عبد الله المجاهد شاهد ضعفنا
يمنات
عبد الباري طاهر
لاول مرة في حياتي و انا اكتب عن اخ و صديق اشعر بالمذلة و الضعف عبدالله المجاهد الفنان المبدع و الانسان بكل ما تحمله الكلمة من معان و دلالات و ابعاد .
هذا الفنان المبدع و المناضل الكبير له دين في رقابنا جميعاً له دين لم يرد في رقابنا كاحزاب و كصحافة هندس ترويساتها و عناوينها و ابرز كليشاتها و زين و ابدع رسوماتها و كاريكاتيرها الانتقادية عبدالله المجاهد كان قائداً في الحركة الطلابية في دمشق في السبعينات و الثمانينات تخرج مع بداية الوحدة رفد الصحف و الاحزاب بمهاراته و طاقته الابداعية .
عمل في المتحف الوطني برتبة عسكرية طلب اليه ابعاد كل ما يتعلق بالشهيد ابراهيم الحمدي فرفض و ترك العمل .
بقى راتبه في وزارة الدفاع و لكنه لم يستلمه طيلة الاعوام الماضية منذ حرب ١٩٩٤.
عندما تقدم لطلب وثيقة ابلغته الخدمة المدنية ان راتبه موجود في الدفاع . و يعتبر موظفاً فهو موظف بلا وظيفة . و لا يدري من يستلم راتبه خلال عقدين من الزمن عندما مرض بالقلب لم تهتم به الدولة التي هو موظفها . و لا الصحف و النقابة الصحفية و لا الاحزاب و بالاخص حزبه الاشتراكي الذي لم يعره اي اهتمام . و لم يسألوا عنه او حتى يعوده في مرضه انه منتهي الجحود و النكران لفنان مبدع و لمناضل وطني .
اثرى الحياة الابداعية و الفنية برسوماته التي ترقى الى مستويات عالمية اذكر منها كاريكاتيره عن الحصان الذي يأكل دولارات و يخرجها ريالات يمنية و هناك عشرات و مئات الكاريكاتيرات بحاجة للدراسة و التنقيب و البحث .
عبدالله المجاهد الرجل الصامت الذي يبدع بتواضع جم لا يأخذ و لا يدعي موته و حرمانه من حقوقه الوظيفية و عدم مساعدته بالعلاج يكشف ضعف قيمنا و هشاشة اخلاقنا و بلادة ضمائرنا .
في محنة مرضه و بعد قطع راتبه فهو لا يشتكي و لا يدعي يختزن الالم في قلبه الذي انفجر من طول المعاناة و الصبر بيديه التي رسمت ارقى الرسوم التشكيلية و الكاريكاتيرات الناقدة بنى افحوصاً في شملان بيديه و بيدي ابناءه البرره .
ذهبت و الصديق السفير احمد كلز لوزير الثقافة الاستاذ عبدالله الكبسي و طرحنا له قضية موظف الثقافة عبدالله المجاهد تكرم مشكوراً بصرف مبلغ مية الف ريال و اوعد بمتابعة قضية الراتب .
مات الفقيد و اولاده لا مصدر لهم غير راتب ابيهم الامل كبير في ان يتمكن الاخ الوزير من اتمام سعيه في اعادة راتب المجاهد الذي رحل نظيف اليد و الضمير و لم يأخذ ماهو حق له.