تغاريد غير مشفرة (150) .. وهم السلام في اليمن
يمنات
أحمد سيف حاشد
(1)
كل الجهود الأممية فيما تسمى مساعي السلام في اليمن خلال الفترة الماضية والقادمة يمكن تلخيصها بثلاثة عناوين رئيسية:
حيصي بيصي..
وهم السلام..
شعبنا المضحوك عليه..
هذا ما فهمته من إحاطة غريفيت لمجلس الأمن..
غريفيث في مجلس الأمن:
– تجديد الدعوة إلى مواصلة المشاورات..
– مشاورات جنيف 3 لم تسير على النحو المخطط له..
– سنعمل خلال الفترة القريبة المقبلة على استئناف جولة جديدة من التحركات..
– العملية السياسية في اليمن ستشهد تقلبات..
– رغبة في تحسين الوضع الإنساني باليمن..
– التحالف السعودي قدم جهود كبيرة لدعم الجهود الأممية.
(2)
غريفيت يقول في إحاطته لمجلس الأمن أنه قضى سبعة أشهر من المناقشات المكثّفة..
ونحن نجيب: النتائج صفرية، والأصفار كبيرة، وأكبر من أن تتسع لها اليمن والجوار..
لا شيء تحقق، ولا على أي مستوى، بل أن ما تفعلوه في الحقيقة هو الحرص على إدامة الحرب، وتطويل مدتها إلى أقصى مدى ممكن، وإيهام الرأي العام في الداخل والخارج أنكم بصدد عملية سياسية جارية، والحقيقة إن الحرب هي الجارية والمستمرة والكلفة الإنسانية والاقتصادية التي يدفعها الوطن والمواطن باهظة ومستمرة..
(3)
غريفيت يقول في إحاطته: “نحن بحاجة إلى الاستمرار في التركيز على تعزيز العملية السياسية لا سيما في هذه المراحل المبكرة الهشة، وخلق الزخم اللازم بحيث يمكن تحقيق بعض الخير الملموس لليمنيين في جميع أنحاء اليمن.”
سبعة أشهر يا غريفيت ودورك لا يتعدى ساعي البريد بين هذا وذاك، ولم تسطع حتى تسهيل وصول وفد لجلسة مشاورات لم تبدأ بعد، فكم تحتاج من السنين حتى تنتهي المشاورات، ثم المفاوضات، ثم الاتفاق، ثم التنفيذ، ثم تصحيح اختلالات التنفيذ..
على إيقاع غريفيت هذا نحتاج عشرين عاما أو أكثر على بال ما ننجز شيء من هذا، لا كله.
فيما شعبنا ينزف ويجوع ويموت، واقتصادنا وبنانا التحتية تدمر وتنهار وتتلاشى، وقيمة الريال تتدهور على نحو غير مسبوق، والأسعار تشتعل بجنون، ورواتب أكثر من مليون موظف ومتقاعد يعيلون أكثر من سبعة مليون نسمة لا زالت موقوفة أو مقطوعة.
أنت يا غريفيت لم تفِ حتى بما سبق أن وعدت به من إن رواتب الموظفين ستعاد في شهر يوليو، وها نحن نتعدى يوليو وأغسطس ونناصف في سبتمبر..
بعد أن كانت وعود الإنجليز مضرب مثل، صيرها غريفيت فقاقيع ووعود عرقوب.. أتضح أنكم كغيركم بعد أن كنا نظن أنكم شيئا يختلف، وبدأ لنا أن بداوة الصحراء ونفطها قد أصابت وعودكم بالخيبة، وجعلتكم محل سخرية..
(4)
يقول غريفيت: “نشعر بالقلق إزاء إطلاق الهجمات من قوات أنصار الله باتجاه المملكة العربية السعودية، وتدل الهجمات على البحر الأحمر على انّ هذا النزاع يشكّل تهديداً مستمراً للأمن الإقليمي.”
نحن نموت نجوع أو نهيم على وجوهنا في الأرض لا مشكلة ولا قلق.. نتناثر نثارا أو شظايا وتنتهي اليمن من الخارطة كدولة لا يهم ولا يساوره القلق.. بل ربما هو المطلوب إثباته، ويتماشى، بل هو المطلوب تحقيقه كأجندة لبلاده في هذه الحرب البشعة ونتائجها..
لو كان في هذه الحرب تهديدا للأمن الإقليمي أو الدولي، كانت قد توارت أو توقفت في سنتها الأولى أو الثانية على أبعد تقدير، ولكن طالما هذه الحرب وأطرافها تحت السيطرة والتحكم وحبالها محكومة بيد المخرجين لها، فستستمر حتى تحقق أهداف وأجندات بلاده، ومعها أمريكا وفرنسا، والباقي تفاصيل.
(5)
يقول غريفيت في إحاطته: ما يشجعني كثيراً هو النهج الإيجابي والبنّاء الذي لمسته من الحكومة اليمنية ومن التحالف ودعمهم لهذه القضايا،
سبعه شهور وأنت تناقش، ولا نعلم كم تحتاج بعدها من السنين للمشاورات والمفاوضات وما يليها.!!
ما نعلمه إننا لن نصل إلى نهاية الحرب إلا واليمن لم يعد موجود على الواقع أو حتى على الخارطة، وشعبنا قد صار يقيم في المقابر، ولم يبق إلا اقتسامه وتقاسم ونهب ثروته لعقود من السنين..
نحن نجوع وننزف بغزارة، والتربية والتعليم والتنشئة والأنسنة والحياة تُدمر بمثابرة متوحشة.. وأنت تناقش، بل تشكر التحالف الذي يقتل أطفالنا ونساءنا والأبرياء المدنيين على تعاونه، وتشيد بحكومة أغرقتنا بالفساد والبلاء والخيبة..
إذا لم تستح افعل ما شئت..
(6)
أقوى رسالة من مجلس الأمن للمطالبين بالانفصال:
“نجدد التزام المجلس القوى بوحدة اليمن”
المهم هنا والشاهد الأهم هو أول مرة يستخدم مجلس الأمن في مفرداته بشأن وحدة اليمن كلمة “القوي” وهي أقوى رسالة يوجها المجلس بشأن موضوع الانفصال..
المشروع الخارجي الذي يستهدف اليمن ليس مشروع الانفصال، بل تفكيك اليمن على مدى منظور من الوقت، بعد أن يتم التهيئة لذلك ببناء سياسي واجتماعي ودستوري وقانوني، تصيره عدة دويلات في المستقبل لا دولتين فقط..
لن يكون الجنوب جنوبا ولا الشمال شمالا، بل سيصير اليمن يمنات..
هذا هو المشروع الجاري تنفيذه بخساسة وتوحش ووضاعة..
(7)
شعور ذابح وألم قاتل ومميت ،عندما تعرف أن دم شعبك وجوعه ومعاناته الثقيلة وموته بآخر وفخر الصناعة والتكنلوجيا الأمريكية والبريطانية والفرنسية ، يدعم أرصدة وبنوك ورساميل الشركات الكبيرة والعملاقة، ويوفر فرص عمل للشعوب التي تعيش على حساب فرصة حياة شعوب أخرى، ويحل مشكلات الحكومات في دولهم، ويفاخر هناك الساسة بعظمة ما حققوه من منجزات لشعوبهم.. وإن كانت على حساب أغلب شعوب المعمورة المقهورة..
إنها الإمبريالية المتوحشة، والمال البشع الذي يقتات شعوبنا وأوطاننا ومستقبل أبناءنا..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.