بيان المقاومة ولقاء الزبيدي .. بين التملّص والوضوح
يمنات
صلاح السقلدي
البيان الصادر عن اللقاء الذي جمَعَ عدد من قيادات المقاومة الجنوبية برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي صباح الأحد, كان بشكل عام جيدا ويستحق التوقف عنده لأهميته ولحساسية الوضع والموضوع الذي من المفترض انه عقد من شأنه (تواجد طارق صالح بعدن), ولكن اكتنف هذا البيان بعض الغموض واحتوى على بعض التناقضات, وعلى بعض التملص من أمور كان من الضروري تحديد مواقف واضحة حيالها, سنشير اليها بهذه التناولة كما سنعرّج سريعا على الوجه الإيجابي الذي ظهر فيه هذا البيان, نوجزها بما يلي:
– خلى البيان من أي ذكِــر أو إشارة لطارق صالح أو موضوع تواجده بعدن مع قواته – بحسب تلك الأخبار التي لم يتأكد من صحتها – والذي كان هذا اللقاء من المفترض مكرسا بالأصل لمناقشة هذا الموضوع بحسب ما اعتقد كثير من المتابعين لدعوة اللواء الزبيدي.
كما اختفت من البيان عبارة (قوات الحوثوعفاشية) وهي العبارة التي لم تكن تفارق مثل هكذا بيانات قبل مقتل الرئيس السابق صالح- وهنا تبدو لمسات إماراتية واضحة على البيان -واستعاض عن تلك العبارة بعبارة: (الحوثية الإيرانية الفارسية) وهي عبارة تأتي بنَـفَــس طائفي واضح, ظل الجنوب بمعزلٍ عن هكذا مفردات تدميرية قد تخرج قضيته عن سياقها الوطني السياسي الى منحدر مذهبي طائفي وعر يقود مَـن ينجر خلفها الى الضياع والتمزق, ولنا في دول كثيرة بالمنطقة عِــبَــر وتجارب مريرة.
– قال البيان انه يرفض أي تواجد قوات عسكرية شمالية, وهذا موقف شجاع, لكنه ما لبث أن تدارك ذلك باشتراطه ان تكون هذه القوات تحت قيادة التحالف. وهنا يكون البيان قد تملص من تحديد موقف صريح من وجود مثل هكذا قوات (من صيغة البيان يؤكد ان ثمة صحة للأخبار التي تحدثت عن وجودها ووجد طارق صالح بعدن), وما اشتراط البيان بأن تكون تلك القوات الشمالية تحت قيادة التحالف إلا شرطاً باهتاً لا يغني ولا يسمن من جوع, فكما نعرف جميعا ان كل القوات سواء شمالية أو جنوبية هي تحت قيادة التحالف أصلاً..!
– كما يرفض البيان أي تواجد لأي مسئول سياسي شمالي, ولكنه عاد ليتحدث عن حكومة شرعية لها الحق بالتواجد بعدن إن كانت ليست فاسدة, أي أن الاعتراض هنا يأخذ شكل التناقض, فهو في الوقت الذي يعترض على وجود أي مسئول شمالي, فلا يوجد لديه مانعاً من وجود حكومة يمنية تضم مسئولين شماليين إن لم تكن فاسدة.
– طلب البيان من الرئيس هادي أسبوعاً لإقالة الحكومة الفاسدة قبل أن تتخذ المقاومة اجراءاتها. هذه المهلة لم يكن الجنوبيين بحاجة لها, حيث أن تحديد فترة زمنية تجاه كثير من المواقف قد أوقعت الجنوبيين في مآزق كثيرة بالماضي وجعلتهم عرضة للتندر والسخرية حين لا يستطع الإيفاء بها بوقتها, فمن لا يتذكر عبارة (سبعة سبعة آخر يوم)؟.
– تحدث البيان عن ضرورة إسقاط الحكومة التي يحرص بكثير من فقراته تسميتها بالحكومة الشرعية وطالب بحكومة بديلة, لكن البيان الذي أكد على أن هدف المقاومة الجنوبية وشعب الجنوب هو استعادة دولته الجنوبية لم يحدد هل هذه الحكومة البديلة (المفترضة) جنوبية ام يمنية, لكن من صيغة كلمات هذا البيان يتضح انه يقصد استبدالها بحكومة شرعية يمنية أخرى, فهو لم يشر الى شيء اسمه حكومة جنوبية. وهنا يكون البيان قد تجلى في اوضح صور التناقض السياسي. قد يقول قائلا أن الوقت ليس مناسباً لقول ذلك, وأن العلاقة مع التحالف بهذا الوقت لا تسمح بالحديث عن حكومة جنوبية, لكن هذا لا يلغي هذا التناقض الذي ظهر فيه البيان, بل والذي يظهر فيه الخطاب الجنوبي بشكل عام خلال ثلاثة أعوام مضت إلا نسبة بسيطة فيه تبدو واضحة الموقف بهذا الشأن, و كل هذا التناقض مـــردّه الى غموض العلاقة بين الجنوبيين من جهة والتحالف والشرعية من جهة أخرى, وهذا الغموض للأسف ما يتحاشى الجميع مصارحة التحالف والشرعية فيه من منطق الرهبة من الغضب الخليجي, والرغبة في جلب المصلحة الشخصية الأنانية.
الأمر الجيد بالبيان انه اشار الى ما يلي:
– ركّــز على الوضع المعيشي والانساني المتدهور الذي يعاني منه الناس جــرّاء الفساد واللصوصية ونهب الاموال والبسط على الاراضي.
– دعا ضباط وجنود وقيادات جميع الوحدات العسكرية والأمنية إلى التحلي بالمسؤولية الوطنية الجنوبية وادراك حساسية المرحلة، والوقوف في صف أهلهم واخوانهم وابنائهم..)
– جدد الحرص على امن واستقرار العاصمة عدن، وكافة محافظات الجنوب.
– اشارة الى الالتزام التام باستقبال النازحين المدنيين من اخوتنا الشماليين وتقديم كافة الحماية والمساعدة الانسانية لهم.
المصدر: عدن الغد
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا