تغاريد غير مشفرة (118) .. لا أخطر من الحرب إلا شرعنة نتائجها
يمنات
أحمد سيف حاشد
(1)
الأكثر من غبي هو الذي يصدق أن انعقاد مجلس النواب في عدن مطلع شهر فبراير لإقرار الموازنة لحكومة بن دغر للعام 2018.
انعقاد المجلس في عدن إن تم سيكون الحدث الأكثر خطرا على اليمن ماضي حاضر ومستقبل؛ لأنه سيتم شرعنة كل ما هو محدق وخطير وكارثي..
واستسهال هذا الخطر غباء كارثي..
(2)
سيتم التقليل من خطر انعقاد مجلس النواب في عدن وتحت عناوين واهية أو غير حقيقية لجلب الأعضاء للحضور ..
ولكن ما أن يكتمل نصاب الانعقاد ويشرعن انعقاد المجلس سوف يبدأ ما هو أخطر..
حتى انسحاب كثير من الأعضاء وبعض الكتل لن يفيد؛ لأن المجلس سيستمر في الانعقاد حتى بحضور عشرة أعضاء أو دونهم .. وتعتبر الجلسات وفق لائحة المجلس صحيحة، وما يصدر عن تلك الجلسات صحيح أيضا، ومعترف بها، إلا فيما يخص القضايا التي تتطلب الموافقة عليها أغلبية خاصة وفق اللائحة.
(3)
حتى إقرار الموازنة ربما يكون فيها خطر أو مخاطر؛ ولاسيما إن تضمنت أفخاخ أو مفخخات تشرعن ضمنيا قضايا خطرة..
لذلك لا يجب أن نستسهل المخاطر التي تكون نتائجها شرعنة الكوارث، ومنها العدوان، والتنازل عن حقوق الشعب في التعويضات، وملاحقة مجرمي الحرب..
(4)
يجب أن يكون مستوى التنبيه والتحذير عالي جدا من مخاطر انعقاد المجلس في عدن، أو على الأقل تكون هناك ضمانات كافية من عدم شرعنة الخيانات والتفريط بحقوق الشعب.. ولا أظن توجد مثل تلك الضمانات..
ولذلك الأحرى أن يكون التحذير عاليا جدا وقويا وفاعل للحيلولة دون أن تمر مخططات العدوان والخيانات من تحت سقف هذا المجلس.
(5)
الخطر الأكبر من الحرب هو شرعنتها
وشرعنة نتائجها..
هذا ما يجب أن يفهمه الشعب
وقبله أعضاء مجلس النواب
(6)
انعقاد مجلس النواب بنصاب يشرعن العدوان والاحتلال ونتائج الحرب وتأجير الجزر واستقطاع الأراضي اليمنية للغير هو المحذور وهو جذر المسألة..
من هنا ومن هذه الزاوية أنا اتعاطى مع القضية
وليس مع الجغرافيا التي سينعقد فيها صنعاء أو عدن.
(7)
نعم أنعقد مجلس النواب في صنعاء ولكنه لم يشرعن للاحتلال والعدوان..
الانعقاد الذي سوف يشرعن للعدوان والاحتلال وإهدار حقوق الشعب والانتقاص من السيادة وسلامة الأراضي اليمنية هو الكارثة على الوطن واللعنة التي تدوم والخطيئة التي لن تغتفر..
(8)
الحرب تسفر عنها نتائج خطيرة
غير أن شرعنة تلك النتائج
يظل هو الأخطر على الاطلاق
(9)
الصراعات البينية مهما كانت آثارها ونتائجها وخيمة؛ فأنه لن يترتب عليها شرعنة استحقاقات لدول معتدية أجندتها تتصادم مع الحقوق والأجندات الوطنية..
شرعنة العدوان والاحتلال والحرب أمر مصادم دون شك مع المصلحة الوطنية..
(10)
الشعب بإمكانه أن يزيل الخيانات والانقلابات وسلطات الفاسدين في اليمن أو في أي جزء فيها.. الأمر يحتاج فقط من أجل ذلك قوى حية وقيادات وطنية ووقت لازم أو كافي لإحداث عملية التغيير..
أما الأخطر فهو استسهالك تشريع نتائج الحرب والعدوان والاحتلال، وشرعنة استحقاقات غير شرعية لدول خارجية معتدية، تمارس العدوان والاحتلال والوصاية على حساب الأرض والشعب والمصالح الوطنية الكبرى..
(11)
عندما يشرعن مجلس النواب نتائج العدوان أو الحرب سيترتب عليه استحقاقات شرعية لأطراف أو كيانات دولية يعترف بها القانون الدولي.. وبالتالي لن تستطيع اسقاط تلك الاستحقاقات من طرف واحد..
ما تشرعنه من استحقاق لدول أخرى يتم ايداعه في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ويكون التزام عليك القيام به، وتكون مسؤولا عن أي إخلال به من جهتك.. وعليك أن تؤدي ما تعهدت به، ولن تستطع التنصل منه..
ولذلك حتى لو جاءت حكومة وطنية في المستقبل، فإنها لن تستطع التنصل عما شرعنته على نفسك ولاسيما إن جاءت هذه الشرعنة من مجلس نوابك..
(12)
الأثار الاجتماعية للحروب الأهلية يمكن معالجاتها في إطار زمني معين، وعدالة انتقالية، وإجراءات أخرى يمكن أن تكون مرافقة بغاية تطبيع الأوضاع ومعالجة الآثار الناتجة عنها..
أما التخلي عن قطعة أرض من بلدك أو بيعها، أو شرعنة استحقاقات لدولة ما على بلدك وفق الإجراءات التي يتطلبها القانون الدولي، ولاسيما أن تشرعنها عبر مجلس نوابك، فأنه يترتب عنه لهذه الدولة أو تلك حق يحميه القانون الدولي، لن تستطيع استعادته بزمن معين أو إجراءات استعادة..
فالأمر يكون قد صار من حق طرف دولي آخر لن يتنازل عنه، ولن يوهبك إياه في أي وقت.. وسيستمر الحال دون قدر أو مشيئة لصالح غيرك..