صحيفة لندنية مقربة من النظام الاماراتي: مشاورات تشكيل حكومة مصغرة في اليمن وصلت إلى طريق مسدود والتحالف يفشل في تمتين جبهة “الشرعية”
يمنات – صنعاء
قالت مصادر سياسية مطلعة إن مشاورات الإعلان عن تشكيل حكومة يمنية مصغرة وصلت إلى طريق مسدود في ظل رفض العديد من القوى السياسية، و في مقدمتها حزب الإصلاح لمثل هذه الخطوة.
و أشارت المصادر إلى أن قيادات بارزة في الإصلاح عبّرت عن رفضها لتعيين معين عبد الملك رئيسا للوزراء خلفا لـ”أحمد عبيد بن دغر” باعتبار ذلك مخالفا للمبادرة الخليجية و مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
و لفتت المصادر إلى أن هذا الرفض يندرج في إطار ضغوط تمارسها بعض المكونات السياسية لإيقاف عجلة التغيير في بنية “الشرعية” خوفا من أن تطال تلك التغييرات قيادات عسكرية و مدنية محسوبة عليها.
و قال مراقبون سياسيون إن التصعيد ضد قرار تعيين رئيس حكومة خلفا لـ”ابن دغر” لا يعبر عن الاعتراض على تعيين معين عبد الملك سعيد، بقدر ما هو محاولة لكبح أي قرارات لاحقة تصدر من الرئيس هادي قد تقوض من نفوذ حزب الإصلاح، و تستبعد قيادات عسكرية و أمنية و إدارية من المنتمين للحزب.
و تصدر القيادي في حزب الإصلاح و رجل الأعمال المقيم في تركيا حميد الأحمر حملة الرفض لقرار تعيين رئيس جديد للحكومة “الشرعية”.
و كتب الأحمر على صفحته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مع كل التقدير لشخص الدكتور معين عبدالملك سعيد، إلا أنني استغرب من تجاهل الرئيس لبنود المبادرة الخليجية التي تعتبر إحدى أهم المرجعيات التي يستمد منها شرعيته وهو يعلم أن المبادرة وآليتها التنفيذية لم تعطه حق تسمية رئيس الحكومة أو تغييره.
و أضاف الأحمر: لا يليق بنا في معركة استعادة الدولة و إنهاء الانقلاب أن نرضى بالانقلاب على المبادئ و المرجعيات من أي كان، و ليست هذه هي الدولة المؤسسية التي بشرت بها مخرجات الحوار وأكدت القرارات الدولية على احترامها، بعد أربع سنوات من المآسي لم يعد من اللائق استمرار الصمت على الممارسات الخاطئة.
و علق مراقبون على موقف الأحمر بأنه تعبير عن مواقف معظم قيادات الحزب المتواجدة في الرياض و التي تتحاشى إطلاق تصريحات من هذا النوع. مضيفة أن استحضار الأحمر للمبادرة الخليجية إشارة إلى ضرورة عودة المكونات الموقعة على هذه المبادرة للمشاركة في اتخاذ القرارات.
و كشفت مصادر يمنية مطلعة عن تحركات حثيثة يقوم بها الأحمر بصفته عضوا في مجلس النواب اليمني للتأثير على مجريات انتخاب رئيس جديد للمجلس و التي من المتوقع أن تتم في أول جلسة للمجلس من المزمع عقدها في عدن أو سيئون، و السعي لإفشال انتخاب نائب رئيس المجلس محمد علي الشدادي رئيسا للمجلس باعتباره الشخصية التي يدعم الرئيس هادي ترشيحها، عبر التأثير على كتلة حزب الإصلاح البرلمانية.
و لفتت المصادر إلى أن الأحمر يعمل بشكل حثيث للتنسيق مع قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام خصوصا تلك المناوئة لسياسات هادي لتكوين تيار ضاغط لإعادة إحياء التقاسمات التقليدية بين المكونات السياسية الرئيسية التي نشأت عقب التوقيع على المبادرة الخليجية و آليتها التنفيذية التي تم التوقيع عليها في نوفمبر 2011 في العاصمة السعودية الرياض بين المؤتمر الشعبي العام و حلفائه و اللقاء المشترك و شركائه والتي أعقبها تشكيل حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة يتقاسم مقاعدها الطرفان الموقعان على المبادرة الخليجية.
و يشهد معسكر “الشرعية” تصاعدا لافتا في حالة الصراع بين المكونات و القوى السياسية مع بروز مؤشرات على الاتجاه نحو عقد تحالفات جديدة عقب تعثر محاولات قادها التحالف لتمتين جبهة الشرعية من خلال إنشاء تحالف سياسي عريض يضم كافة المكونات المناهضة للحوثيين بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي و حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صالح)، و هي المساعي التي باءت بالفشل حتى الآن، نتيجة ممانعة العديد من الأطراف القوية في الشرعية التي ترى أن أي توسيع لقاعدتها قد يأتي على حساب الاستحقاقات التي حازت عليها خلال الفترة الماضية.
المصدر: صحيفة العرب
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.