معالجته او حتى التوصل الى حلول وسط بشأنه قبل الإعلان عن قرار صرف الرواتب، لكني لا استبعد ان يكون هناك من دفع قيادات في الحراك الموالي للإمارات تحديدا لتفجير المشكلة بصورة يصعب معها التوصل الى حل وسط، و لا شك ان هذا الخلاف قد القى بظلال قاتمة على عملية الساحل الغربي.
5- كما يعزز من صحة الطرح السابق، الاخبار التي تناقلتها مواقع إعلامية عن ارجاع مئات الجنود الى عدن ممن تلقوا تدريبات في ارتيريا بعد رفضهم المشاركة في عملية الساحل الغربي لتضمنها عملية انزال عسكري على الساحل لم يكونوا يعلمون بها.
– وهنا لا يستبعد ان يكون للإمارات بصمة فيما يحدث، وكنت قد اشرت في مقالي قبل الأخير بأن نظام ال زايد قد يعمل على ارباك او اجهاض العملية قبل او اثناء تنفيذها لحسابات خاصة به وامتداد لدوره الغامض منذ بداية العدوان، لكن في الوقت ذاته ما زال مضي السعودية والموالين لها في تنفيذ مغامرتهم او جزء منها هو الأكثر ترجيحا من وجهة نظري وان تأخروا في تنفيذها في وقتها المحدد مسبقا وبالذات مع تجاوز العملية مرحلة التحضير ودخولها مرحلة التنفيذ مع وصول القوات التي أرسلت الى مواقع الانطلاق في جزيرة كمران وذباب وميدي وفي اكثر من موقع قبالة الساحل.
– يعزز هذا الاعتقاد، العملية العسكرية التي نفذها التحالف والقوات الموالية له في محافظة شبوة في الثالث من ديسمبر الجاري، وطريقة ترويج اعلام التحالف لها وإبراز أهميتها والمبالغة في حجمها، فقد جرت العادة قبيل شن التحالف والقوات الموالية له عملية عسكرية واسعة ان يسبقها الإعلان عن تنفيذ عملية نوعية ضد القاعدة و من ثم الترويج لتحقيقهم إنجاز غير مسبوق ضد القاعدة ونصرا مزعوما في الحرب على الارهاب في مسرحية هزلية هدفها مغازلة الغرب وتجاوز أي تحفظات دولية تجاه شن عملية عسكرية واسعة ترتفع فيها احتمالات سقوط ضحايا مدنيين بأعداد كبيرة وما يرافقه من مخاوف الفراغ الأمني واستغلال القاعدة وداعش له، كما كان عليه الحال مع خطط سابقة لاجتياح العاصمة عسكريا او قبل عمليات السيطرة على المكلا وابين.
المصدر: حائط الكاتب على الفيسبوك
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا