“الناتو العربي” وأهداف الولايات المتحدة في اليمن
يمنات
عبد الوهاب الشرفي
انهى ماتيس وزير الدفاع الامريكي زيارته للمملكة العربية السعودية و توجه الى مصر في زيارة لمنطقة الشرق الاوسط ستضم عده دول، و يأتي الملف اليمن كاحد اهم الملفات التي يناقشها ماتيس في زيارته للمنطقة.
تحدث ماتيس وزير الدفاع الامريكي في زيارته للسعودية عن الملف اليمني كثيرا و حديثه عكس انسجام كلي بين الادارة السعودية و الادارة الامريكية بشكل كامل تجاه الملف اليمني، أو يمكن القول ان الادارة الامريكية قد تبنت الموقف السعودي تجاه الملف اليمني بالكامل.
حديث البيت الابيض و غيره من مسئولي الادارة الامريكية بات واضحا انه يتجه باتجاه توسيع مشاركة الولايات المتحدة مع التحالف السعودي في حربهما العدوانية في اليمن.
ارتفع في عهد الرئيس ترامب الحضور العسكري الامريكي في المياة المحاذية للسواحل اليمنية من باب المندب و حتى سواحل ميدي وامام سواحل الحديدة بشكل يبدوا انه تموضع تمركز لما يبشر به التحالف السعودي و الولايات المتحدة من اعتزامهما مهاجمة ميناء الحديدة.
تصريحات الادارة الامريكية و تصريحات ماتيس و تليرسون وزير خارجية امريكا كذلك كلها ذاهبة باتجاه التصعيد مع ايران و الجميع يصرح بان الولايات المتحدة سترفع مستوى صداماتها في مع ايران في المنطقة و اليمن احد الملفات التي يتحدثون عن ان توسيع مشاركتهم فيه هو لمواجهة نفوذ ايران في المنطقة.
جولة ماتيس تشمل عدد من الدول العربية هي السعودية و مصر وقطر و الكيان الصهيوني و جيبوتي، و كان ماتيس قد صرح وكذا غيره من متحدثي الادارة الامريكية بان ايران تتسبب في زعزعة الامن في المنطقة و تمثل تهديدا للكيان الصهيوني و لغيره من دول المنطقة.
بالمقابل تعرف الولايات المتحدة وهو ما صرح به غير مسئول امريكي انه ما من تواجد يذكر لايران في اليمن، ومع ذلك تظهر الولايات المتحدة توجهها للدخول في الحرب العدوانية في اليمن بشكل اوسع فما الذي ترمي اليه الولايات المتحدة من وراء هذا الاندفاع للمشاركة في اليمن..؟
كان موقف ترامب تجاه الحرب السعودية في اليمن موقف سلبي و كان هاجمها صراحة وعلنا اثناء حملته الانتخابية، واول تغير تجاه الحرب في اليمن ابداه ترامب كان مترافقا مع اعلان المملكة السعودية موافقتها على طلب ترامب انشاء مناطق امنه في سوريا وفي اليمن، ثم اصبح الموقف اكثر ميولا للموقف السعودي بعد زيارة ولي ولي العهد السعودي لواشنطن وتبرعه بمئتي مليار دولار للولايات المتحدة ليبدأ الحديث عن نوايا المشاركة الاوسع للولايات المتحدة في الحرب العدوانية في اليمن، وها هو الموقف الامريكي يصبح اكثر تطرفا و يتحمل الموقف السعودي بحذافيره تجاه الملف اليمني اثناء زيارة ماتيس للمملكة و اتفاقه على بيع منظومات صواريخ للمملكة السعودية يقال انها بسته وثلاثين مليار دولار و ليصبح الموقف الامريكي متوعدا لايران في اليمن..!.
اذا معالم الهدف الاول للولايات المتحدة من دخولها بشكل اوسع في الحرب على اليمن هو استنزاف الاموال العربية وخصوصا للمملكة السعودية و كذا للامارات وقطر، وبات الامر واضحا من خلال البيع العلني للموقف الامريكي مقابل تمويل المناطق الآمنة ثم التبرع ثم شراء صفقات الصواريخ و الاسلحة، كذلك بحسب تصريحات البيت الابيض عن صور توسيع المشاركة في اليمن وان تقديم اسلحة للتحالف السعودي هو احد صورها.
تحدث ماتيس في زيارته للمملكة السعودية بان الولايات المتحدة لن تسمح بان يكون لايران ذراع مسلح في اليمن يشبه حزب الله في لبنان، و تحدث عن ان حماية حليفته السعودية من الصواريخ التي تقدمها ايران للحوثيين هو ايضا امر ستعمل عليه الولايات المتحدة.
لم تقدم الولايات المتحدة و المملكة السعودية اي دليل على ان هناك دور ايراني يذكر في اليمن او بعبارة اصح لا يتوفر لهما اي دليل على ذلك رغم كل الصوت العالي بأن حربهما العدوانية في اليمن هي مواجهه مع ايران، سبق القول ان الولايات المتحدة و حتى المملكة العربية السعودية تعرفان تماما أنه ما من دور يذكر لايران في اليمن تماما كما يعرفان ان المراد هو اخضاع الجغرافيا اليمنية للهيمنة السعودية بالتذرع بدور ايراني، اي ان المراد هو ان تكون السلطة السياسية في اليمن منسجمة كليا وخاضعة كليا للسلطة السعودية، او بعبارة اخرى لا يجب ان يترك اليمن خارج المنظومة الامريكية ويجب ان يفقد استقلال قراره لصالح صهره داخل هذه المنظومة وانه اذا لم تتوجد المملكة السعودية في اليمن فهناك فراغ قد تتواجد فيه ايران يوما ما تبعا لوجهة نظرهم بالطبع. وهذا هو الهدف الثاني للولايات المتحدة من توسيع مشاركتها في الحرب العدوانية على اليمن بفرض الهيمنة السعودية التي تعني الهيمنة الامريكية في اليمن و المنطقة، وهو امر يمكن ادراكه من الحديث عن عدم السماح بذراع مسلح و عن الصواريخ التي تتعرض لها المملكة السعودية ووجوب حمايتها منها و المقرون بالحديث عن ان المملكة السعودية لازالت حليفا مهما للولايات المتحدة في المنطقة.
توجه القطع البحرية الامريكية ومراكمتها قبالة السواحل اليمنية و التصعيد باتجاه الحضور في هذه المنطقة من البحر الاحمر والتي تضم اهم مضيق عالمي بالنسبة للهيمنة العالمية و تصرف الولايات المتحدة تصرفات تسمح بالسير في هذا الاتجاه منذ ادارة الرئيس الامريكي السابق اوباما سواء بتوظيف اي قصف باتجاه القطع البحرية للتحالف السعودي للادعاء بان القطع البحرية الامريكية كانت هي المستهدفة، وكذا التصعيد بشأن الكاسحة الاماراتية التي قصفت بالقرب من باب المندب و صولا لبيان من مجلس الامن بهذا الخصوص.
و يكون الهدف الثالث للولايات المتحدة في الملف اليمني هو التواجد بقوة مسيطرة في هذه المنطقة الغاية في الاهمية للهيمنة الامريكية العالمية، وهذا الهدف هو هدف ليس جديدا بالنسبة للادارة الامريكية وانما ستستكمل ادارة ترامب عبر قرار توسيع مشاركتها في اليمن ما كانت قد بدأت به ادارة اوباما.
محطات ماتيس هي دول عربية و الكيان الصهيوني للتمهيد لبدء تحركات عسكرية في المنطقة و اليمن في الطليعة بزيادة التنسيق في الادوار تجاه كتل القوى العسكرية في المنطقة، و الدول العربية التي ستشملها زيارة ماتيس كلها دول سنية من الدول التي يتم الدفع باتجاه تشكّلها ككتلة عسكرية سنية ضد ايران المصنفة كدولة شيعية مهددة للاستقرار في المنطقة، وزيارة الكيان الصهويني ضمن هذه الزيارات لماتيس هي في اتجاه زيادة الربط بين الدول التي يتم الدفع بها باتجاه تكوين القوة السنية لمواجهة الخطر الايراني (الشيعي) وبين الكيان الصهيوني باعتباره يواجه ذات الخطر، والامر يتطلب الوصول لمرحلة تشارك تظهر رويدا رويدا الى العلن بين دول عربية وسنية المستهدفة وبين الكيان الصهيوني بعد انجاز العديد من خطوات التشارك العسكري في الخفاء كعمليات التدريب التي تتم بمشاركة الكيان الصهيوني و الامارات و المملكة و كذا التعاون الاستخباري و اللوجستي كما تم في جزيرة ميون اليمنية في باب المندب و حتى القتالي احيانا بحسب بعض المعلومات المسربة.
بذلك فالهدف الرابع للولايات المتحدة من توسيع مشاركتها في اليمن و دورها في المنطقة عموما بالطبع هو تحقيق دفعه الى الامام باتجاه ما يعرف بـ”الناتو العربي” الذي يراد منه زيادة دمج الكيان الصهيوني في المنطقة و تحقيق خطوة نوعية باتجاه التطبيع معه باستغلال “الخطر الايراني المشترك” بين الدول العربية والسنية المستهدفة و بين الكيان الصهيوني كما يتم تصوير الامر لهذه الدول، و بالطبع فهذا الهدف الرابع حاله كما الهدف الثالث هو استكمال لجهود الادارة الامريكية السابقة وليس فيه جديد بالنسبة لادارة ترامب غير رفع مستوى وتيرة الخطوات.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا