مخاوف من تجدد العنف في عدن .. حكومة هادي تبدأ بخطة تسليح معارضين لـ”الانتقالي”
يمنات
موجة جديدة من حرب التصريحات بين حكومة «الشرعية» و«المجلس الإنتقالي الجنوبي» المدعوم من الإمارات، بدأت سحبها تتعقد في سماء عدن، منذرة برياح مواجهة دموية أكثر فتكاً من أحداث الـ 72 ساعة، التي انتهت بنصر عسكري لـ «الإنتقالي»، تضاءلت فرص تعزيزه بمكاسب سياسية على الأرض، بعد انكشاف إصرار السعودية، على وضع حد لمغامرة إسقاط حكومة أحمد عبيد بن دغر.
بعد أسبوع واحد من إعلان «الإنتقالي» سيطرته على معظم عدن، واستيلائه على معسكرات كانت تابعة للحرس الرئاسي، أعادت حكومة بن دغر، ترتيب أوراقها، بضوء أخضر من الرياض، وأخذت تجهز العدة لممارسة مهامها على نحو طبيعي، حينما أيقنت أن «الإنتقالي»، «منزوع» الإرادة، وأنه ليس بمقدوره التقدم خطوة إلى الإمام، بعد «غزوة المراهقة»، بحسب توصيف الدكتورة هدى العطاس، التي جعلت بن دغر يظهر أقوى مما كان، وينتقل من مرحلة الدفاع إلى الهجوم، متحدياً «أذرع» الإمارات بالكشف عن قضايا الفساد التي تتهم بها حكومته، ملمحاً إلى امتلاكه ملفات تدين قيادات «الإنتقالي» بفضائح وتجاوزات أثناء فترة توليها إدارة سلطات محافظات جنوبية في مقدمتها عدن.
مراقبون أكدوا، أن حكومة بن دغر لم تكتف بحرب الكلام، إذ بدأت خطة تسليح المئات من الشباب وعناصر «المقاومة الجنوبية» المعارضة لـ «الانتقالي»، تمهيداً لنزال قادم يبدو أنه بات وشيكاً، ولم يستبعد المراقبون أن تكون السعودية على إطلاع تام بما تقوم به حكومة بن دغر، وأنها تغض الطرف عنه رغبة منها في إعادة توازن القوى «المختل» في المدينة لصالح «أتباع» الإمارات، وهم يبنون استنتاجاتهم على نوعية الأسلحة الموزعة، وكمية المبالغ التي بدأت حكومة بن دغر في صرفها على المقاتلين، إلى جانب تقديم تعويضات لأسر قتلى الحرس الرئاسي ومصابيه، من دون غيرهم، وهو ما أثار حفيظة أطراف جنوبية التزمت موقف الحياد، وذكرت بأنه حتى الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، كان لا يفرق بين ضحايا المواجهات من رجال الأمن والشرطة، والمعارضيين للنظام، باعتبارهم جميعاً «شهداء».
ويبدو أن تحركات حكومة بن دغر الأخيرة، قد بدأت فعلياً تزعج قيادة «الإنتقالي»، التي انكفئت مرغمة على نفسها، بعد أن كانت تراهن على أن انتصارها العسكري، كفيل بالإطاحة ببن دغر، قبل أن تتفاجئ بأن وضعها بات أكثر تعقيداً وهي تتلقى رسائل التحدي والتهديد من أكثر من محور في حكومة هادي، بما فيهم وزارة خارجيته، وأطقم دبلوماسييه الذين راحوا يشنون حملة «تشوية» مدروسة ضده، تتصدر عناوينه، مقارنة مغامرته «الإنقلابية» بما أقدم عليه «أنصار الله» في صنعاء، بذرائع يرون أنها تكاد تكون «متطابقة».
إزاء ما تقدم، يرى محللون، أن «الانتقالي» أجبر على إعادة شحن خطابه الإعلامي، والتلويح بعدم الإلتزام ببنود التهدئة التي تم الاتفاق عليها بعد مواجهات الأيام الثلاثة، وإذا كان بيان جلسته بالأمس قد بدأ «متوازناً» في الطرح بتحميله «الحكومة الفاسدة» مسؤولية تأجيج الأوضاع في عدن، لعدم «التجاوب» مع المطالب الشعبية الجنوبية بـ «رحليها»، فإن «تغريدة» رئيس دائرته السياسية ناصر الخبجي، بأن «سياسة ترويض الوحش ما عاد تنفع… انتظروا»، يجنح نحو تصعيد، من المرجح أن يفضي إلى اشتباك مسلح، قد تتطاير شرارته لإشعال النار في كل عدن، وإحراق ما تبقى من «شرعية التحالف» في الجنوب.
المصدر: العربي