تغاريد غير مشفرة (135) .. عن المواقف وما يتعرض له الوطن
يمنات
أحمد سيف حاشد
(1)
مواقفي لم تتغير كما تبدو للبعض..
ولكن أظن أنني أدور مع الحق حيث يدور..
انزل من فوق السيارة لتشاهد أنك لست على صواب، وأن السيارة هي من تتحرك مسرعة، وأن الأشجار واقفة بثبات.
(2)
معلومات تهمك..
انتاج صافر من الغاز المنزلي بحدود 80 قاطرة يوميا.
انتاج صافر من النفط الخام 8000 برميل يوميا تعطي لمصافي مأرب.
شركة بترومسيلة في حضرموت تنتج وتصدر حوالي 30 ألف برميل يوميا.
شبوة لا زالت في محاولة الانتاج و التصدير .. و لا زالت شركة “او ام في” تحاول اعادة تأهيل خط الانبوب القديم (الخط الروسي) و قريبا سيبداوا التصدير و يتوقع إنتاج قرابة 20 ألف برميل يوميا.
هذا ما أمكن معرفته..
(3)
فيما كنت ممعنا و منهمكا في مهاجمة الاحتلال..
تصدى لي أحد قياديي أنصار الله باتهام..
الغباء عدو صاحبه أكثر من الاحتلال..
ما أكثر الدببة الذين يحرسون أصحابهم
فيقتلون أصحابهم دون طائل..
ما اغباءهم..!!
(4)
لا أدافع عن الحوثي و أنا معك عليه، و لكني أدافع عن حقوق للوطن إن سقطت أو شُرّعت لن تعاد، و لن يتعافى الوطن بعدها..
هناك ما يمكن أن تصلح به الحال، بالندم أو الاستغفار أو حتى بالجزاء و عقاب من كان السبب و سيبقى لك الوطن..
و هناك ما يذهب و لا يعود بندم أو استغفار أو عقاب..
نجران و جيزان و عسير و الشرورة و الوديعة ذهبت إلى غير رجعة، شرعنوا اغتصابها، و يأس الجميع من عودتها إلى أحضان اليمن.
فلماذا ندفع بالبقية نحو الضياع..؟!!
(5)
عندما لا تستطيع أن ترى ما أصابك من عطب، تلوذ بهرولة إلى الثنائيات (الاحتلال والحوثي) لتبرر الأولى بالثانية، لتغالط نفسك، و تحجب عنها حقيقة ما أصابك من علل و أمراض قاتلة، و تشوه في الوعي، و فقدان في الذاكرة.
(6)
لقد اعمتنا أحقادنا و أمراضنا عمّا يفعله المحتل فينا..
إنها الحقيقة الدامية..
(7)
ستأتون يوما تلعنون به أنفسكم، لأنكم يوما في غياب وعي و غفلة زمن، ساندتم احتلال أرضكم، و تواطأتم حيال اغتصاب كرامتكم، و استباحة شرفكم، و تقطيع بقايا أوصال و وشائج مجتمعكم، و تمزيق وحدة شعبكم..
ستلعنون يوما أنفسكم حالما تباهيتم كخصيان بفحولة الملوك و الأمراء الذين أدخلتموهم إلى غرف نومكم و رفضوا الخروج..
(8)
استغلوا اقتتالنا و جوعنا و أحقادنا و أمراضنا..
و زادونا اقتتالا و جوعا و أحقادا و أمراضا ليحتلوا أرضنا و يمزقون شعبنا و أواصر ما بقي بيننا..
هذه كل الحكاية..
(9)
نستطيع في قادم الأيام محاكمة الحوثي على كل ما أقترفه من جرائم بحق الوطن..
و لكن لن نستطيع استعادة الوطن الذي قتلوه و دمروه و نهبوه و مزقوه و شتتوه بدعوى التحرير..
(10)
يقضمون اليمن من أطرافها كالفئران..
و يستولون على جزرها و مياهنا الإقليمية على نحو مجاهر
يقيمون قواعدهم العسكرية و مشاريعهم الاقتصادية على أرضنا لتصدير نفطهم دون اذن أو اخطار..
يصدرون غازنا و نفطنا إلى خزائنهم مقابل احسانهم لنا بالدمار و الخراب
و يتحدثون جهارا نهارا عن بقاء قواعدهم في أراضينا لمدد طويلة
استباحوا أراضا و إنساننا طولا و عرضا
دمروا مصانعنا و معاملنا و حولونا إلى سوق لبضائعهم..
و طردوا مغتربينا من أرضهم دون حقوق
يحتقروننا بإيغال و إلى أبعد الحدود..
نالوا منّا و من كل من يأكل من عرق الجبين..
و ألحقوا بنا مزيد من الإفقار و الجوع و المعاناة..
تخلوا عن كل اخلاق و التزام .. و أستلذوا بقطع رواتبنا و رعوه .. و يريدون أن يقايضونا بها مقابل وطن و مستقبل و نرتهن لهم إلى أخر الزمان..
استغلوا فقرنا، و رعوا احترابنا، و فعلوا بنا كل الكبائر و الصغائر بكل وعي و رغبة و سادية..
و يريدوننا أن نصفق لكل هذا..
لن نصفق ..
لسنا عبيد و لن نكون..
مقاومة هؤلاء فرض عين..
(11)
تصالحت الرياض و أبو ظبي ليس من أجلنا
و لكن من أجل يمنحون للاغتصاب شرعية و قانون
(12)
`احتلت “اسرائيل” الجولان و بقي حق سوريا في الجولان ثابت..
ستتغير الظروف و تتبدل الأحوال..
و سيأتي جيل يستحقها و يحررها و يستعيدها..
الأهم أن لا يتم التنازل عنها، أو شرعنة احتلالها أو اغتصابها..
(13)
ليس المهم النصر أو الهزيمة..
المهم و الأهم أن لا نشرعن للمحتل..
(14)
الإذعان للشروط استسلام .. و الاستسلام هزيمة منكرة..
في دورة الصاعقة أذكر أنني كنت أركض في حلبة (الصاعقة) حتى أكاد أتقيء و لكنني كنت أصمد على نحو لم أكن أتوقعه .. و في اقتحام الحواجز كان علينا تسلق جدار ارتفاعه أكثر من أثني عشر متر و أنت تحمل سلاحك و كل عدتك العسكرية الشخصية .. لا يساعدك في هذا الصعود غير حبل مربوط في رأس الجدار..
أذكر أنني في إحدى المرات كدت أن أسقط قبل أن أصل إلى سطح الجدار .. خارت قواي إلى درجة تصورت إن الأمر سيان بل أن السقوط مريح أكثر من إكمال ما بقي من ارتفاع الجدار و هو قليل..
داهمني فتور شديد .. قدماي لم تعد تقوى على الصعود و يداي تقاوم السقوط و بطن كفوفي تكاد تنفطر دما و هي قابضة على الحبل، و لكني أيضا كنت أعي إن السقوط إذا ما حدث أو تخاذلت يداي من الاستماتة بإمساك الحبل و إكمال الصعود إلى السطح سيكون مميتا و في أفضل الحالات ربما يسبب لي عاهة مستديمة، هذا الوعي و غريزة البقاء التي انتفضت داخلي و إفراز الجسم لمادة (الأدرينالين) في مثل هذه اللحظة الخطرة جعلتني أغلب هذا التحدي..
استمت في الصعود و تجاوزت الخطر و وصلت إلى سطح الجدار حتى بدا لي الأمر و كأنني اجترحت معجزة .. خضت في ذلك الصعود تحدي حقيقي و مغالبة أحسست أنه بإمكاني انتزع الحياة من لحظة خطر محققة .. أحسست أن بين الموت و الحياة لحظة و قرار..
تعلمت أن بين أن أنتصر أو أُهزم قليلا من الجلد و الصبر في برهة زمن حاسمة .. بين أن أكون غالبا أو مغلوبا قليلا من التحدّي والصبر و الاستماتة من أجل الحياة و الأمل..
تذكرت هذا الدرس في نفس الدورة و أنا أعاصر أحدهم بالذراع و الكف لنرى من الأقوى و الأكثر جلدا و صبرا و غلبة.. من الذي باستطاعته أن يسقط يد الآخر و يغلبها .. كان هذا التحدي أشبه بالمبارزة و أمام شهود و مشهد من الناس، و كان بين انتصاري و هزيمتي برهة زمن و لحظة صبر..
تذكرت الجدار، فغالبت حتى أستسلم زميلي و أسقطت يده، و لو كان صبر برهة زمن ربما لأنتصر هو و كانت هزيمتي .. هذا ما قلته له عقب المبارزة .. و لذلك أجد نفسي في أحايين كثيرة أتذكر مغالبتي للجدار في كل محنة فيها صبر و مغالبة .. إن ما بين النصر و الهزيمة تكون في أكثر الأحيان لحظة أو برهة زمن أو شعرة رفيعة فاصلة..
(15)
في المحصلة، الأهداف في مرمى الشباك هي من تحدد المنتصر في كرة القدم ..
السيطرة على الأرض و المواقع الاستراتيجية هي من تحدد نتيجة الحرب، و ليست خسائر العدو حتى وإن كانت في صفوفه فادحة طالما هو مصرا ويمتلك إرادة الانتصار بأي ثمن كان..
طالما فقدت المبادرة قرابة العام و النصف، و طالما ما فقدته لا تفكر باستعادته، و طالما صرت تنكمش و تلوذ بالدفاع على نحو مستمر، و لم تستطيع تغيير المعادلة العسكرية لصالحك، اعلم إن النتائج مُرة و النصر بالنسبة لك أصعب إن لم يكن مستحيلا.
لو أبقيت على الانتصار الاخلاقي، فلن تهزم، حتى وإن أدركتك الهزيمة العسكرية..
أعد تقديم نفسك من جديد إن استطعت، وتخلي عن انانيتك، و حاول أن تستعيد انتصارك الأخلاقي أولا، و تعاطى بمسؤولية نحو التزاماتك نحو مجتمعك، و رمم سمعتك، و مكن إدارة الشأن العام لإدارة نزيهة و كفؤة، و امنحها الصلاحيات الكاملة أو حتى الكافية لأن تديره .. و تخلي تماما عن مشروع الحكم، و تفرغ لحرب التحرير الشعبية ضد الاحتلال بدرجة أساسية .. و تخلي عن مصلحة الجماعة، و استبدلها بمصلحة الوطن لا سواه..
لعل هذا ينقذ ما يمكن إنقاذه، و ربما تزيد من احتمالات انتصارك، و ربما تنتصر بعد وقت كاف و جهد جهيد .. أما بدون ذلك فاستحالات انتصارك ستظل كثيرة و تتكاثر حتى النهاية..
أنت من أهدر الفرص لا نحن .. و لكن “أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي”.
(16)
من يحدد مسرح عملياتك، و نطاق حربك، و يمتلك زمام المبادرة هو من ينتصر..
(17)
المملكة لن تقبل بكيان أيديولوجي جوارها أو في خاصرتها حتى و إن أغراها بمنافع برجماتية شتّى..
المملكة لا تجازف فيما يهدد أمنها..
لن تعطيه إقليما أو حتى شريطاً من وطنه ليحكمه في الجوار..
لن تطمئن حتى يزول، و يصير ما بقي من اليمن خاتما في أصبعها..
توجس كلاهما حيال بعض أكبر حجما منهما
التهديد الوجودي لكلاهما يجعل التعايش بينهما و الجوار مع بعضهما مستحيلا ..
هذا ما تفطنه المملكة و لم يفطنه الأنصار بما يكفي..
(18)
كل نصائحنا كان ينظر إليها بريبة كالحة، و سوء ظن و طوية..
و بلغ تعاليهم و غرورهم الجبال طولا..
اليوم يدفعون هم و الوطن ثمنا باهظا
و استحقاقا لن ينتهي إلا بزوال أو معجزة..
(19)
ما كان يتوهمون أنه نصرا مؤزرا في صراعنا البيني..
كان الحقيقة نصرا مبينا للغير..
أنتصر الطامعين..
و خسر شعبنا و الوطن..
و لا زال يخسر الكثير..
(20)
استعمار اليوم يحقق ما يريد دون أن يخسر شيء، بل و يربح الكثير..
(الجيوش) و المليشيات محلية..
و ممالك و دويلات الخليج تمول الحرب..
و الاستعمار يقطف النتائج الأهم، و ينفذ مشاريعه بربح و عائد طائل، و من دون أن يخسر شيئا.
(21)
من يعرف كم من النفط و الغاز نصدر كل يوم..؟!
و إلى أين يتم التوريد..؟!
من يشرف و من يراقب و من يحاسب..؟!!!
(22)
الإصرار على ميناء الحديدة منذ أكثر من عام من التفاوض..
و استمرار العملية العسكرية نحو الحديدة، و الإصرار على انتزاع الميناء و تدويله، مفردة من مفردات مشروع دولي كبير يجري تنفيذه على حساب اليمن و سيادته و استقلاله، و جزره و مياهه الإقليمية، و ثرواته المكتنزة و مستقبله..
الحرب تحقق أهدافها بكلفة باهظة على حساب شعبنا..
كل النخب السياسية اليمنية بمختلف توجهاتها تم استخدامها بدراية منها أو بدون دراية في تنفيذ هذا المشروع، و ستقوم جميعها ـ إلا ما ندر منها ـ بتشريعه برضاء أو بإكراه..
هذا ما أظنه سيتم إلا إن حدثت معجزة..
و المستقبل حافل بكثير من الانكشاف.
انكشاف و لكن بعد فوات الأوان..
(23)
عندما يريد الآخر أن يضبط إيقاعك على إيقاعه في قضايا الفكر والسياسة، ويريد أن يحولك إلى مسخ منه، يجب أن تتمرد عليه وتثور..
يجب أن تلغي صداقته لأنها لا تليق بك، ولأنه ببساطة يهينك ويهين عقلك.
خلقنا أحرارا لا مسوخ مشوهة، ولا نرضي أن نكون ظل للغير..
مارس وجودك وفكر دون رقيب، وتعلم أن لا تكون مسخ لأحد.
(24)
نحن بحاجة إلى مراجعة موجعة من الألف إلى اليا..
نحن بحاجة إلى أن ننظف جروحنا من القيح والصديد حتى وإن كان هذا مؤلما، ثم ننثر عليه الدواء، ونكرر الحال حتى يتعافى ويطيب، بدلا من أن نعصب الجرح على قيحه وصديده، ونكذب على الجرح وصاحبه بدواء لا يبرأ جرح أصابه التعفن..
الجميع أسهم في هذا التعفن، وصارت الأعضاء مهددة بالبتر والعطب، وصارت الحياة برمتها مهددة بالموت..
قال المثل الشعبي: ” ما ينفع الجرح ملاس”
هكذا يجب أن نرى الحال..
(25)
لنظام الحكم السعودي..
عندما يشجع جارك فريق يبعد عنك آلاف الكيلو مترات، ويتمنى لك الخسارة الوخيمة، اعلم إن الكراهية نحوك قد بلغت ذروتها، ويتحين في الزمن خلسة، ليكيل إليك ما خزنه وعيه ووجدانه من كراهية متراكمة، وحقد كبير، وانتقام ثأري نحوك..
“من يزرع الشوك لا يجني العنب”..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.