عقب مغاردة المبعوث الدولي صنعاء .. شبح الانهيار المزمن يطارد التحركات العسكرية والسياسية لحكومة هادي..!
يمنات
عبد الخالق النقيب
على نحو باعث للانكسار والهزيمة السياسية انفجرت حكومة هادي المدعومة من قوات التحالف بوجه ولد الشيخ أحمد الذي غادر صنعاء عقب اعتراف ضمني بحكومة الإنقاذ التي شكلها حزب صالح وجماعة الحوثي في صنعاء، وهو الأمر الوحيد الذي كسر جمود المهمة الأممية، وزير خارجية هادي الذي استشاط غضباً من ذهاب المبعوث الدولي إلى مبنى الخارجية الحكومي في صنعاء واستقباله هشام شرف في لقاء لم يكن ودياً أو لمقابلة قيادي مؤتمري بل بوصفه رجل الخارجية الأول الذي تقدمه جملة من المتغيرات التي يصعب تجاهلها .. الهجوم الكبير الذي شنته حكومة هادي من مدينة عدن وصب جام غضبها على ولد الشيخ يفسر جزءاً من شبح الانهيار المزمن الذي يطارد كل تحركاتها العسكرية والسياسية..!
الأكثر وضوحاً هو أن مساعي التهدئة تتم على وقع اشتعال جبهات جديدة للقتال وبنحو غير مسبوق يرافقه تحشيد عسكري أكبر بكثير من حجم المعركة..! ما يعني أن الحرب لازالت تخضع لحسابات مفتوحة، وأن الإرادة الدولية التي تكتسب نفوذاً حقيقياً وتمتلك بيدها خيارات كثيرة لم تتدخل بعد لإنهاء الصراع القائم في اليمن..!
استعادة السلام الحقيقي الذي ينتظره اليمنيون كان بحاجة لبداية مغايرة وأن لا تنتهي بوادر السلام وجهود تفعليها إلى مصير غامض، إذ أن إعلان وقف الحرب يتطلب اتخاذ تدابير عملية، ولن يحصلوا عليه بهذا الأداء الفاتر، لم يتشجع المبعوث الدولي إلى اليمن بتجربة مساعي أكثر جرأة، إلى الآن لازال يستجدي أطراف الصراع ويتحدث بلكنة تفتقر لتلك الإرادة التي تجيد فعل شيء حيال عملية السلام، قبيل صعود ولد الشيخ سلم الطائرة ومغادرته صنعاء قال (إن الكرة الآن في معلب النخب السياسية اليمنية من الطرفين) فإن كان آخر مقاله حقاً..! باعتبار أن كل الأطراف المتصارعة متورطة بالحرب وأن هذه النخب السياسية هي من تتسبب في تعثر عملية السلام، فإن رفع الحظر الجوي عن مطار صنعاء وبدواعي إنسانية بحته يمكنه أن يكون قراراً أممياً ملزماً وليس بحاجة لاستئذان القيادة المركزية لعمليات التحالف العسكري السعودي في الرياض ، في حين أنها هي من تستمر في فرض حصارها العبثي واللاأخلاقي دون أن تتلقى الأمم المتحدة إلى الآن أسباباً كافية وتبريرات قابلة للتصديق وتستدعي فرض هذا النوع من الحصار على رحلات مدنية وتجارية تخضع لتفتيش عسكري دقيق في مطار بيشه بمنطقة عسير السعودية قبل هبوطها في مطار صنعاء أو عقب إقلاعها منه..!
منذ ما بعد مبادرة كيري أتيح الوقت طويلاً أمام قوات التحالف لإحراز أي تقدم على الأرض يعمل على تمكين حكومة هادي من إعادة ترتيب أوراقها واستخدامها كورقة رابحة تغير من مسار التفاوض في أي جولة مقبلة، غير أن مؤشرات الحرب والمعارك المستعرة على الأرض ظلت فرضيات مشتعلة وبدون زمن محدد..! واختتمها المبعوث الدولي بلقاء هشام شرف كاعتراف ضمني بحكومة الإنقاذ وصفعة مدوية تلقتها حكومة هادي ليلة البارحة..!!
للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا