معهد دراسات بريطاني يؤكد أن اليمن اصبحت دولة فوضوية ويشدد على حل القضية الجنوبية ويحذر من مواجهات قادمة بين الانفصالين والحكومة
يمنات – صنعاء
أعتبر المعهد الملكي البريطاني “تشاتام هاوس” أن اليمن أصبحت بعد ثلاث سنوات من الحرب دولة فضوية.
و أشار تقرير للمعهد صدر هذا الأسبوع، أن اليمن بات يشبه إلى حد بعيد منطقة دول مصغرة، تحدق بها مجموعة معقدة من السياسات و النزاعات الداخلية، بدرجات متفاوتة بين مجموعات تتنافس مع بعضها البعض، أكثر من أن تكون دولة واحدة توجد بها حرب بين طرفين.
و أوضح أن ما لم يكن مخطط له في النزاع الدائر في اليمن هو أن يتحرك جنوب البلاد بسرعة نحو الاستقلال الذاتي، بعد تاريخ طويل من المطالبات الشعبية، و بعد أن اعتقدت النخب السياسية و المسؤولين الأجانب لسنوات طويلة، أن “القضية الجنوبية” يمكن تأجيلها إلى أجل غير مسمى، بسبب نقص التماسك أو الاستراتيجية بين الجماعات الانفصالية.
و أكد التقرير على أنه و على الرغم من أن الجماعات المؤيدة للاستقلال، لم تكن موحدة بالكامل، فإنها أصبحت الآن أكثر تنظيماً و أكثر تسليحاً.
و نوه التقرير إلى أن القتال الأخير في عدن بين القوى الانفصالية و القوات الموالية للحكومة، أظهر القوة النسبية و التماسك للحركة المؤيدة للاستقلال.
و حذر المعهد من أن إبقاء القضية الجنوبية، من دون معالجة، سيزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب الأهلية الجارية في اليمن.
و لفت إلى أنه وبعد ربع قرن من السيطرة المركزية من صنعاء، أصبحت المحافظات الجنوبية، تمتلك بنىً تحتية عسكرية و شرطية و أمنية خاصة بها، بقوامٍ بشريٍ من السكان المحليين.
و لفت إلى نجاح الحركة الانفصالية في تشكيل قيادة سياسية ناشئة، و نظمت نفسها بشكل أكثر تماسكًا، مما كانت عليه في السابق.
و بيّن المعهد البريطاني أن الجماعات الانفصالية باتت تمتلك الآن دعماً خارجياً، و تحديداً من دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد أن عانت خلال الفترة الماضية بسبب عدم وجود الدعم خارجي.
و أكد على أن دعم الإمارات كان حاسماً في تطور الجماعات الانفصالية في إشارة إلى “المجلس الانتقالي الجنوبي”، حتى بات العدد من الجنوبيين يعتقدون أن الإمارات، تدعم مساعيهم من الأجل الاستقلال، في الوقت التي تنفي الإمارات ذلك الأمر.
و توقع المعهد أن تؤدي مسارات الجنوبيين للاستقلال أو الحكم الذاتي، والجهود المبذولة للتحقيق الانفصال قبل نهاية الحرب الأهلية الجارية حاليا في اليمن، إلى تقويض عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.
و حذر أيضا من أن إمكانية نشوب صراع بين الجماعات الجنوبية، و بين الحكومة المعترف بها دولياً، لا يزال مرتفعا في المناطق الجنوبية المتنازع عليها كـ”عدن، شبوة، حضرموت”، حتى من دون إعلانٍ صريحٍ بالاستقلال.
و أكد على أن المجموعات الجنوبية، ستلعب دوراً مهماً في تقرير أمن اليمن واستقراره وسلامته الإقليمية في المستقبل. لافتا إلى أن صانعي السياسة الدوليين لم يهتموا كثيراً بالجنوب منذ بدء الحرب الأهلية، و ذلك تماشياً مع النزعة التاريخية لرؤية المنطقة كمسألة من الدرجة الثانية، و أنه نتيجة لذلك، لم تدرج الجماعات الجنوبية رسميا في عملية السلام.
و أوضح أنه و لأجل تعزيز الأمن و الاستقرار في اليمن، و الحيلولة دون مزيد من التدهور في العلاقة مع الحكومة، سيتعين على صانعي السياسات تطوير فهم أعمق عن الجنوب، و تحسين التواصل مع قادة الجنوب و العمل على بناء قدرات المجتمع المدني الجنوبي، مثلما تحتاج ذلك باقي البلاد.
و أعتبر أن تعيين مبعوث خاص جديد لـ”الأمم المتحدة” قد خلق فرصة لنهج دولي جديد للوساطة في اليمن بشكل عام، و لـ”القضية الجنوبية” على وجه الخصوص.
و أكد على أنه لم يعد من الممكن تأجيل تلك القضية، إذا كان ينبغي تجنب أخطاء الفترة الانتقالية 2012-2012، و التي قال انها مكّنت أنصار الله “الحوثيين” بدعم من الرئيس السابق علي عبد الله صالح من السير جنوباً باتجاه العاصمة صنعاء لأنهم لم يُنظر إليهم على أنهم تهديد حقيقي للعملية السياسية، لكنهم في الواقع، قد استولوا على صنعاء، و باتوا مسيطرين الآن على الكثير من المرتفعات الشمالية في اليمن و الساحل الغربي.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.