تغاريد غير مشفرة (66) .. سوريا تنتصر
يمنات
أحمد سيف حاشد
(1)
خمس سنين من الدم والدموع والدمار إلا أن مسار التاريخ ووجهته تنتصر في النهاية.
حتى الردّة الحضارية مهما بلغ حجمها لن تنجح في إعادة التاريخ إلى محبس في مصبه أو ترجعه مهزوما إلى أوله.
وإن تراجع أو انكفاء التاريخ بضع سنين أو حتى عقود فإنها مجرد لحظات عابرة في مسار عريض ولا تزد عمر الواحدة منها عن زمن رمشة عين خاطفة إذا ما قورنت بعمر التاريخ المديد ووجهته التي ستحطم كل احتواء، وكل كابح أو اعتراض.
لحظة بزمن رمشة عين غير قادرة على أن تضع للتاريخ نهاية أو تنتقص من جلالة التاريخ المهاب.
من يعترضون مسار التاريخ لا يجنون في النهاية غير خسران مبين..
البداوة لن تبتلع حضارة العالم حتى وإن استخدمت البداوة نفايات الحضارة نفسها وطغيان بعض أربابها المنتفعين والجشعين والمنحرفين عن مسار التاريخ ووجهته.
(2)
من يحاول اعتقال التاريخ في محبسه، سيكتشف أنه واهم إلى حد بعيد، وستسحق دواليب التاريخ أحلامه السوداء وآماله الغابرة، وستكون هزيمته مكلفة وفادحة.
التاريخ ليس فسحة محارب أو جولة انتصار عابرة..
التاريخ ليس فرصة تقتنص في غفلة من الزمن..
التاريخ توجه عام وعريض إلى مزيد من الرقي والحضارة..
من يتحدى التاريخ ووجهته يتجرع مرارة الهزيمة علقم وصبار وصهير من نار..
حربان عالميتان لم تضعا للتاريخ نهاية رغم عرضها وهولها ..
ومن يفكر باعتقال التاريخ أو اغتياله غبي، وسيكتب التاريخ مقدار غباءه..
سينتصر التاريخ وستنتصر الحضارة وستنتصر الحياة مهما كان الموت باذخا ومنتشرا كالأوبة..
(3)
التاريخ يسحق اليوم في سوريا مال وآمال مشيخاته ومملكات الخليج بعد أن ظن حكامها أنهم مكروا بالتاريخ، وتمكنوا في ممكن مميت، ونالوا منه ما لم ينله العظام.
(4)
سوريا المثقلة بموت ودمار ونزيف لم يتوقف، تنتصر اليوم على كل نفايات العالم، وعلى أموال النفط القذرة، وعلى الساسة المنحطين، وخساسة حكام الموت المملوءة سقوط وحقارة..
(5)
اضعاف الإرهاب يهمّنا وإن كان في زحل
اضعاف الإرهاب انتصار لحرياتنا وحقوقنا وللمستقبل
(6)
عندما نتحدث عن انتصار سوريا لا يعني التغاضي عن الجرائم التي ارتكبت من هذا الطرف أو ذاك..
الجريمة يستحق مرتكبها العقاب أي كان.
من حائط الكاتب على الفيسبوك