بروفسور أردني يستشرف مستقبل السعودية: بن نايف قد يعزل بن سلمان.. وفشل سياسي محتمل في اليمن وسوريا.. وهجمات ارهابية متزايدة قادمة
27 مارس، 2017
1٬417 12 دقائق
يمنات
يحلل البروفيسور الاردني وليد عبد الحي ست دراسات اكاديمية تحاول استشراف المستقبل السعودي عبر ورقة بحثية أصدرها مؤخرا، محددا في ذلك جوانب الاتفاق والاختلاف في الدراسات المذكورة.
وقال البروفسور عبد الحي في ورقته التي رصدتها “رأي اليوم” ان الدراسات تنتمي لدول عدة ومن هيئات أكاديمية مختلفة في سنغافورة، والولايات المتحدة، وأوروبا واسرائيل أو صادرة عن بعض المؤسسات الخاصة و المتخصصة ( مثل دراسة إرغو)، وتتباين مستويات التحليل والعمق المنهجي من دراسة لأخرى، معتبرا ان الدراسات المذكورة من وجهة نظره هي الأهم في هذا الجانب.
وجاء في الورقة ما يلي:
1- جوانب الاتفاق: تتفق هذه الدراسات وبخاصة الدراسة الامريكية والاسرائيلية( دراسة كارين اليوت هاوس من هارفارد ودراسة يوئيل غوزانسكي من معهد دراسات الأمن القومي الاسرائيلي) وكذلك دراسة جيمس دورسي المنشورة في مدرسة العلاقات الدولية في سنغافورة على أن السعودية تواجه ما وصفته الدراسة الاسرائيلية( صفحة 131) ” اللحظة الاكثر حساسية في تاريخها ” ، وتتمثل التحديات الهامة امام السعودية والتي ستشكل التطورات الأكثر حساسية في الآتي:
أ- المأزق المالي السعودي نتيجة اعتقاد كل هذه الدراسات ان فترة الوفرة المالية وصلت للنهاية، وان اسعار البترول لن تصل في المستقبل في أفضل الاحتمالات لاكثر من 70 دولارا، والاتجاه الاكبر انها ستكون في حدود 50-60 دولارا ، وهو ما يعني ان الاحتياطيات المالية السعودية ستصل مرحلة النفاد عام 2020.
ب- صراع القصر: تكاد هذه النقطة تكون هي نقطة التلاقي بين هذه الدراسات باستثناء دراسة عبدالمجيد آل سعود الصادرة عن هارفارد، وتتركز هذه القضية في فرضية محددة هي صراع بين محمد بن نايف (الجيل القديم والتقليدي) وبين ولي ولي العهد محمد بن سلمان( الجيل الجديد)، وأن الأزمة ستظهر بقوة بعد وفاة الملك سلمان، ونقطة التوتر ستكون في احتمال أن يقوم بن نايف بعزل بن سلمان على غرار ما فعل سلمان مع مقرن ، وهو ما يدفع بن سلمان للعمل الدؤوب لتعزيز مواقعه في اهم اوصال الدولة لجعل مثل هذا القرار أكثر صعوبة .
ت- الصراع بين الثقافة التقليدية (خاصة بعمقها الوهابي) وبين الأجيال الجديدة بخاصة مئات الألاف من خريجي الجامعات الغربية ، والذين يعانون من مشكلة التوفيق بين التوجهات العالمية والتوجهات المحلية على المستوى الثقافي، وتبدو هذه المسألة الاكثر وضوحا في دراسة جيمس دورسي( سنغافورة)، ويرى أن المشكلة ستتجلى في مظهرين هما مدى قدرة البعد السياسي(النظام الملكي) والبعد الديني( الثقافة الوهابية) على التواؤم بينهما من ناحية وبين هذين الطرفين وبين الثقافة المعاصرة من ناحية ثانية.
ث- احتمال تحول الوضع الداخلي نحو مزيد من العمليات الارهابية داخل المملكة، وبخاصة ان الاحتقان الاجتماعي(البطالة بين الشباب بشكل رئيسي، وافتقاد الكوادر المهنية الوسطى) والاحتقان السياسي وارتداد “الجهاديين” الخليجيين للمنطقة من مناطق التوتر في سوريا والعراق وليبيا ونيجيريا واليمن …الخ قد يعززا من السيناريو المتشائم.
ج- هناك اتفاق شبة تام (باستثناء دراسة عبد المجيد آل سعود لان موضوع الدراسة المركزي يختلف بعض الشيء عن بقية الدراسات الاخرى) على ان الانفاق الدفاعي ونفقات الحرب في اليمن وسوريا ستعزز السيناريوهات السلبية من جانبين هما العبء الاقتصادي واحتمالية الفشل السياسي في تحقيق الأهداف السعودية في كل من سوريا واليمن.
2- اما نقاط التباين بين هذه الدراسات فتبدو في مسالتين:
أولا: المنهجية: يغلب على هذه الدراسات المنهج الكيفي، مع الاتكاء على قدر من الحدس، بينما نجد المنهج الكمي واستنادا لتقنية دلفي في دراسة “إرغو” رغم ان عدد الخبراء في الدراسة هم 8.
ثانيا: الاستنتاجات: تبدو بعض الخلافات في استنتاجات الدراسات في الجوانب التالية:
1- تميل أغلب هذه الدراسات إلى الاعتقاد بأن العلاقات الايرانية السعودية ستبقى تتراوح بين التوتر والاسترخاء، لكن دراسة “إرغو” الكمية ترى ان السلوك الايراني سيحدد بنسبة 54% من الوضع في السعودية، وتضع هذه الدراسة عددا من المحددات التي تساهم في وضع اسس السيناريوهات المستقبلية للسعودية ، فهي ترتب المتغيرات الخاصة بموضوع النفط وانتاجه وأسعاره بأنها المحدد المركزي، وترى ان المتغيرات المتحكمة في هذا البعد هي:
أ- اضطرار السعودية لتخفيض انتاجها لضمان منع انهيار السوق النفطي( قوة الاحتمال هي77%)
ب- السياسات الإيرانية ورفع انتاجها النفطي( 54%)
ت- زيادة العراق لانتاجه بعد انتهاء الاضطراب الداخلي(39%)
ث- الخلافات داخل اوبك( 26%).
2- نقطة الخلاف الثانية بين هذه الدراسات هو العلاقات الامريكية السعودية، فالدراسة الاسرائيلية تميل بشكل واضح لترجيح تقلص مكانة السعودية في الاستراتيجة الامريكية نظرا لتراجع اهمية الشرق الاوسط، بينما الدراسات الاخرى أقل جزما في هذا الجانب وأقلها دراسة عبدالمجيد آل سعود.
3- هناك خلاف نسبي بين هذه الدراسات حول احتمالات التقارب الإسرائيلي السعودي ، وتبدو الدراسة الاسرائيلية والامريكية هي الأكثر تفاؤلا في هذا الجانب.
الخلاصة : طبقا لهذه الدراسات، فإن السعودية على مفترق طرق سيؤدي كل اتجاه منها لانعكاسات كبيرة على الشرق الاوسط ، لكن تحديد الاتجاه الأرجح يعيدنا للجلوس ثانية على ” كنبة ربما”…