تسلم وزير خارجية حكومة الإنقاذ ملف المفاوضات والانتقال بالسياسة الخارجية إلى إجراءات تضمن العودة الحقيقية للدولة قد يكون أهم ما نريده في أي جولة مقبلة للمشاورات..!
يمنات
عبدالخالق النقيب
على الصعيد العالمي تضاءلت تبريرات الحرب التي يخوضها التحالف تحت ما يسمى “عاصفة الحزم” وأخذت تكتسب طابع الانتهاكات الإنسانية وتتزايد أمامها حدة الانتقادات ، غير أن التحالف يواصل التسلح وارتكاب جرائم حرب بنزعة سادية ، الحصار والجوع يتفاقم ، والأطفال يُقتلون في مدارسهم ..! ولا شيء حقيقي وثابت في حصيلة المفاوضات إلى الآن ..!
التحالف العربي الذي تتزعمه السعودية هو من يحارب بفاشية ويتورط بانتهاكات جسيمة بالحياة المدنية ويبدي تجاهله التام بالتحذيرات الدولية ، ثم هو من يشرف على عملية المفاوضات ومساعي السلام التي ترعاها الأمم المتحدة ، في ثلاث جولات تفاوضية بدأت بمدينة جنيف ثم “بيال” السويسرية فالكويت ، وكان يستبق كل جولة تفاوضية بتصعيد عسكري واسع ، وإشعال جبهات جديدة يدفع لها بتعزيزات عسكرية أكبر من سابقتها لتتسبب في إطالة أمد الحرب وتعثر جهود السلام ..!
عملياً: المبعوث الدولي إلى اليمن لا يفكر بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني ، مستفيداً من الاجتهادات الفردية التي لا تتورع عن الاستهانة بمعاناة اليمنيين ..! وتبقى عليكم أن تصنعوا شيئاً ، أوقفوا المفاوضات السرية فوراً ، أعيدوا تشكيلة الوفد الوطني ليذهب إلى المشاورات المقبلة برأس واحدة لا رأسين.. اقطعوا الطريق أمام سباق التفاوض الفوضوي الذي لا يرتقي إلى بطولات المقاتلون في جبهات الحدود والحرب من مرغوا غطرسة المملكة وتحطمت على صلابتهم كل رهانات العدوان.
على المبعوث الدولي وعليكم أنتم أيضاً أن لا تستغلوا حاجتنا للسلام لنقبل بطريقتكم العقيمة في صنع السلام ، وعندما يصل ولد الشيخ إلى صنعاء سيكون الوقت مواتياً ليلتقي بن حبتور رئيس الحكومة ليتعزز حضور حكومة الإنقاذ الوطني المسؤولة أمام الجماهير ، وفي القليل أن يدرك المجتمع الدولي أن ميزان القوى على الأرض قد تغير، وأنه قد بات عليه التعاطي بجدية مع وزير الخارجية هشام شرف وبمستوى مناسب من المسؤولية ، هذه حكومة مسنودة بصلابة شعب صمد في وجه أعتى قوة عسكرية ، مكنوا “خارجية حكومة الإنقاذ” من ملف المفاوضات ودعوها تعمل بفرصة كاملة ، أخبروا العالم وكل الضغوطات أن تجاوز “الخارجية” فرضية غير قابلة للحديث..!
أظهر التحالف العسكري السعودي أقصى ما يمتلكه من قدرات عسكرية هائلة لإسقاط “نهم” والمناطق الساحلية القريبة من باب المندب وميدي في معركة ضارية يمكن وصفها بمعركة “كسر العظم” ، إلى اللحظة المعارك مستمرة وقوات التحالف تحاول إخضاعها لسيطرتها والذهاب بمساحة أوسع وسقف أعلى من الاشتراطات..!! غير أن زحوفاتها تتلقى انكسارات عسكرية مدوية ..!
لازالت نهم وميدي والمناطق الساحلية وباب المندب تحت حماية الجيش اليمني واللجان الشعبية، ويمكنكم التفاوض باقتدار، فالانتقال بالسياسة الخارجية إلى إجراءات تضمن المنطق الدبلوماسي التقليدي والعودة الحقيقية للدولة قد يكون أهم ما نريده في أي جولة مقبلة للمشاورات..! ويجب أن تذهب إلى أبعد من التعاطي الإيجابي لطرفي التفاوض الممثل لجماعة أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي واستجابتهما لنداء ولد الشيخ والجلوس معه بالطريقة القديمة كحزب وجماعة متمردة تحتاج أن تثبت في كل مرة أنها ليست كذلك..!
الاعتراف الضمني للمبعوث الدولي إلى اليمن بالمجلس السياسي وحكومة ابن حبتور سيمثل أولى الخطوات التصحيحية لمسار عملية السلام وصولاً إلى صيغة إجماع دولي وقرار أممي بوقف الحرب وإنهاء الاقتتال..!
للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا