أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة

شبوة على حافة الانفجار .. المحافظ يخاطب التحالف بشأن تجاوزات النخبة وأزمة الحكومة والانتقالي تتدحرج من عدن باتجاه الشرق

يمنات – خاص

تشهد محافظة شبوة أزمة بين السلطة المحلية و القوات الموالية للإمارات، جراء التداخل في الاختصاصات، و اليت انتجت حالة من الفوضى انعكست على جوانب عدة في المحافظة.

الأزمة ظهرت إلى العلن عقب اقتحام قوات النخبة الموالية للإمارات، الخميس 22 فبرائر/شباط 2018، مقر الشرطة بمديرية الروضة و اعتقال مدير الشرطة و مدير البحث الجنائي، و اقتيادهما بشكل مهين إلى جهة مجهولة.

هذه الحادثة دفعت بالمحافظ علي الحارثي إلى توجيه رسالة لقيادة التحالف السعودي، طالبهم فيها بوقف تجاوزات قوات النخبة و الزامها بالامتثال للجنة الأمنية في المحافظة و تنفيذ توجيهاتها. محذرا في الوقت ذاته من خطورة استمرار تجاوزات هذه القوات للسلطة المحلية و الأمنية و العسكرية بالمحافظة.

و أكد الحارثي في رسالته أن قوات النخبة أصبحت تعمل خارج إطار القانون. مشيرا إلى أن هذه القوات اعتقلت و أوقفت العديد من القيادات الأمنية والعسكرية في المحافظة، ما سبب ارباكا لسير العلمية الأمنية.

ظهور الخلاف إلى العلن لم يكن وليد اقتحام شرطة مديرية الروضة و اعتقال مدير الشرطة و مدير البحث، و انما كان محصلة لخلافات ظلت تدور خلف الكواليس، أبرزها طرد مدير الشرطة العسكرية، عادل التام من عاصمة المحافظة، مدينة عتق، إلى مدينة مأرب، و هي الحادثة التي عكست نفسها على شكل أزمة بين السلطتين المحليتين بمحافظة مأرب و شبوة، عقب رفض الأولى صرف مادة الديزل المخصصة لكهرباء مدينة عتق و عدد من المديريات، ما سبب غرق تلك المديريات في الظلام عدة أيام.

الأزمة الحالية في محافظة شبوة، تعد انعكاس للأزمة القائمة بين حكومة هادي و المجلس الانتقالي الجنوبي، و التي هي في حقيقتها تضارب اجندات سعودية – اماراتية، و بدأت من بالتدرج من عدن صوب شبوة و ظهور بوادر لها في محافظة حضرموت.

اتهم المحافظ الحارثي قوات النخبة بتسليم مقار حكومية للمجلس الانتقالي الجنوبي، و هو الاتهام الذي يأتي متزامنا مع التحركات السريعة لقيادة الانتقالي المحلية في المحافظة بتشكيل فروع للمجلس بمحافظة شبوة.

الصراع في محافظة شبوة هو صراع على حقول النفط و الغاز في المحافظة، و الذي بدأ يظهر للعلن بإقالة قائد اللواء 19، مسفر الحارثي الذي استدعي إلى الرياض و تم حجزه قبل أن يفرج عنه و يعين في وزارة الدفاع، بعد رفضه نقل اللواء من مديرية عسيلان النفطية إلى منطقة العبر بحضرموت، و تسليم نطاق سيطرته للواء 23 مشاة الموالي للجنرال علي محسن.

و عقب تدشين انتشار قوات النخبة في محافظة شبوة، خلال النصف الثاني من العام 2017، كاد الوضع في المحافظة أن يؤدي إلى صدام عسكري، عقب منع قوات النخبة قوة موالية للجنرال على محسن من الدخول إلى حقول عياذ النفطية، ما اضطرها للعودة باتجاه منطقة العبر.

ما زاد من حدة الصراع بين القوات الموالية للإمارات و القوات الموالية للجنرال محسن و هادي هو انتشار قوات النخبة في أغلب مديريات شبوة، و حول حقول نفط و غاز و منشأة بلحاف للغاز المسال.

و خلال الأسبوع نشبت اشتباكات بين قوات النخبة و قوة موالية لـ”هادي” في ميناء قنا القريب من منشأة بلحاف، حيث حاولت قوات النخبة السيطرة على الميناء بالقوة عقب رفض المواليين لـ”هادي” تسليمه.

المحافظ الحارثي كان قد أصدر توجيه بتسليم حماية ميناء قنا لقوات النخبة، مبررا ذلك بانتشار هذه القوات في الشريط الساحلي للمحافظة، لكن تمسك المواليين له بالميناء ادى إلى رفض توجيهات المحافظ، المحسوب على هادي، و الذي تقول مصادر ان توجيهه هذا جاء بضغوط اماراتية.

يؤكد مراقبون أن الأزمة لا زالت قائمة بين حكومة هادي و المجلس الانتقالي، و ستتدحرج من عدن باتجاه باقي المحافظات، لكنها ستظهر بشكل واضح في المحافظات النفطية و التي قد تصل حد المواجهات المسلحة.

و أشاروا أن محافظتي حضرموت و شبوة مرشحتان لمواجهات بين قوات الطرفين المتصارعين. منوهين إلى أن لدى الطرفين قوات باتت مشحونة باتجاه التصعيد، وربما المواجهة مستقبلا، ما يكشف حقيقة الأطماع السعودية الاماراتية في اليمن، و التي تسعى لتحقيقها مستخدمة أدوات محلية تسلحها و تمولها لتنفيذ اجنداتها.  

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى