إنزلاقات ترامب العسكرية والسياسية الخطيرة .. هل ستنقل الولايات المتحدة من “حروب البروكسي” إلى التدخل العسكري المباشر ..؟!
يمنات
عبد الخالق النقيب
كوريا الشمالية تستدعي المراسلين الأجانب لحدث كبير بالتزامن مع اقتراب حاملة الطائرات الأمريكية “كارل فينسون” التي يبلغ وزنها 97 ألف طن، بمرافقة مجموعة من السفن الحربية، و مزودة بأكثر من 60 طائرة إلى شواطئ كوريا الشمالية التي تبدي جاهزيتها و استعدادها “للحرب” مع الولايات المتحدة، بينما تتزايد التكهنات بأنها قد تجري اختباراً نووياً أو صاروخياً لمناسبة الذكرى الخامسة بعد المئة للمؤسس كيم إيل-أونغ السبت.
جنون ترامب يفتح النار في أكثر من جبهة ساخنة فيجري الحديث عن ضربة صاروخية أمريكية مرتقبة لجنوب دمشق وفق خطة عسكرية معدة كشف عنها بوتين ليلة أمس، و التي تأتي قبل انتهاء الأسبوع الأول لـ«ضربة الشعيرات» بصواريخ “توماهوك” الأمريكية.
نزعة الحرب هذه تعد مؤشر مرعب ينذر بانزلاقات خطيرة عسكرية و سياسية و أمنية قادمة أكثر خطورة..! و ستفاقم من حالة الصراع و الحرب التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط وتعمل إدارة ترامب على تأجيجها دون الالتفاتة للسيناريوهات المظلمة والعواقب الأكثر صداماً وتعارضاً مع المصالح الدولية والاستراتجيات الإقليمية، و تلك التقديرات التي تماهت معها السياسات الدولية وفق أطر وخيارات وازنة أكثر سلاسة، وفي أقل خياراتها كانت قادرة على جعل سيناريوهاتها بعيدة عن الحروب طويلة الأمد والصراع المستدام التي تمضي واشنطن لبنائها وفق استراتيجية متناقضة تنم عن نية حقيقية لتقسيم وإعادة رسم خرائط في الشرق الأوسط مشتملاً ليبيا وسوريا واليمن والعراق ولبنان، و لربما وصولاً إلى إيران، وقد اشترط ترامب ثمناً لخوض تلك الحروب المباشرة من خلال مباحثاته التي أجراها مع قيادات المملكة والإمارات بواشنطن وتم فيها مناقشة خيارات أخرى أبرزها: تمكين السعودية والإمارات في اليمن وتغيير الوقائع الميدانية في سوريا، و تعزيز الدور القديم الجديد للإدارة الأمريكية المتمثل في الحماية الأمريكية لدول الخليج ولمملكة “الديكتاتورية المحمية” نظام آل سعود الحليف المخلص الذي لطالما نفذ الخطط الإمبريالية في المنطقة..! وجاء الوقت ليتم إرضاخها وفق معادلات جديدة لأوضاع جيوسياسية مواتية..!!
هذه المرة تنتقل الولايات المتحدة بزعامة ترامب من حروب البروكسي الحرب التي اعتادت ان تنشأها بالوكالة وتستخدم القوى المتحاربة للقتال بدلا عنها وتدفع بها كوكلاء للحرب، إلى أن تتمكن من ضرب خصومها وإضعافها دون الانجرار إلى حرب شاملة على عكس ما تقوم به اليوم..!
المصدر: رأي اليوم
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا