البيولوجي بأيدي الجماعات المسلحة في تعز
يمنات
عبد الوهاب الشرفي
قالت مصادر محلية لموقع يمنات الاخباري ان جماعة مسلحة متشددة محسوبة على مايسمى “المقاومة” قامت الاثنين 17 إبريل 2017، بتكسير غرفة العزل الملحمة و المعزولة في مستشفى الدرن بتعز، و قامت بنهب حواضن البكتيريا قبل ان تقوم بإعادتها بعد إفراغها.
تأتي هذه الحادثة الخطيرة لتكون الثانية من هذا النوع حيث سبق لذات المجموعة نهب مبيدات منتهية الصلاحية من مخازن المرتفعات الجنوبية في تعز، و لم يعرف مصير تلك المبيدات المنتهية حتى الآن.
شهدت الاسابيع الماضية نشاطا ملحوظا لحوادث استخدام المواد الكيماوية لإرتكاب جرائم بحق المدنيين في سوريا، و ضمن المواجهات المسلحة مع الجيش في العراق، و ذهب ضحية هذه الجرائم المئات مابين قتيل و جريح، و المتهم الرئيس بهذه الجرائم هي الجماعات الارهابية.
أثبتت السجالات حول جرائم الارهاب باستخدام السلاح الكيماوي انها تستخدم لصالح اجندات سياسية كما حدث موخرا في خان شيخون في سوريا فقد أستخدمت الجريمة لتبرير توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري بدلا من التوجه للتحقيق لتحديد الفاعل، و هو ذات الحال في جرائم سابقة بالكيماوي.
الاسلحة البيولوجية هي أخطر من الاسلحة الكيماوية من ناحية الأثر على من تستخدم ضدهم و يمكنها ان تتسبب في جرائم ابشع مما تتسبب به الاسلحة الكيماوية.
حادثة نهب مزارع البكتيريا في تعز حادثة خطيرة للغاية، فهي تأتي بعد نهب مواد كيماوية من ذات المجموعة، ما يعني ان الوجهة التي ذهبت اليها المواد الكيماوية هي ذاتها التي ذهبت اليها المواد البيولوجية اليوم، كما ان تعمد الوصول لهذه المزارع البيكتيرية و اخراجها من مكان محصن معد لها وفق مواصفات خاصة و تطلب الامر تكسير اللحام لفتح المخزن المعزول لإخراجها يعني ان هدف الوصول اليها هو وضعها قيد الاستخدام او التصرف من قبل طرف او جماعة ما.
نهب الحاظنات البيكتيرية وإعادتها لاحقا بعد افراغها من المزارع البيكتيرية التي كانت فيها دليل على ان الهدف هو حيازة المواد البيولوجية لدى هذه الجماعة المتشددة، و ليس امرا اخر كالكسب المادي الذي كان وراء حوادث نهب اخرى تمت في تعز.
تنشط العديد من العناصر و الجماعات الارهابية في تعز ضمن توليفة مايسمى “المقاومة” و سبق لهذه العناصر و الجماعات ان اعلنت عن هويتها بممارسة جرائم ارهاب من سحل و ذبح و صلب و اعدامات ميدانية، و إلقاء من الاسطح و بصورة علنية في المناطق التي تتمكن من السيطرة عليها بذات اسلوب إجرام الجماعات الارهابية في العديد من البلدان التي تتواجد فيها.
إخراج المواد الكيماوية سابقا و البيولوجية اليوم من ايدي المؤسسات المعنية بحيازتها و التعامل معها وفق معايير السلامة المجتمعية الى ايدي جماعة متشددة يمثل خطورة كبيرة، وكون الجماعة المتشددة ضمن توليفة ما يسمى “المقاومة” التي تضم عناصر وجماعات ارهابية كذلك يجعل احتمال وقوعها في ايدي تلك العناصر والجماعات الارهبية أمر قائما و سيمثل ذلك كارثة حقيقية لا ينقصها الا زمن الوقوع.
الخطورة بشأن خروج هذه المواد الكيماوية و البيولوجية من ايدي المؤسسات المخولة بحيازتها هي مستمرة، و ليست فقط متعلقة بإحتمال استخدامها من قبل الجماعات الارهابية او اي جماعة اخرى لسبب او لأخر، و انما هي تمثل خطر حتى دون قصد إستخدامها فتخزينها او التصرف فيها دون المعايير الواجب مراعاتها لذلك قد يتسبب بكارثة حتى بدون قصد.
عدم إتضاح مصير المبيدات التالفة التي نهبت من قبل و ايضا ما لحقها اليوم من مزارع البكتيريا يضع العديد من الاحتمالات التي كلها خطرة و بما فيها ان هناك نوايا لاستخدامها كاسلحة في الصراعات الحاصلة في تعز، و في ظل مزاج الارهاب الذي لا يعرف القيم لا يمكن استبعاد ان تستخدم هذه الجماعات هذه المواد الخطرة لذات اهداف الاجندات السياسية كما كان الحال في سوريا بالكيماوي اذا رأت لها حاجة بذلك.
في كل الحالات خروج هذه المواد هو خطر يهدد الجميع في تعز ولا يجب ان يتم الوقوف امامه باللامبالاة الحاصلة فتتبّعه و معرفة مصيره والعمل على إستعادته الى مخازن و ايدي المؤسسات المعنية به هو مسئولية الجميع في تعز وبشكل ملح قبل ان تقع الكارثة بقصد او بدونه.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا