المحلل السياسي النقيب يكشف عن دلالات تراجع التحالف عن مهاجمة ميناء الحديدة
يمنات – خاص
قال المحلل السياسي عبد الخالق النقيب إن إعلان تأجيل الهجوم على ميناء الحديدة من قبل قيادة التحالف، بعد أن كان قد تم تهيئة المعركة و الترتيب لها على نطاق و تكتيك غير مسبوق، و صارت قواتها على بعد خطوة واحدة لإطلاق صفارة البداية، ليقطع عسيري الطريق أمامها و يعلن من باريس أنه لا نية لدى التحالف العربي في الوقت الراهن لمهاجمة ميناء الحديدة، دون الحديث عن المدى الزمني و المعطيات التي ستحدد مستقبل هذه المعركة، جمعيها مؤشرات تعطي دلالة واضحة على أن تحريك مسار المعارك الحاسمة في اليمن لم يعد بيد التحالف، و أن الملف اليمني يتم تداوله وفق أجندات دولية و إقليمية لها علاقة بالمصالح و الحسابات الجيوسياسية التي تفوق طاقة التحالف الاستيعابية، كما تُعطي بُعداً لغرق “عاصفة الحزم” و انحرافها عن الأهداف الاساسية التي اندلعت الحرب لأجلها، و أنها قد تحولت بفضل جملة من التفاعلات إلى حرب استنزاف يتم استخدامها الآن في إطار أوراق الضغط التي يتم تبادلها في المنطقة.
و أشار النقيب أنه منذ عودة ولي ولي العهد السعودي من واشنطن و الحديث يجري عن توسيع للدور الأمريكي و مشاركته في معركة الحديدة، و مساندة الولايات المتحدة للمملكة السعودية في حربها بكل أشكال الدعم اللوجستي و الاستخباراتي و التدخل العسكري المباشر.
و أضاف: تولي الولايات المتحدة مهمة التخطيط للمعركة بجعل الاستعدادات تسير بوتيرة هادئة كونها تدرك أنه لا بد من استثمار تجارب إخفاقات التحالف في المعارك السابقة و الاستفادة منها. إذ ان أي انتكاسة عسكرية جديدة في اليمن تعني انتكاسة لمشروع الحرب الشاملة في المنطقة، لاسيما و ان الولايات تعول على معركة الحديدة باعتبار اليمن الخاصرة الأضعف في المحور المناهض للولايات المتحدة “وفق حساباتها” و الذي يشمل سوريا و اليمن و العراق و لبنان، و أن حسم المعركة لصالح الجيش اليمني و اللجان الشعبية سيمثل اندفاعة لمحور الممانعة و سينعش تحركاته الميدانية ضدها. فالمغامرة بخوض معركة خاسرة سيكون على حساب المحصلة النهائية لحربها الشاملة.
و أوضح النقيب أن معركة الحديدة هي مؤجلة بحسب العسيري الذي أنهى تصريحه بالقول: “لابد أن يعود الميناء يوما إلى سيطرة الحكومة اليمنية – حكومة هادي- ، فاللواء عسيري لا يمتلك الفصل في تحديد السيناريو القادم لمعركة ميناء الحديدة كون مصيرها أصبح مرتبط بجملة من المتغيرات الدولية في المنطقة، و بما ستسفر عنه التحركات السياسية و الدبلوماسية التي تجري على مستويات عالية، لربما لها انعكاساتها بما يجري في سوريا و ما ستنتج عنه حالة التأزم و المناخ المشدود في شبه الجزيرة الكورية، و وفق الصورة العامة التي ترسمها السياسة الأمريكية و حلفاءها و طريقة إدارتها لمشروع الحرب الشاملة في المنطقة تحت مسميات و تبريرات مختلفة و متناقضة.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا