صراع عدن ينتقل إلى تعز .. تعيينات هادي وتحركات واستقطابات الامارات تشتعل الصراع .. كيف يتحرك الطرفين..؟ وكيف سيكون مستقبل الصراع..؟
يمنات – خاص
يزداد الوضع احتقانا في مدينة تعز التي تسيطر عليها قوات حكومة هادي يوميا منذ وصول المحافظ أمين محمود إلى المدينة، بداية الشهر الجاري فبرائر/شباط 2018.
احتقان الوضع في مدينة تعز يعد امتداد للصراع القائم بين حكومة هادي المدعومة سعوديا و المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتيا، بمعنى أنه صراع اماراتي – سعودي بأدوات محلية.
و عقب انتهاء أحداث عدن و التي اسفرت عن سيطرة الانتقالي الجنوبي عسكريا على معسكرات تابعة لحكومة هادي، أصدر هادي قرارات عسكرية في محافظة تعز، القت بمدينة تعز في قبضة التجمع اليمني للإصلاح “اخوان اليمن” حلفاء هادي.
تعز في يد الاصلاح
و تمثلت تلك القرارات بتعيين الحاكم الاخواني لمدينة تعز، عبده سالم فرحان مستشارا لقائد محور تعز، ما يعني منحه صفة رسمية في الهرم العسكري في المحافظة الذي يسيطر عليه تجمع الاصلاح.
و إلى جانب قرار تعيين عبده سالم فرحان المعروف باسم “سالم” أصدر هادي “3” قرارات عسكرية، منحت تجمع الاصلاح السيطرة التامة على اللواء 170 دفاع جوي، مقره مدينة تعز.
و قضى قراران اصدرهما هادي في 14 فبرائر/شباط الجاري بتعيين عبد العزيز دبوان المجيدي قائداً للواء 170 دفاع جوي، و العقيد عبد الله حمود المخلافي رئيساً لعمليات اللواء 170 دفاع جوي.
و كان هادي قد عين في العام 2016 أسامة حمود سعيد المخلافي، شاب لم يتجاوز الـ”20″ من عمره، أركان حرب للواء 170 دفاع جوي.
و المجيدي يعد من القيادات الاخوانية، و ينتسب للجناح العسكري للاخوان في تعز، و يعرف بأنه من المقربين من “سالم” و شارك معه في حرب صيف العام 1994، و ساهم في التجييش من مناطق بمديريات شرعب السلام و شرعب الرونة و التعزية تحت يافطة قتال الشيوعية في الجنوب.
و تفيد معلومات أن العقيد عبد الله المخلافي المعين رئيس لعمليات اللواء 170 دفاع جوي، هو الآخر محسوب على الفصيل الاخواني، لكنه أقرب إلى العميد صادق سرحان، المقرب من الجنرال علي محسن الأحمر، و المخلافي هو أحد ضباط الفرقة الأولى مدرع، و الذي انتقل إلى تعز أثناء الأحداث العسكرية التي شهدتها مدينة تعز في العام 2011.
الوحدات العسكرية
تتواجد في مدينة تعز “6” وحدات عسكرية مهيكلة ضمن قوات حكومة هادي، هي اللواء 22 ميكا يقوده العميد صادق سرحان و اللواء 145 مرتبط بقيادة المحور و يقوده عمليا عبده سالم فرحان و اللواء 17 مشاة الذي يقوده العميد عبد الله الشمساني و اللواء 170 دفاع جوي، و اللواء الخامس حماية رئاسية يقوده السلفي عدنان رزيق و اللواء 35 مدرع الذي يقوده العميد عدنان الحمادي، و جميع هذه الوحدات يسيطر عليها تجمع الاصلاح و قيادات عسكرية موالية للجنرال علي محسن، باستثناء اللواء 35 مدرع الذي يحسب قائده الحمادي على التنظيم الناصري، غير أن كثير من مفاصله يسيطر عليها قادة محسوبين على تجمع الاصلاح، اصافة إلى أن قائد محمور تعز، اللواء خالد فاضل و رئيس عمليات السلفي عدنان رزيق محسوبان على الاصلاح، إلى جانب أغلب أعضاء اللجنة الأمنية بالمحافظة.
هذه التغييرات العسكرية التي صبت لصالح “الاصلاح” في تعز، تكشف عن توجه لدى هادي و الاصلاح بمواجهة الامارات في تعز، و التي تواليها قوات بعضها غير نظامية، و بعضها مشتتة ضمن التشكيلات العسكرية السابقة.
منح الحاكم الاخواني لتعز صفة رسمية بعد أن ظل طيلة “3” سنوات متخفيا خلف قرارات يوقعها غيره، جاءت عقب تعيين أمين محمود محافظا للمحافظة، و الذي المنصب الذي يمنحه رئاسة اللجنة الأمنية، التي ظلت بيد الاصلاح طيلة الفترة الماضية، و هو ما سيجعل من وجود “سالم” في قيادة المحور قوة موازية لحراسة مصالح الاصلاح.
الذراع الاماراتي
تمثل كتائب أبي العباس السلفية الذراع الاماراتية في مدينة تعز، و هي منضوية شكليا ضمن اللواء 35 مدرع، غير أنها تتعامل اداريا و عسكريا بعيدا عن قيادة اللواء و لها مناطق نفوذها و سيطرتها في مدينة تعز و خارجها، إلى جانب لواء عصبة الحق الذي أنشأته الامارات مؤخرا في مدينة تعز كنواة لقوات النخبة التعزية التي تسعى لتشكيلها في مدينة تعز، بقيادة رضوان العديني، و الذي تجهزه لخلافة أبي العباس الذي ادرج ضمن قائمة الارهاب للمركز العالمي لمكافحة التطرف الذي تقوده الولايات المتحدة و السعودية، و تعد الامارات من مموليه و الفاعلين فيه.
استهداف هادي للواء 170 دفاع جوي جاء بعد أن تمكنت الامارات من اختراق قيادة اللواء و استمالة رئيس عمليات اللواء السابق، حسان الياسري، الذي تدين له احدى كتائب اللواء بالولاء المطلق، و بات يتحرك في اللواء في عمليات استقطاب تقف خلفها الامارات.
نجحت الامارات أيضا في استقطاب وكيل محافظة تعز، عارف جامل، الذي يرأس فرع المؤتمر الشعبي العام الموالي لـ”هادي” بمحافظة تعز، و صارت تعهد إليه بكثير من المهام، منذ نوفمبر/تشرين أول 2017، ما جعل هادي و محسن يستدعيناه إلى الرياض، و فرض الاقامة الجبرية عليه، غير أنه عاد إلى تعز بضغوط اماراتية بعد قرابة “20” يوم من مكوثه في الرياض، ليقوم هادي بعد ذلك بتعيين عبد القوي المخلافي المقرب من الاصلاح وكيلا أول للمحافظة، و هو المنصب الذي كان يشغله عارف جامل، و يمارس صلاحياته في المحافظة كوكيل أول، أثناء ما كان الاصلاح راضيا عنه، و استخدمه في تطفيش محافظ تعز السابق، علي المعمري، بعد اقتحامه منزله في حي القبة المعصور و محاصرته، ليغادر بعدها تعز إلى الخارج.
صراع مناطقي
خطورة الصراع بين حكومة هادي و الامارات في تعز، هو الشكل المناطقي الذي بدأ يأخذه مؤخرا، نتيجة عمليات الاستقطابات التي تجري للشخصيات المؤثرة في المحافظة من الطرفين.
ينتمي معظم قيادات فصيل الاصلاح بمدينة تعز إلى منطقة شرعب و بالذات مديرية شرعب السلام، حيث ينتمي لهذه المديريات كل من حمود المخلافي قائد مقاومة تعز و صادق سرحان قائد اللواء 22 ميكا و شقيقه عبد الواحد رئيس فرع جهاز الأمن السياسي و قيادة اللواء 170 دفاع جوي و الحاكم الاخواني لتعز، عبده سالم فرحان و قيادات عسكرية و سياسية أخرى.
و بالمقابل ينتمي أغلب القيادات المؤثرة التي توالي الامارات إلى مديريات صبر و الحجرية، و منها المحافظ أمين محمود، المسراخ صبر، و عارف جامل، وكيل المحافظة، صبر الموادم، و العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع مديرية المواسط حجرية، و رشاد الأكحلي وكيل المحافظة و عادل عبده فارع “أبو العباس” قائد كتائب ابي العباس السلفية، مديرية الشمايتين، و قادة كتائب و قيادات في اللواء 35 مدرع معظمهم من مديرات صبر و الحجرية.
هذا الفرز المناطقي سيلقي بضلاله على النسيج الاجتماعي في المحافظة و سيعمق من الخلافات البينية و سيشجع النفس المناطقي الداخلي بين مديريات المحافظة، و في حال ما وصل الصراع حد المواجهة العسكرية، سيفتح الباب على ثارأت مستقبلية، سيكون لها أبلغ الأثر في تمزيق المحافظة و الدفع بها إلى أتون تصفية الثأرات.
صراع عدن انتقل إلى تعز بالتأكيد. و في تعز بدأت النار تشتعل بهدوء، و لا يوجد في الأفق ما يشير إلى أن هناك من يسعى لإطفائها، و انما يساهم توسع الخلافات التي تعد بمثابة اكسجين يساعد على زيادة الاشتعال.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا